الثلاثاء 1 شوال 1440 هـ                        4/6/2019 م                                 رقم الإصدار: ب/ص- 06/1440

 

 

بيان صحفي

الأنظمة العميلة ترهن عبادات المسلمين لخلافاتها السياسية

بينما تذعن لأمريكا وتتوحد في محاربة الإسلام

 

ما إن غابت شمس الاثنين 3-6-2019 حتى دب الخلاف بين الأنظمة العميلة في الإعلان عن ثبوت رؤية هلال شوال من عدمها، وكان ظاهرا بشكل جلي أن مرد الخلاف هو التبعية والمواقف السياسية، وأن هذه الأنظمة على اختلافها سواء السعودية أو الأردن أو السلطة الفلسطينية أو قطر أو غيرها لا تكترث بعبادات الناس ولا تقيم وزنا لشعائر الإسلام.

إن ثبوت الرؤية هو أمر شرعي ويراعى فيه الحكم الشرعي فقط، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فَإِنْ غُمِّيَ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا الْعَدَدَ» رواه مسلم.

 

وعلماء السوء ومفتو الحكام يصدرون الفتوى ثم ينكلون عنها متابعة للحكام العملاء، فقد أقر المجمع الفقهي الرأي بوحدة المطالع وهو ما أخذت به معظم البلدان، وهو ما أفتى به الأزهر، وقد سبق لمفتي السلطة الفلسطينية الشيخ محمد حسين أن أقر بوحدة المطالع في بيان صحفي ودعا المسلمين جميعا للأخذ به، وكانت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" قد نشرت ذلك في العام 2009 ومما جاء فيه (إن إثبات بدايات الأشهر الهجرية كشهر رمضان المبارك وشهر ذي الحجة وسائر الشهور القمرية الأخرى يكون بالرؤية، وإذا ثبتت رؤية الهلال في بلد إسلامي فإن القول بوحدة المطالع يوجب على جميع البلاد الإسلامية الإتباع، خاصة الأقطار التي تشترك في ليل واحد لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : 'صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته،  فإن غم عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين'. وأكد المفتي على أهمية انتهاز شهر الصوم ليكون من عوامل وحدة المسلمين، وليس مدعاة للخلاف والشقاق بينهم.) انتهى

 

إن حيد السلطة ومفتيها عن هذا الرأي الشرعي يؤكد تلاعبهم بالدين وإخضاعه للأهواء السياسية وهو جريمة مكتملة الأركان وسيسألون عنها يوم الدين.

 

إن هذه الأنظمة التي تتلاعب بعبادات الناس وتعكر صفو أعيادهم نراها تتوحد في الخضوع للقوى الاستعمارية، وتتوحد خلف محاربة الإسلام، وهو ما يؤكد أنها ليست من جنس الأمة بل هي عدوة لها ولدينها ولإسلامها، وهو ما يوجب على المسلمين الإسراع في إسقاط هذه الأنظمة والأخذ بحلاقيمها والاستبدال بها خلافة راشدة على منهاج النبوة، خلافة تقيم شعائر الإسلام وتحرر الأقصى وكل بلاد المسلمين المحتلة وتنصر المستضعفين في كل مكان.

 

إننا في حزب التحرير في الأرض المباركة فلسطين نبرأ إلى الله تعالى من جريمة التلاعب بالدين وشعائره، ونؤكد أن المسلمين هم أمة واحدة لا تفرقها حدود ولا وسدود، وأنه إذا تمت رؤية الهلال في قطر من أقطار المسلمين وثبت هذه الرؤية بشكل شرعي، فهي رؤية للأمة بأسرها، وأن هذه الرؤية لا تخضع لتقسيمات سايكس بيكو الاستعمارية، ونؤكد أنه ثبتت رؤية هلال شهر شوال بشكل شرعي، وأن اليوم  الثلاثاء هو أول أيام شهر شوال "عيد الفطر المبارك" حيث تمت رؤية الهلال في أكثر من بلد إسلامي.

وعليه نتقدم لأهل فلسطين ولعموم المسلمين بالتهنئة والتبريك بحلول عيد الفطر المبارك، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يعزنا بنصره عمّا قريب وأن يوحد المسلمين في ظل خلافة راشدة على منهاج النبوة تعيد للمسلمين عزتهم وكرامتهم، فتمتزج تكبيرات العيد بتكبيرات النصر (وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ ۚ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ).

تقبل الله طاعاتكم وكل عام وأنتم بخير

المكتب الإعلامي لحزب التحرير

في الأرض المباركة فلسطين