بسم الله الرحمن الرحيم

منع السلطة لمؤتمر حزب التحرير قرار مبيت

ومبعثه عداؤها للإسلام والخلافة واصطفافها مع أعداء الأمة

 

أصدرت السلطة الفلسطينية قراراً بمنع مؤتمر حزب التحرير الذي كان مقرراً عقده يوم السبت 23/5/2015 في مدينة البيرة – رام الله بمناسبة الذكرى الرابعة والتسعين لهدم دولة الخلافة، وتسببت بحالة من الإحتقان عند الناس اذ نصبت حواجزها على مخارج المدن ومعظم القرى، في خطوة لا نراها تنفذها ضد الاحتلال الذي يقتحم البيوت ويصادر الأرض، وكانت الذريعة المعلنة للمنع والتي صرح به مسئولوها لبعض وسائل الإعلام هو ما حصل في المسجد الأقصى يوم أمس الجمعة، حيث اعتمدت تلك الوسائل – دون أن تعني نفسها بالبحث عن الحقيقة - رواية السلطة الفلسطينية الساقطة عدالتها، لممارستها صنوف الموبقات الشرعية والسياسية والأمنية.

إن ما حصل في المسجدالأقصى قد بدأ باحتجاج واعتراض رجل مسن ليس من حزب التحرير رغم أنه يستحق أن نقبل رأسه الذي ضربوه، ثم قام حراس "هليل" بضربه حتى أغشي عليه، فثار الناس وغضبوا وكبروا، ورفضوا الصلاة خلفه أو الاستماع إليه، فهو بالنسبة إليهم معتد أثيم ويمثل نظاماً حارب الخلافة مع الإنجليز الكفار، ولا يزال يحارب عودتها، ناهيك عن أنه نظام سلم المسجد الأقصى وما تبقى من فلسطين لليهود. إن هذه الغضبة من الناس على مبعوث التطبيع هذا، هي غضبة عظيمة تعبر عن رفض الناس لمنهج الاستخذاء والتفريط وبيع البلاد والعباد لأعداء الله، وتعبر عن حالة العداء المستحكم التي وصلت إليها الأمة في علاقتها مع حكام الضرار.أما الفوضى التي حصلت وشتم الذات الالهية والسباب داخل المسجد فهذا لا يقوم به أهل الدين والتقوى الذين قاموا لإنكار المنكر، وإنما قامت به جهات معروفة لدى السلطة ونحن نعرف أهدافها، وهذا النهج مكشوف معروف، وقد سبق وقامت أنظمة مجرمة بمثل هذه الجرائم لتبرير بطشها وقمعها لأهل الحق، فمن قام بالفوضى كان هدفه تشويش عمل الناس واضعاف موقفهم العظيم وتحويله لفوضى تستفيد منها الجهات المعادية للإسلام.

أيها الأهل في بيت المقدس

إنكم على ثغر عظيم من ثغور الإسلام فاثبتوا واصدعوا بالحق ولا تخشوا في الله لومة لائم، وإن كل زيارة يقوم بها مسئول أو وفد رسمي أو هيئة رسمية لفلسطين والمسجد الأقصى، هي عملية تطبيع مع الاحتلال وترويض للناس على القبول به، فهذه الزيارات ليست دعماً للمسجد الأقصى بل خيانة له، وتضليل للمسلمين عن حقيقة قضيته، فاصدحوا في وجوههم بأنكم تريدون أن تروا جيوشهم قبل أن تروا وجوههم، فقضية فلسطين حلها كما فعل صلاح الدين حرك الجيوش وتقدمها لتطهير الأرض المباركة من رجس الغاصبين..

 

أهلنا الأعزاء في الأرض المباركة

إنّ قرار منع المؤتمر هو قرار مبيت، كانت السلطة قد اتخذته منذ مدة، والدليل على ذلك اعتداءاتها المتكررة على المواد الدعائية للمؤتمر من يافطات وملصقات، بالخلع والتمزيق، في مختلف المناطق واعتقال للشباب، في مختلف المناطق. لقد كانت السلطة تبحث عن ذريعة لمنع المؤتمر، لا لسبب إلا لكونها ذراعا لأعداء الإسلام وأعداء الخلافة، الذين لا يطيقون أن يروا الجماهير العريضة من أهل فلسطين تنادي بالخلافة وتعمل لها وتتشوق لمبايعة خليفتها. ولذلك فإن ما حصل في المسجد الأقصى ليس هو سبب المنع، بل أخرجته السلطة هذا الإخراج لتبرير قرارها المبيت، وهناك علامات على تورط بعض المرتزقة من أتباعها وأتباع يهود في محاولة جر الاعتراض والإنكار إلى عمل عنيف، ويشهد بذلك ما صدر عنهم من سباب منكر حرام. ولما عزمنا على عقد مؤتمر صحفي نكشف فيه بعض الحقائق التي تدين السلطة ورجالاتها منعت السلطة فضائية معا التي كانت ستستضيف المؤتمر من ذلك، ثم بعد هذا يخرج كذوب السلطة عدنان الضميري ليقول أن مؤتمر الحزب لم يكن مرخصا رغم أننا استكملنا كل الإجراءات القانونية، بإقرار من المحافظة ومديرية شرطة رام الله لنا ولأكثر من جهة كانت ذات علاقة بالتحضيرات.

 إن أهل فلسطين يتوقون إلى الخلافة، ويحبونها ويعملون من أجلها، لأنهم يعلمون أنها هي التي تحرر البلاد وتنشر العدل والخير في أرجاء الأرض. وأهل فلسطين سقط في نظرهم كل الحكام الأنذال ومعهم السلطة الفلسطينية، وسقطت في نظرهم كل الاعمال الزائفة والمضللة التي يقوم بها الحكام وأشباههم والتي يتمسحون من خلالها بقضية فلسطين والقدس، ومن هذه الأعمال ما أطلق عليه (مؤتمر بيت المقدس) الذي انتهت أعماله قبل يومين وحضره وزراء أوقاف وقضاة من دول عدة وصدرت عنه 15 توصية لم يكن بينها توصية واحدة فيها إشارة لتحرير بيت المقدس. وإن خلوّ التوصيات من الدعوة إلى تحرير بيت المقدس من دنس الاحتلال اليهودي، هو محاولة إجرامية ليس فقط لإعفاء الحكام – وهم الذين لديهم الجيوش والسلاح - من هذا الواجب، وإنما هي أيضاً محاولة للعبث في وعي الأمة وأجيالها، بتصوير قضية فلسطين والقدس قضية فتات من المال والسجاد والمنابر الخشبية.

ألا فلتعلم السلطة ومعها حكام العرب والعجم، أن أمة فيها كتاب الله، وسنة رسوله، وعلماء مخلصون لله ورسوله، وحزب أخذ على عاتقه اقتلاع الكفار ونفوذهم وثقافتهم وإقامة دين الله في الأرض، إنها أمة عزيزة لا ترضى للمسجد الأقصى بالسجاد الفاخر فقط، ولا يرضيها إلا الجيوش والعساكر، تزمجر وتسحق أعداء الله وتعيد المسجد الأقصى كما كان أيام الخلافة عزيزاً آمناً مطمئناً.

ولتعلم السلطة وليعلم معها حكام العرب والعجم أن الحزب ماضٍ في عمله، يدعو إلى الله على بصيرة، لا يصده ولا يثنيه ولا يضعفه كيد السلطة ولا أسيادها، بل يزيده مضاءً على مضاء وإصراراً على إصرار، حتى يحقق غايته أو تنفرد منه السالفة، اقتداء بالنبي المصطفى إذا قال صلى الله عليه وسلم(وَاَللّهِ لَوْ وَضَعُوا الشّمْسَ فِي يَمِينِي، وَالْقَمَرَ فِي يَسَارِي عَلَى أَنْ أَتْرُكَ هَذَا الْأَمْرَ حَتّى يُظْهِرَهُ اللّهُ أَوْ أَهْلِكَ فِيهِ مَا تَرَكْتُهُ).

ونحن على ثقة تامة بنصر الله القوي العزيز، وعلى ثقة بأمة محمد صلى الله عليه وسلم أنها ستحرك جيوشها لتحرير بيت المقدس، وإن أهلنا في الأردن بإذن الله تعالى سيكونون في مقدمة جيوش المسلمين مكبرين مهللين، هتافهم قول الحق سبحانه (وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا)

فلا خيار لكم أيها الصادون عن سبيل الله، إلا أن تتركونا وشأننا، ندعو إلى الله ونعمل لإقامة الدين، حتى يأذن الله لنا بالنصر والتمكين، فهو قد وعد بذلك ووعده الحق (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)، فإنكم إن فعلتم ربما تخففون عن أنفسكم عقوبة الخلافة لكم في الدنيا، أما في الآخرة فإن أمركم إلى الله، يعذب كلاً بحسب إيذائه لدعوة الإسلام وصده عن دين الله.

 

5 شعبان 1436هـ                                                                                                                                                                حزب التحرير

23/5/2015 م                                                                                                                                                            الأرض المباركة فلسطين