وقوفاً مع أهلنا في الشام ودعماً لهم في معاناتهم التي يرزحون تحتها، وتوعيةً للمسلمين حول المؤامرات التي يكيدها الشرق والغرب لثورة الأمة في شام العزّة والكرامة، عقد شباب حزب التحرير في مدينة خليل الرحمن في فلسطين يوم الثلاثاء 15/1/2013 في قاعة القصور بجانب أمسية سياسية تحت عنوان: (ثورة الشام والمؤامرة الدولية عليه)

بدأت بترحيب عريف الأمسية بالحضور وقدّم للأمسية بأحاديث للمصطفى صلوات الله وسلامه عليه عن فضل الشام وأهل الشام خير أجناد الأرض ثمّ تلا الترحيب قراءةٌ لآيات عطرة من كتاب الله سبحانه وتعالى....
ثمّ بدأ المحاضر كلمته التي تناولت عدّة محاور أهمّها:
* أنّ ثورة الشام ليست كغيرها من الثورات في بلاد المسلمين، هي ثورة إسلامية تعلو فيها الهتافات التي تنادي بالإسلام وبتطبيق أحكامه وبإقامة الخلافة، وهذا ما أغاظ الغرب وأفقده صوابه، حيث تكالبت على هذه الثورة المباركة كلُ قوى الدنيا من الغرب بكافة أشكاله، ومن حكام العرب والمسلمين، ومنهم أولئك الذين جاؤوا حديثا في بلاد الثورات، وكذلك عملاء الغرب من المعارضة السورية ممن باعوا أنفسهم ودينهم ابتغاء مناصب دنيوية ظانين أن النصر من أمريكا وأحلافها.

* وتطرّق المحاضر إلى تشكيلات الكتائب والألوية في الشام التي تحارب الطاغية بشار، وبعد أن نوّه إلى الغايات والأهداف التي أعلنوها والتزموا بها بيّن أن كل ما تقدم يمثل إعلاناً من المسلمين في سوريا أنهم لا يريدون فقط إسقاطَ رأس النظامِ والإبقاء على جسمه وأجهزته، بل يتطلعون لإعادة الحكمِ بما أنزلَ اللهُ بإقامةِ الخلافة. ولسان حالهم يتساءلون: أليسَ بشارٌ علمانياً؟! أليس نظامُه ودستورُ حُكْمِه مدنياً؟! ألا يشهدُ النظامُ الرأسماليُّ الديمقراطيُّ الغربيُّ نفسُه فشلاً ذريعاً من حيث هو نظامٌ عالمي ديمقراطي؟! أفنستنسخُ التجاربَ الفاشلةَ لتعيدَ بلادَنا إلى دوامتِه، بينما الدستورُ الذي شرعه لنا ربُ العالمين بين أيدينا؟!

* وبيّن أن الغرب قد أدرك (إسلامية) هذه الثورة وأن القوى الغربية الاستعمارية قد وعت  على أهداف ثورة الشام فوقفتْ منها وقفة مختلفة عما وقفتْه من ثوراتٍ قبلها، فأمعنت بالخبث والشراسة والكيد لها بالليل والنهار، فأوعزت أمريكا لعميلها بشار بالقتل والتدمير والتخريب بكلّ ما أوتي من قوةٍ، واتخذت من عملائها في المنطقة أدواتٍ لتنفيذ مخططاتها وللولوج للثورة من أجل السيطرة عليها. فكانت الأدوار موزعة بين تركيا وإيران والصين وروسيا وحكام العرب.

وأشار المحاضر إلى حجم المؤامرة ورغبة الدول الغربية في إطالة أمد الحرب وعمر النظام حتى توجد البديل العميل لها، فتطرق إلى المُهل والمبادرات التي تخدم هدفهم سواء المبادرات الغربية أو العربية.

وختم المحاضر كلمته بالتأكيد على  أن المسلمين أولى بإدراك الحق في هذا الصراع، وواجب عليهم أن يتنادوا لنصرة هذه الثورة بكل السبل الممكنة، وعلى كل مسلم أن يكون ضمن فسطاطها، إذ صار الموقف منها دليلاً على إيمان صاحبه أو نفاقه، (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيز).
عَنْ أَبِي الدَّرْدَاء أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: "إِنَّ فُسْطَاطَ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَ الْمَلْحَمَةِ بِالْغُوطَةِ إِلَى جَانِبِ مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا : دِمَشْقُ مِنْ خَيْرِ مَدَائِنِ الشَّام". أبو داود واحمد والحاكم وقال هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاه.

ثمّ تلا ذلك عرضُ فيلم قصير ظهر فيه بوضوح أن ما تطالب به وتعمل له الغالبية العظمى من الثوار هو: تطبيق شريعة الله سبحانه وإقامة دولة الإسلام
ودولة الخلافة وقد ذكروا ذلك بوضوح وجلاء، كما أنّ المظاهرات في جلّ البلاد تطالب بذات المطلب الذي علموا يقيناً أنه هو الحل الصحيح والخلاص لما يعانونه فكان شعارهم: هي لله هي لله، وأمة قائدها محمد لن تركع إلا لله، والشعب يرد خلافة إسلامية.

وفي خضمّ ذلك ظهرت المشاعر الجيّاشة على وجوه الحاضرين ولسان حالهم يلهج بالدعاء للشام ولأهل الشام.
وخُتمت الأمسية بدعاء للشام ولعامة المسلمين بالنصر والتمكين.


19/1/2013