في مدينة رام الله رفعت الآلاف في المسيرة الجماهيرية الضخمة رايات رسول الله صلى الله عليه وسلم السوداء ولواؤه الأبيض، واليافطات والشعارات المنادية بالجهاد وإقامة الخلافة، لتحرير فلسطين والمسجد الأقصى والأسرى، وصدحت الحناجر بالتكبير والتهليل وطالبت الأمة وجيوشها للتحرك بكل طاقتها لفك أسر المسرى والأسرى وسائر أهل فلسطين، ومجدت الهتافات بالأقصى وأهله الصامدون وبالأسرى الأبطال الذين يعانون الأمرين في سجون كيان الاحتلال اليهودي.

     خرجت هذه الجماهير في المسيرة التي دعا لها حزب التحرير في الأرض المباركة فلسطين، تحت شعار "المسجد الأقصى يستصرخ الأمة وجيوشها لإقامة الخلافة وتحرير الأرض المباركة"، وانطلقت المسيرة من مسجد البيرة الكبيرة بعد صلاة العصر، وجابت المسيرة الشارع الرئيسي، حتى منتهاها على دوار المنارة وسط مدينة رام الله.

     وقد ألقى كلمة المسيرة أعضاء المكتب الإعلامي للحزب في فلسطين المهندس باهر صالح والدكتور ماهر الجعبري والأستاذ علاء أبو صالح والدكتور مصعب أبو عرقوب، تخللها التكبير والتهليل والهتافات المنادية بإقامة الخلافة وتحرير المسجد الأقصى وتحرير الأسرى، وطالبت الأمة بالتوحد تحت راية الخلافة، التي رفعها الشيخ عمر أبو سارة قبل الدعاء ونادى في الجيوش من يأخذ هذه الراية بحقها؟.

     وقد أكد المهندس باهر صالح على أن الحزب ابتدأ فعالياته في ذكرى هدم الخلافة بصرخة من المسجد الأقصى المبارك، فارتد صداها في مدن الضفة وقطاع غزة، ويختتم في رام الله بنداء وصرخة يزجيها الحزب للأمة بأسرها عسى أن تجد قلوبا من أهل القوة، من ضباط الأمة وجيوشها، ليكونوا أنصار هذا الزمان، فيقيموا الخلافة، 

     وأضاف صالح "صرخة أطلقناها من المسجد الأقصى الذي يدنس اليهود باحاته، ويستبيح قطعانهم حرماته، وتحفر آلاتهم على أساساته المسجد الأقصى الذي يشكي إلى الأمة ما أصابه على يد اليهود وأوليائهم، المسجد الأقصى الذي يستصرخ الأمة وجيوشها لإقامة الخلافة وتحريره من رجس يهود، الخلافة التي فقدت الأمة بغيابها عزتها وقوتها، ورمز هيبتها وسلطانها، الخلافة التي ما استطاع يهود ومن معهم من قوى الكفر في العالم احتلال فلسطين قبل هدمها، الخلافة التي بغيابها سُرقتثروات الأمة من تحت أرجلها، فجاع أبناؤها وعطشت نساؤها وأطفالها، رغم أبحر الخيرات والثمرات التي تسبح فيها بلادنا".

     فيما أكد الدكتور ماهر الجعبري على أن الحديث عن الخلافة هو حديث عن المشروع الحضاري البديل والأصيل، الإسلام الذي باتت البشرية قاطبة في أمس الحاجة إليه، بعد أن اكتوى العالم بنار الرأسمالية وجحيمها، الرأسمالية التي استبدت بالعالم فسحقت الضعيف والأمم ليحيا ثلة من الجشعين المتوحشين، ملايين، بل مئات الملايين، فقراء ومعدومون، مهجرون ومعذبون، جوعى وثكالى، دول يُحرق فيها الأخضر واليابس، ويُمطر سماؤها بالفسفور الأبيض والقنابل العنقودية من أجل حفنة من الرأسماليين المجرمين، نساء تمتهن وأطفال يستغلون، وكبار لا يُراعى لهم شيبة ولا عجزا، متاجرة بالبشر والرقيق، والجنس والمخدرات، هو الجحيم في الدنيا قبل الآخرة، فمن لهؤلاء المظلومين؟، من للمرأة يعيد لها مكانتها ويصون كرامتها، غير الخلافة والإسلام؟!، من للفقراء والمستضعفين ليرعاهم ويحنو عليهم غير الخلافة والإسلام؟!، من للمستضعفين والمكلومين لينصفهم غير الخلافة والإسلام؟!

     وأكد الجعبري على أن فلسطين، بمدنها حيفا وعكا، والرملة وعسقلان، والقدس وجنين، والخليل وطولكرم، لا يحررها إلا الخلافة، وأن الأسرى المقهورون في سجون الاحتلال، ليس لهم غير خليفة المسلمين يستنفر الجيوش لتحريرهم؟!

      وأضاف الجعبري "نعم هي الخلافة التي ستقضي على كيان يهود وتعيد فلسطين وأخواتها لعقد الأمة وعقالها، الخلافة التي ستعيد فلسطين إلى سياقها الأصيل، بعد أن أضاعها المفرطون في أتون المفاوضات ودهاليز الاتفاقيات وسراديب المؤسسات الدولية، هي الخلافة التي ستعيد فلسطين إلى أصلها وفصلها، قضية أرض إسلامية احتلها أراذل القوم وجب تحريرها وتطهيرها من دنسهم، ولا شيء غير التحرير والتطهير".

     وأوضح الأستاذ علاء أبو صالح أنّ الخلافة تعني الوحدة والقوة، تعني أن تجتمع الأمة الإسلامية تحت راية واحدة، تستظل بظل خليفة واحد، يخاطب الغمامة قائلا: " أمطري حيث شئت فسيأتيني خراجك"، الخلافة تعني أن يسير الراكب من القدس إلى بغداد، ومن بغداد إلى اسطنبول، ومن اسطنبول إلى إسلام أباد، لا يخشى إلا الله، خلافة تزيل الحدود والسدود التي خطها الاستعمار ليحافظ على فرقة الأمة وضعفها، خلافة تعيد توحيد الجيوش تحت إمرة قائد واحد، ليتحرك باسم الله عابرا البحار والجبال فاتحا للعالم وناشرا للخير.

     وأكد أبو صالح "أنّ بقاء المسلمين مفرقين مقسمين إلى دول هزيلة هو مصلحة الغرب وغايته، وما انفك الغرب يكيد للأمة ووحدتها، بل ويمعن في التآمر عليها، بمزيد من التقسيم والتفتيت حيثما استطاع، وبإلهاء وإشغال كل بلد بما يكفيه من القضايا والمشاكل التي تحول دون التفكير بالوحدة، أما نحن فلا نريد إلا ما أراده الله، أمة واحدة ودولة واحدة وخليفة واحد. {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ} لا نريد إلا أن تكون خلافة واحدة يستظل بظلها الأبيض والأسود، العربي والأعجمي، خلافة تبسط جناحي عقابها على مشارق الأرض ومغاربها.

     وأضاف أبو صالح "إنّ المؤامرة عليكم وعلى قضية فلسطين عظيمة، مؤامرة لإخراجها من سياقها الأصيل، كقضية ارتبطت بها أمة المليارين ارتباطا عقديا، إلى جعلها قضية فصيلين متقاتلين، ليبدو بعدها اليهود عمالقة وقدرا لا مفر منه، ولا سبيل للتعامل معهم إلا من خلال الحوار والتعايش، والمفاوضة على القدس الشرقية وتعويض اللاجئين، بعد أن كان النظر إلى اليهود من منظور الأمة وجيوشها كالنظر إلى حشرة في فناء البيت يسهل سحقها، مؤامرة لتحويل القضية من قضية تحرير وتطهير إلى قضية مفاوضات مع الاحتلال. في ظل تغييب كامل ومطبق للحل الأصيل والوحيد لقضية فلسطين، ألا وهو الخلافة التي تحرر المسرى والأسرى".

     وبين الدكتور مصعب أبو عرقوب أن "الغرب الذي جند الحكام والأحزاب والمفكرين من أجل النيل من مشروع الخلافة، بالحديد والنار، والتشويه والتضليل، والتعمية وفرض الطوق الإعلامي، وبالإلهاء والإشغال بتوافه الأمور عن عظامها. فطفق الحكام والمفكرون والأحزاب ووسائل الإعلام يتناولون ويشغلون المسلمين بما صغر من القضايا والأفكار للحيلولة دون أن يلتفت الناس إلى مشروع الخلافة العظيم. خصم الغرب وعدوه اللدود، ولكن حفظ الله ورعايته للدعوة والعاملين لها فوق كل شيء، فوق كيد الكائدين ومكر المجرمين، أعظم من المليارات التي تنفق للصد عن سبيل الله، وأكبر من دول الكفر وأعوانهم الذين احتشدوا للتنفير من مشروع الخلافة، وأنتم هنا في هذه المسيرة أعظم تعبير عن إرادة الأمة ونجاحها رغم هؤلاء".

     وأكد أبو عرقوب أنه "رغم الشدة والأذى، رغم الملاحقة والتعذيب، رغم التعتيم والمكر، فإنا نبشركم بأنّ لكم أخوة يصلون الليل بالنهار من أجل رفعة الأمة وعزتها، عبر القارات الخمس وبلغات العالم، لكم إخوة يغذون الخطا ويواصلون المسير نحو خلافة راشدة على منهاج النبوة، نواجه الطغاة بلا خوف ولا وجل، نكافح الاستعمار بلا ستار ولا حجاب، نناضل بالقرآن ضد الرأسمالية، ونضرب بالإسلام أصنام العصر وآلهة البشر.

     وأضاف أبو عرقوب "نعم، بدأ حزب التحرير من هنا، من المسجد الأقصى المبارك، ولكنه الآن قد ضرب جذوره في الأرض، وتحت قيادة أميره، العالم الجليل، عطاء بن خليل أبو الرشتة، بات الحزب يؤرق الغرب ويقض مضاجع ساستهم. بعد أن أصبح للحزب قاعدة جماهيرية ضخمة، تنادي بأفكاره في كل مكان، وضباط أقوياء يعملون معه لليوم الموعود وفي بلاد كثيرة، وصارت إقامة الخلافة مسألة وقت لا أكثر".

     وختم كلمة المسيرة المهندس باهر صالح بنداء إلى جيوش الأمة ومما قاله "نحن هنا اليوم، نوجه صرخة إلى الجيوش، إلى الضباط وأهل القوة، لينصروا الأمة فيقيموا الخلافة ويحرروا الأرض المباركة، فيا جيوش المسلمين، لقد شاهدتم بأم أعينكم كيف هوت عروش الطغاة عندما تململت الأمة فخرجت في ثوراتها المباركة!!، فالزمان زمان الأمة، وقد ولى عهد الخوف والاستبداد، وآن أوان العزة والاستبسال، وقد آن الأوان ليخرج من يلبي صيحات الأمة وصرخاتها، فلم يعد الزمان يتسع للجبناء والخوان، فيا أيها الضباط أعينونا بقوة وادخلوا الباب فإنكم بإذن الله منصورون ما نصرتم الله، يا جيوش الأمة، ويا ضباطها، انصروا الإسلام، انصروا القرآن، أقيموا الخلافة، وحرروا المسجد الأقصى الأسير.

{imagonx}014/5/7777{/imagonx}

31/5/2014