logohtp2

السبت، 6 ربيع الآخر 1445هـ                   21/10/2023م                        رقم الإصدار: ن /ص – 1445 / 06

انعقدت اليوم في القاهرة قمة لوقف التصعيد في غزة، وبينما كانت غزة تُدَكّ بأعتى الصواريخ فتهدم البيوت على ساكنيها، ويستشهد الأطفال والنساء في مجازر مروعة لم تتوقف منذ 14 يوماً، كان الحكام الخونة يتلهون بالدعوة للسلام وإدانة قتل المدنيين من الطرفين وتسوية المعتدي بالمعتدى عليه! والدعوة لتوفير قوات حماية دولية من أولئك الذين يناصرون كيان يهود في عدوانه، ورفض التهجير باعتباره يدمر حل الدولتين الأمريكي، ولم يجرؤ أحدهم على رفع نبرة صوته ليهدد كيان يهود ولو بالكلام الزائف أو المخادع، وأنى لهم ذلك وهم أحباؤه وأولياؤه؟!

إن ما يحدث في غزة لا يحتاج إلى قمم، بل إن عقد القمة في وقت الحرب والعدوان هو بحد ذاته تآمر وخذلان، وإنما تكون نصرة غزة بأن يقال لكيان يهود المسخ "الجواب ما ترون لا ما تسمعون"، لكنّ حكام الخيانة عديمو الحمية والغيرة؛ قد مردوا على النفاق، ولا همّ لهم سوى خدمة أسيادهم المستعمرين الذين نصبوهم حكاماً جاثمين على صدر الأمة الإسلامية.

أيها المسلمون: لم يعد خافياً على أحد أن الحكام الخونة هم أس المشكلة وأصل الداء، فهم الذين يحمون كيان يهود منذ نشأته، وهم الذين يكبلون الجيوش عن نصرة إخوانهم في غزة وفلسطين، رغم ما في الجيوش من حرقة وتشوق ليذيقوا يهود سوء صنيعهم ويطهروا الأقصى ويتبروا ما علا يهود في الأرض المباركة تتبيرا.

ولم يعد خافياً أن نصرة أهل غزة لا تكون بتوفير الأكفان لهم! ولا بتوفير المساعدات ولا الطعام ولا الشراب ولا الخيم، بل برفع القتل المستحرّ بهم، والانتقام من عدوهم وتحرير بلادهم، ولا يكون ذلك إلا بجيش يسحق الجيش فلا يفلّ الحديد إلا الحديد، وبإعلان الجهاد في سبيل الله ﴿قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ﴾.

أيها المسلمون: إن نصرة غزة بأيديكم وأنتم قادرون عليها، فتحركوا حركة تزلزل عروش الظالمين، أطيحوا بالحكام الخونة، شجر الغرقد الذي يحتمي به يهود، أطيحوا بهم ونصبوا خليفة يحكمكم بكتاب الله وسنة رسوله، خليفة يجسد نخوة المعتصم وقوة هارون الرشيد وعزيمة صلاح الدين، خليفة يتقدم الجيش لتحرير فلسطين وينتقم من المحتلين ويشرد بهم من خلفهم من المستعمرين، تحركوا فهذا والله وقت صناعة التاريخ، تحركوا نصرة لدينكم ومسرى نبيكم ﷺ، تحركوا نصرة للدماء الزكية، تحركوا نصرة للأرض المباركة، والله معكم ولن يتركم أعمالكم.

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾

المكتب الإعلامي لحزب التحرير

في الأرض المباركة (فلسطين)