كتاب مفتوح من حزب التحرير ولاية تونس إلى بريطانيا العجوز بواسطة سفارتها في البلاد

بمناسبة الذكرى المئوية لجريمة "وعد بلفور" الأثيم

نتوجه بكتابنا هذا إلى حكّام بريطانيا العجوز الحقيقيين وإلى رئيسة الوزراء تيريزا ماي وباقي المسؤولين البريطانيين عن طريق السفيرة البريطانية في تونس

ونحن في كتابنا هذا إنّما نعبّر عمّا يجيش في نفوس أهل تونس وجميع المسلمين

إلى سفيرة بريطانيا (الدولة العريقة في استعمار الشعوب ومصّ دمائها) بتونس لويز دي سوزا، عودي إلى بلدك وأبلغي كلماتنا إلى حكامكم المستعمرين الإرهابيين:

في هذا اليوم 2/11/2017م يكون قد مر 100 عام على الرسالة التي أرسلها آرثر جيمس بلفور نيابة عن دولتكم بتاريخ 2 نوفمبر 1917م إلى اللورد ليونيل وولتر دي روتشيلد يؤكد فيه تأييد الحكومة البريطانية إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، ورغم ما شهدته دولتكم والعالم أجمع من فظائع عصابات يهود وجرائمهم بحق فلسطين وأهلها المسلمين ومقدساتها منذ ذلك الحين وإلى اليوم، على نحو يندى له الجبين، إلا أنّ دولتكم ما زالت مصرة وتفاخر بالخطيئة التي ارتكبتها بحق الأمة الإسلامية وقبلتها الأولى، حيث قالت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، في معرض ردها على أسئلة النواب في مجلس العموم البريطاني"سنحتفل حتما بالذكرى المئوية لوعد بلفور بكل فخر"، وأضافت "نفتخر لدورنا في تأسيس دولة اسرائيل" بعد أن أعربت عن امتنانها لإقامة بلادها علاقات مع "إسرائيل"، وتطور تلك العلاقات في المجال التجاري والمجالات الأخرى.

هكذا أنتم، لا تخجلون من جرائمكم تباهون بخطيئتكم التاريخية بحق فلسطين وأهلها والأمة الإسلامية، هجّرتم أهل فلسطين المسلمين ومنحتم أرضهم الإسلاميّة التي احتللتموها بالقتل وسفك الدّماء لعصابات يهود الإرهابيّة يذبحون النّساء والأطفال والشيوخ وهم إلى اليوم يسفكون الدماء، أمّا أنتم فتواصلون دعم كيان يهود المجرم، قاتل الأطفال والنساء والشيوخ ومدنس المقدسات، فبدل أن تخجلوا من ذلك تفاخرون بسجلكم الطويل في دعم الإرهاب اليهودي!

نعم يمكن أن يفهم المراقب تصريحات تيريزا ماي في سياق البحث عن عظمة ضائعة في ظل اضمحلال نفوذ بريطانيا في العالم، وأنّها تحاول عبثا أن تظهر دورها في حدث تاريخي كاحتلال فلسطين لغايات النفاق السياسي والمكر المعهودين عن دولتكم.

إنّ تصريح رئيسة وزراء بريطانيا العجوز يؤكد التالي:

1- أنّ دولتكم معدومة القيم الرفيعة والحس الإنساني، إذ كيف لدولة تدعي العظمة وتتبجح بدعوتها لحقوق الإنسان أن تناصر "دولة" بل عصابة يهود وجرائمها ووحشيتها مشهودة بلغت عنان السماء عبر عقود طويلة من الاحتلال وسفك الدماء واستباحة المقدسات؟!

2- أنّ هذه المفاخرة والإصرار تدلّ على استصغاركم لشأن الأمة الإسلامية وتجاهلكم لقوتها ونهضتها القادمة، وهذا أمر مرده إلى مواقف حكام المسلمين العملاء الذي حبسوا الأمة وجيوشها عن التعبير عن آمالهم وتحقيق غاياتهم في التحرر الكامل والحقيقي من كلّ استعمار ومنه تحرير فلسطين كلّها ومسجدها الأسير. ولكن رويدكم فلا يغرنّكم، سكوت الأمة وأبنائها فسكوتهم قسريّ وآنيّ خلفه حالة غليان تكاد تصل إلى الانفجار في وجوهكم ووجوه من نصبتموهم على رقاب المسلمين من أشباه حكام هم في الحقيقة عملاء مأجورين.

3- أن دولتكم دولة إرهاب وإجرام ما زالت ترى استعمار الشعوب ومص دمائها وهدر حقوقها أمرا طبيعيا وعاديا، وهو ما يفسر مواقفكم الراهنة المتواصلة من حكام تونس وغيرها في بلاد المسلمين، تزعمون دعمهم ومساندتهم فتسخّرونهم من أجل الاستغلال ومص الدماء لتحقيق مصالحكم الخاصة وأطماعكم الجشعة في بلاد المسلمين. إذ تواصل دولتكم زرع العملاء في تونس ومدّهم بأسباب الحياة والملك لتبقيهم في مواضع الحكم يسومون الناس سوء العذاب ويفقرون البلاد ويحاربون دين أهلها وسعيهم للتحرر لتبقوا بذلك على مكاسبكم في بلادنا.

أيّتها السفيرة لويز دي سوزا ارحلي إلى بلدك وأبلغي حكّامكم المستعمرين الإرهابيين:

إننا في حزب التحرير ومعنا المخلصون والأمة الإسلامية لا ننتظر منكم اعتذارا عن جريمتكم (وعد بلفور الذي كان عطاء من لا يملك لمن لا يستحقّ) للأمة الإسلامية التي أجرمتم بحقها يوم هدمتم خلافتها على يد عميلكم مصطفى كمال وأتبعتم ذلك بزرع كيان لليهود، خنجرا مسموما في خاصرة الأمة ليبقى جرحا نازفا يجعل أمر وحدتها وشفائها صعبا، واستعمرتم بلاد المسلمين ونصبّتم جلاوزة وطغاة ساموا الناس أصناف العذاب ليحفظوا لكم مصالحكم الاستعمارية، لا ننتظر اعتذارا ولا نتوقعه من حكومتكم الاستعماريّة المعروفة بعدائها الأصيل للإسلام وأهله، ولكننا نرسل لكم هذا الكتاب لنقول لكم أنّ الأمة الإسلامية لم تنس ولن تنسى خطيئتكم وجرائمكم بحقها، وهي منقوشة في وجدانها الذي لم تقو قوتكم ومعكم الغرب كله على إماتته أو انتزاعه، وقد شهدتم كيف تسعى الأمة إلى نهضتها واستعادة مجدها وزمام أمورها وأنّها ما عادت تنخدع بأضاليلكم وما عادت تثق في السياسيين العملاء الذين تصنعونهم. فنحن أمة لا تموت وإن ضعفت أو هُزمت في معركة، فالحرب سجال والأيام دول.

وأما فلسطين، الأرض المباركة، فموعدها قريب نصر من الله يقلع كيان يهود من جذوره قلعا ويجعل وعدكم ومخططاتكم نسيا منسيا، فأبناء الأمة وجيوشها يتحفزون للانقضاض على يهود، ولقد بشرنا رسولنا الكريم بقوله صلى الله عليه وسلم "تقاتلون اليهود فتسلطون عليهم حتى يختبئ أحدهم وراء الحجر فيقول الحجر يا عبد الله هذا يهودي ورائي فاقتله" البخاري، ومسلم، والترمذي. وقريبا بإذن الله تعالى نقيم الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، بعزيمة رجال الأمة ونصرة جندها، لتستعيد الأمة إرادتها وسلطانها فتنتقم ممن ظلمها وجار عليها، فيحق الله الحق على يد جنودها ويبطل الباطل، فالخلافة القائمة قريبا بإذن الله ستفتح آخر حصونكم روما بعد فتح بلادكم بالإسلام أو قبل ذلك، لترى شعوبكم الفرق الشاسع بين فتوحات الإسلام التي تنشر النور والعدل وبين احتلالكم الذي لم ينشر إلا الظلم والظلام والقتل والتدمير.

فانتظروا وارتقبوا عاقبة جرائمكم وفعالكم أيها المجرمون،

قال الله تعالى: (قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ ۖ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا ۖ فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُم مُّتَرَبِّصُونَ).

 

الثالث عشر من صفر 1439 هجري                                                                                 حزب التحرير

الموافق الثاني من تشرين الثاني 2017 ميلادي                                                                     ولاية تونس

 

للمزيد من التفاصيل