بسم الله الرحمن الرحيم

مَن غيرُ دولة الخلافة تنصر أهل فلسطين فتقتلع كيان يهود من جذوره

إن أهل غزة والمجاهدين منهم قاوموا العدوان الجبان بصدورهم العارية وبخفيف السلاح خلال ثمانية أيام، وجهوا فيها لطمة قوية لكيان اليهود أنستهم طعم انتصاراتهم المزيفة مع أنظمة العرب الخيانية، وأثبتوا فيها لأهل فلسطين وللمسلمين عامة أن كيان يهود هش، لا يقوى على المجابهة والحرب، وأنه أوهن من بيت العنكبوت، هذه الحقيقة تتأكد مرة بعد مرة وفي كل مواجهة تحدث، منذ حرب رمضان (أكتوبر 1973)، مروراً بعدوان اليهود على لبنان، وانتهاء بالعدوان الأخير على غزة، ففي كل مرة يواجَه فيها يهود بجِد نجدهم يستنجدون بالدول الكبرى والدول الإقليمية لإنقاذهم والحفاظ على شيء من هيبتهم، وهذا يثبت كذلك، أنّ تسيير الجيوش لإزالة كيان يهود من الوجود، أمرٌ في متناول الأمة الإسلامية، فكيف وهو فرضٌ شرعي عليها، فلا يصح لمسلم أن يفكر في قضية فلسطين إلا على هذا الأساس، أي إزالة كيان اليهود من الوجود، وعليه فإنه من العار والإجرام، بعد كل هذه الوقائع، وبعد معرفة حكم الله في كيان اليهود، أن يدعو أحد إلى المفاوضات مع هذا الكيان الغاصب.

إنّ هذا العدوان لن يكون الأخير على غزة، ويهود قوم بُهت لا يؤمن مكرهم، لا يرقبون في المؤمنين إلاً ولا ذمة، وعليه فإننا ننصح أهلنا في فلسطين والمجاهدين خاصة بأخذ الحيطة والحذر، وألاّ يركنوا لهدنة ولا لأنظمة ظالمة، وليعلموا علم اليقين، أنّ دماء أهل غزة لن تنصرها دموع، ولا مساعدات، ولا وفود التعزية، ولا حفنة دولارات، ولا وساطة ذوي القربى، فكلها لا تتعدى جعجعات إعلامية وأفعال تجميلية، لا تسمن ولا تغني من جوع، ولا تنصر الثكالى والنساء والشيوخ، ولا الأطفال ولا الرجال العزل، عندما يقصفهم طيران الاحتلال مختبراً عليهم أنواعاً جديدة من الأسلحة والصواريخ، أليس مما ينْدَى له الجبين أن تكون مصر وسيطا بين عدو غاصب للأرض مستبيحا للدماء والأعراض ومجاهدين يذودون عن النفس والعرض والأرض، وكأنّ دماء المسلمين التي سُفحت تتساوى مع دماء يهود، وكأنّ الأرض التي احتُلت ليست الأرض المباركة، والأنكى من هذا تكون مصر "ضامنا" للاتفاق... ألا يعني هذا الضمان أن تكون مصر في المستقبل حامية لدماء اليهود الغاصبين حافظة لكيانهم.

 نقول وحُقَّ لنا أن نقول، إذا كانت فصائل مقاومة صغيرة في منطقة محاصرة قادرة على إيقاع ضربات مؤلمة بكيان يهود، أو إجباره على وقف إطلاق النار، فلماذا إذن لا تُحرَّك الجيوش من الدول التي حول غزة وعلى رأسها مصر الدولة الأقرب، والتي على رأسها أناس يرفعون شعارات الإسلام، لماذا لا تُحرَّك الجيوش لاستئصال كيان يهود؟، بل لماذا نجد حكومة مصر (وغيرها من الدول العربية) وحكومة القطاع وغيرها من الحركات والتنظيمات، تُحجم عن ذكر تحريك الجيوش، ولا تخاطِب الجيوش لتقوم بواجبها، بل نسمعها تقول صراحة للأنظمة، لا نُريد منكم تحريك الجيوش، بل نريد دعماً مادياً وسياسياً، إن هذا لشئٌ عجيب غريب!!!، إنّ على الحركات أن تخرج من تحتِ عَباءة الحكام، وأن تُحِّملهم بعبارات صريحة مسئولية تحرير فلسطين من رجس يهود، وأن تُخاطب كذلك الجيوش وتُحمِّلهم هذه المسئولية، فإن لم تفعل، فإن الله سيسألها عن تضييع هذه الأمانة، فإنه لا خلاف أن قضية فلسطين هي قضية كل المسلمين، ولا خلاف أن فلسطين لا تحررها تنظيمات بل تحررها جيوش جرارة تستأصل كيان يهود، وهذا يقتضي أن يكون مطلب أهل فلسطين في كل وقت وحين، أن تنصرهم جيوش المسلمين، فهي والمجاهدون بإذن الله من سيضربون كيان يهود الضربة القاضية، ولن يُحرّر بيت المقدس بإذن الله إلا جيوشٌ يقودها خليفة المسلمين، فهذه هي سبيل عزتنا، ونصرنا، وتحرير أقصانا، (وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ(.

((وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ))

25-11-2012  

 حزب التحرير - فلسطين