الاثنين 24 ربيع الثاني 1443هـ                                               29/11/2021 م                                    رقم الاصدار : ب/ص 3/1443

 

بيان صحفي

اقتحام رئيس كيان يهود المسجدَ الإبراهيمي تأسيسٌ لمرحلة جديدة عبر فرض واقع جديد في الخليل

في ظل تواطؤ سلطة التنسيق الأمني وتطبيع الأنظمة العميلة

 

تتعرض مدينة الخليل لحملة تهويد شرسة على غرار ما يحصل في القدس والمسجد الأقصى، فلا يترك كيان يهود مناسبة أو فرصة أو حدثا إلا ويستغله في التهويد وفرض الوقائع تحت ذرائع الأعياد والمناسبات التاريخية والتوراتية، وفي هذا السياق يأتي اقتحام رئيس كيان يهود المسجدَ الإبراهيمي ضمن تحركات هذا الكيان الحاقدة التي تستهدف قلب مدينة الخليل ومسجدها الإبراهيمي بشكل خطير.

إن كيان يهود يضع مدينة الخليل نصب عينيه لتهويد بلدتها القديمة ومحيطها ومسجدها الإبراهيمي، وهو يعلن ذلك حينما يقول هرتسوغ "لنا في الخليل حق تاريخي"! وقد سبقه نتنياهو قبل عامين حين قال "الخليل لن تكون خالية من اليهود… نحن لسنا غرباء في الخليل. سوف نبقى هنا إلى الأبد"، وسياستهم تقوم على فرض المزيد من الوقائع؛ فبعد أن زرعوا الجيوب الاستيطانية في قلب البلدة القديمة وبعد أن قسموا المسجد الإبراهيمي يسعون الآن لتجميع تلك الجيوب بتهويد المزيد من البلدة القديمة لتصبح كتلة استيطانية كبيرة مترابطة في قلب الخليل، ويسعون في الوقت ذاته للسيطرة على القسم الثاني من المسجد الإبراهيمي ليكون خالصا لهم.

إن مشاركة أعضاء تشكيل "فتية التلال"، الذي يتولى تنفيذ الاعتداءات ضد القرويين تحديداً في منطقة جنوب الخليل بهدف طردهم؛ إلى جانب هرتسوغ في المسجد، وكذلك مشاركة قادة الحركة الكهانية وتحديداً النائب إيتمار بن غفير وباروخ مرزيل اللذان يقطنان الجيوب الاستيطانية في المدينة، وكذلك الهتافات العنصرية التي رددها المستوطنون خلال خروجهم مع هرتسوغ من المسجد الإبراهيمي ضد سكان البلدة القديمة بالمدينة، تظهر بشكل واضح مدى تلهف هؤلاء المجرمين لطرد المرابطين في منازلهم وسكنهم وحول المسجد الإبراهيمي وأنهم يمهدون لذلك ويترقبون الفرصة المناسبة.

إن هذه الانتهاكات وهذا التحدي السافر من كيان يهود يأتي في ظل تواطؤ سلطة التنسيق الأمني التي وجدت ضالتها في قمع أهل فلسطين وملاحقة حملة الدعوة واعتقالهم وملاحقة الناس على خلفية آرائهم السياسية والتضييق عليهم في أرزاقهم عبر الضرائب والمكوس الجائرة، وسقي بذور الفتنة بين صفوفهم، وفي ظل تطبيع الأنظمة العربية التي باتت توقع مع هذا الكيان الغاصب اتفاقيات دفاع مشترك، ليؤكد ذلك كله أن أهل فلسطين والأمة بأسرها في فسطاط، والسلطة والحكام الخونة وكيان يهود وأمريكا والدول الاستعمارية في فسطاط آخر.

إن مدينة الخليل - مدينة إبراهيم عليه السلام - ومسجدها الإبراهيمي هما ركنان من أركان الأرض المباركة فلسطين، وحق أهل فلسطين والمسلمين فيهما ليس تاريخيا أو تراثيا تقرره اليونيسكو أو غيرها من المنظمات التابعة لهيئة الأمم المتحدة - التي لعبت دورا في ترسيخ كيان يهود وإضفاء الشرعية عليه - ليكون التوجه إليها، بل حقنا فيهما حق قرره القرآن الكريم وأوجب على المسلمين حمايتهما والدفاع عنهما، ولذلك يكون التوجه إلى الأمة الإسلامية لتقتلع هذا السرطان من جذوره وتخلّص الخليل والقدس وكامل فلسطين من تدنيسه وعبثه.

وعلى أهل الخليل أن يكونوا حذرين من كل ما يستهدف ترابطهم ورباطهم وتماسكهم في مدينتهم وأن يكونوا يدا واحدة ويتجاوزوا كل خلافاتهم التي يغذيها المشبوهون وأن يدركوا حجم الخطر وعظم الأمر الذي يستهدفهم ويستهدف مدينتهم ويهدف إلى تهجيرهم وطردهم منها.

المكتب الإعلامي لحزب التحرير في الأرض المباركة – فلسطين