الجمعة 17 جمادى الأولى 1442هـ                              01/01/2021 م                                 رقم الاصدار: ب/ص-06/1442

 

بيان صحفي

السلطة تستنفر شبيحتها لاعتقال وقمع المصلين وإغلاق المساجد ومنع صلاة الجمعة

في حرب سافرة على بيوت الله وأوليائه وشعائره

 

في حرب معلنة على أهل فلسطين ودينهم، استنفرت السلطة الفلسطينية قواتها وحركت شبيحتها وأجهزتها الأمنية، لمنع إقامة صلاة الجمعة، فشنت حملة اعتقالات ليلية مسبقة لحملة الدعوة في قلقيلية وطولكرم وبيت لحم على إثر دعوات لفتح المساجد وإقامة صلاة الجمعة، واعتقلت بعض الخطباء والمدرسين، ومن ثم شرعت صباحا في إغلاق المساجد وتحويل بعضها إلى ثكنات أمنية، ولم تكتف بذلك بل تغولت بالهراوات وإطلاق قنابل الغاز على الناس الذين رفضوا الخضوع لظلمها وطغيانها وأقاموا صلاة الجمعة في المساجد والساحات، في محاولة منها لثنيهم عن صلاتهم أو عقابهم على إقامتها، كما اعتقلت - حتى لحظة إعداد هذا البيان - العديد من المصلين بعد الصلاة.

 

ترتكب السلطة هذه الجرائم في مختلف مناطق الضفة الغربية من الشمال إلى الجنوب، في حملة مسعورة لمنع إقامة شعيرة من شعائر الله، وهي صلاة الجمعة، في حرب واضحة على الإسلام وعلى بيوت الله وعلى أهل فلسطين، وذلك بعد أن استنفدت الكثير من طاقاتها في تدمير الاقتصاد والتعليم وتركيع الناس وتجويعهم بحجة مواجهة وباء كورونا الذي بقي مقصورا عند السلطة على المدارس والمساجد بعد فتح البنوك والأسواق والمؤسسات!

 

لقد أثبت أهل الأرض المباركة بتحركهم القوي المبارك اليوم، وصلاتهم في الكثير من المساجد والساحات، أثبتوا غيرتهم على دينهم وحرصهم على الدفاع عن مساجدهم وشعائرهم، كيف لا، وهم أهل الرباط الذين أثنى عليهم رسول الله ﷺ، وهم الذين يتصدون لكيان يهود في المسجد الأقصى والمسجد الإبراهيمي في الخليل في كل وقت وفي كل حين، كيف لا، وهم الغيارى على دينهم ومقدساتهم، الذين ينتفضون كالبركان الثائر في وجه كل من يحاول تدنيسها، كما حصل في مسجد ومقام النبي موسى عليه السلام حيث هبوا لتنظيفه من رجس السلطة ومموليها وجمعياتهم الخبيثة وحثالتهم الماجنة، وعمروه بالصلاة والذكر وتوجهوا إليه اليوم من كافة المدن والمناطق وأدوا صلاة الجمعة فيه.

إنّ تحرك أهل فلسطين هو تحرك قوي بعزيمة مباركة، وهو تحرك مؤثر أغاظ السلطة ومن وراءها، وهو ما استدعى ردة الفعل المسعورة من السلطة وأجهزتها القمعية، فتحركها الهمجي واستنفارها الكبير دليل على حجم ذلك التحرك وتأثيره، تلك السلطة التي باتت وظيفتها هي محاربة الإسلام ومساجد الله وحملة الدعوة.

 

إن هذا التحرك المبارك من أهل فلسطين بحاجة إلى مزيد من القوة والتحدي لعصابة السلطة المجرمة حتى تُفتح المساجد وتُقام صلاة الجماعة رغما عن أنفها، فتفشل مخططاتها ومخطط أسيادها بتحويل المساجد لأماكن مهجورة أو مرتع للفسق والمجون.

 

إن السلطة بهذه العنجهية قد ارتقت مرتقى صعبا، ودخلت في تحدٍ هي ليست أهلاً له وذلك حين أغفلت أن الصلاة والمساجد هي قضية مصيرية عند المؤمنين وعند أهل فلسطين وأنها لن تنال من إجراءاتها الهوجاء السافرة إلا خزياً في الدنيا وعذاباً عظيماً في الآخرة. أما بخصوص صلاة الجمعة والجماعة وفتح المساجد فلتعلم السلطة وأذنابها ومن وراءها أننا وجميع المخلصين من أهل فلسطين، بعون الله، سنناضل من أجل فتحها وإعادتها كما كانت عامرة بأهلها وبذكر الله وإقامة الصلاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفضح الخونة والعملاء، ومنطلقا لدعوة الأمة لإقامة دولتها وتحكيم شرع ربها شاء من شاء وأبى من أبى.

 

وفي الختام فإنّ السلطة قد تمادت في ظلمها وطغيانها وهذا أمر مرتعه وخيم، وما هذه الاعتداءات والاعتقالات بحق المصلين من أهل فلسطين إلا إمعان في ذلك الظلم والطغيان اللذين سيكونان الوقود الذي يشعل الأمة تجاه الظالمين، وسيأتي اليوم الذي لن تجد فيه السلطة من يدافع عنها أو يرأف بها، وإن وجدت الآن من يحميها من غضب الأمة، فلن تجد من يحميها من غضب الله وسخطه آجلا أم عاجلا، ولن يجد أفراد السلطة الذين ينفذون أوامرها بمحاربة دين الله ومهاجمة بيوته من يدافع عنهم أمام المنتقم الجبار، وستتبرأ منهم السلطة كما أخبر الله تعالى ﴿إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ * وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَٰلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ[البقرة: 166-167]، وإن لم يتوبوا إلى الله في حربهم على شعائره وبيوته فمصيرهم من مصير السلطة؛ خزي في الدنيا وعذاب في الآخرة هو أشد وأبقى، قال تعالى: ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَٰئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ. [البقرة: 114]

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير

في الأرض المباركة فلسطين