LogoHT3

الاربعاء، 22 جمادة الاولى 1445هـ                   06/12/2023م                        رقم الإصدار: ن /ص – 1445 / 09

 

تحت عنوان "تشغيل جسر بري بين ميناءي حيفا ودبي مرورا بالسعودية والأردن لتجاوز تهديدات الحوثيين"، نقل موقع عربي21 نقلا عن وسائل إعلام عبرية "أن الإمارات ودولة الاحتلال وقعا اتفاقا لتشغيل جسر بري، بين ميناءي دبي وحيفا، مرورا بالأراضي السعودية، والأردنية، بهدف تجاوز تهديدات الحوثيين بإغلاق الممرات الملاحية"، وقد ذكرت مواقع عبرية أن شركة "تراكنت الإسرائيلية" بدأت تشغيل جسر بري من ميناء دبي مروراً بالسعودية والأردن إلى ميناء حيفا؛ من أجل تجاوز التهديدات للتجارة البحرية في البحر الأحمر.

لم يعد وصف الخذلان رغم حقيقته كافياً لوصف موقف الأنظمة العميلة تجاه فلسطين وأهلها وما يجري فيها، فمع الخذلان يتم التآمر، وبعد أن كانت الخيانة في السر صارت في العلن، وها هي أنظمة الخيانة بدل أن تمد يد الغوث والنصرة لأهل فلسطين وهم يتعرضون للإجرام والإبادة على أيدي كيان يهود، وبدل أن تقطع ممرات البحار واليابسة والأجواء عن العالم، وتوقف إمدادات النفط وتسخر كل الأوراق لإيقاف سفك الدماء، وهي قادرة على ذلك، ريثما تحرك الجيوش كما تحركت أساطيل الغرب لدعم كيان يهود، فإنها بدل ذلك كله ترمي بطوق النجاة لكيان يهود لتأمين تجارتهم، بممر بري يتجاوز الطرق البحرية المهددة، وطريق للإمداد عبر جسر بري يمتد من الإمارات إلى ميناء حيفا.

وإنه في الوقت الذي يشدد فيه الحصار على غزة وهي تحت الدمار، ويقطع عنها الماء والغذاء، تسعى الأنظمة الخائنة لتأمين طريق جديد لإمداد كيان يهود الهش المتهالك، وكما ضمنت له أسباب البقاء من قبلُ عندما شكلت له درعا واقيا، وسدا أمام أبناء الأمة حتى لا يقتلعوه من جذوره، عندما أشغلتهم بأنفسهم، وكبلت أيديهم وحبستهم خلف الحدود، فإنها تضمن له اليوم أسباب الاستمرار، بل والدعم ليمارس إجرامه تجاه أهل فلسطين، وقد بلغ استهتار تلك الأنظمة بدماء المسلمين مبلغه، ولم يعد لديها خط أحمر إلا بقاء كراسيها الملعونة.

إن هذه الأنظمة كلها ضالعة في الخيانة ومظاهرة كيان يهود على أهل فلسطين، لا فرق بين النظام المصري الذي يحاصر غزة والنظام التركي الذي يمد كيان يهود بالنفط والغذاء، وبين الأنظمة التي تسعى لتأمين كيان يهود بالجسر البري، كالنظام الإماراتي المحارب لله ولدينه وللمؤمنين، مرورا بنظام الفجور في أرض الحرمين وانتهاء بالنظام الأردني، ذلك النظام الذي صنعه الإنجليز ليكون توأما وشقيقا لكيان يهود، وحارسا لحدوده الطويلة، بتاريخ طويل من التسليم والخذلان، والتنسيق والتآمر.

أيها المسلمون، أيها الضباط، ويا أهل القوة في الأمة:

لم يعد يخفى عليكم أن هذه الأنظمة مع كيان يهود هم حبال يشد بعضها بعضا، وأن بقاءه من بقائهم، وزواله من زوالهم، وإن هذه الأنظمة وهي تخون الله ودينه ورسوله، وتوالي أشد الناس عداوة للذين آمنوا، فإنها لا تنقذ كيان يهود من مصيره المحتوم، بل هي حكمت على نفسها بالهلاك مع هلاكه، ذلك أن فساده وإجرامه صار محسوبا عليها كما هو محسوب عليه، كما أن وعد الله آت ومتحقق فيمن تولى اليهود والنصارى حتى صار منهم واصطف في صفهم كما تفعل الأنظمة الآن، حيث يقول عز وجل: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ﴾.

فكونوا أنصار الله، ويد الحق التي تحصد الباطل، وأسقطوا هؤلاء الحكام الخونة، وحرروا أنفسكم لتحرروا مسرى نبيكم، وتنصروا إخوانكم والله معكم ولن يتركم أعمالكم.

المكتب الإعلامي لحزب التحرير في الأرض المباركة (فلسطين)