الجمعة 15 شوال 1431 هـ         24/9/2010 م                                           رقم الإصدار: ص/ب ن 68/010
 
بيان صحفي
ارفعوا أيديكم عن فلسطين فهي وقف لمليار ونصف المليار مسلم
ولكل مسلم يولد إلى يوم القيامة
 
في الأيام الأخيرة تناولت وسائل الإعلام تصريحات رئيس السلطة محمود عباس والتي أكد فيها التنازل عن معظم أرض فلسطين المباركة ليهود واستعداده لحفظ أمن يهود، مقابل الحصول على شبه دويلة هزيلة ذليلة على جزء يسير من أرض فلسطين، ومما قاله "أعرف أن هذه العقدة ملازمة لإسرائيل، ونحن نقولها علناً أعطونا دولة وسنضمن لكم أمناً لم تروه في حياتكم، وسنقوم بكل ما يلزم."
 
وقال "... ونحن نمنع أي طرف من القيام بأي شيء ضد إسرائيل لأن أمن إسرائيل هو أمننا". ونقلت عنه ذي صنداي تايمز يوم الأحد 19/9/2010 "إذا كان الإسرائيليون جادين وتوصلنا إلى اتفاق، فإننا سنعلن أن هذا هو انتهاء الصراع ونهاية المطالب التاريخية للشعب الفلسطيني."
 
وترافقا مع ذلك قال أوباما في الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الخميس 23/9/ 2010 ".. يجب أن لا يكون وجود إسرائيل محلا للنقاش بعد 60 عاما على وجودها.. وإسرائيل دولة ذات سيادة وتشكل وطنا تاريخيا للشعب اليهودي"
 
ونحن في حزب التحرير نرفض هذه التصريحات جملة وتفصيلا وهي لا تمثل أحدا من المسلمين ولا تلزمهم بشيء، ونتساءل: هل محمود عباس وفريق الزاحفين إلى المفاوضات يمثل الأمة الإسلامية، وهي المالك الحقيقي لفلسطين؟! إنهم بالطبع لا يمثلونها، بل إنهم لا يمثلون حتى أهل فلسطين.
 
ونؤكد على ما يلي:
1.      معلوم من الدين بالضرورة أن أرض فلسطين كاملة باركها الله وربطت بعقيدة المسلمين بنص القرآن الكريم {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَه}، وهي وقف لجميع المسلمين في العالم منذ بعثته عليه السلام إلى يوم القيامة، ولا يملك أي إنسان التنازل عن شبر منها، سواء عباس أو السلطة أو حتى أهل فلسطين جميعاً، الذين يشكلون أقل من واحد في المئة من المسلمين،
 
2.      لقد أدرك المسلمون هذه الحقائق، فبذلوا المهج والأرواح للدفاع عن فلسطين أمام الغزاة والطامعين، مثلما حرروها بقيادة الناصر صلاح الدين من الصليبيين، وأدرك السلطان عبد الحميد رحمه الله هذه الحقائق فرفض التنازل عن جزء منها ليهود وقال "انصحوا الدكتور هرتزل بألا يتخذ خطوات جدية في هذا الموضوع فإني لا أستطيع أن أتخلى عن شبر واحد من أرض فلسطين.. فهي ليست ملك يميني.. بل ملك الأمة الإسلامية. ..."
 
3.      إن قضية فلسطين اليوم هي قضية مختطفة في أيدي أنفار قلائل، غرباء عن ثقافة الأمة، لم تخولهم الأمة بشيء بل ارتضاهم الكفار من اليهود والأمريكان والأوروبيين والروس، ويحاولون أن يضفوا عليهم الشرعية الدولية من أجل تصفية قضية فلسطين من خلالهم، وهذه من أكبر عمليات الخداع والتضليل السياسي في تاريخ الأمة الإسلامية.
 
4.      يجب على المسلمين جميعاً، وخاصة المؤثرين من العلماء والسياسيين والمثقفين والمفكرين، أن يقولوها جهارا نهارا لرجالات السلطة ارفعوا أيديكم عن فلسطين فأنتم لا تمثلون إلا أنفسكم! ومن أنتم ومن وكّلكم للتنازل عن شيء من أقدس بلاد الأرض ليهود. يجب على كل المسلمين أن يرفعوا أصواتهم لأن السكوت على تصرف السلطة ومنظمة التحرير بقضية فلسطين وتضييعها، إثم عظيم على المسلمين، فهذا منكر يجب أن ينكره المسلمون وأن يرفعوا أصواتهم به.
 
5.      وأما كيان يهود فلن تنفعه تعهدات أمريكا والرباعية وحكام الضرار ولا جميع الاتفاقيات الجائرة التي وقعتها الأنظمة والسلطة، فأمة المليار ونصف المليار مسلم يتحرقون ليوم يتخلصون فيه من الأنظمة الجاثمة على صدورهم فينخرطون في جيوش الخلافة ليقودهم رجل كصلاح الدين تكون وصيته ضعوا هذا الغبار الذي علِق في ثيابي في المعارك وضعوه في وسادة تضعونها تحت رأسي لتشهد لي عند ربي أنني حررت قدسه. وإن هذا لكائن -بإذن الله- مهما أجرمتم وبطشتم وتجبرتم وأحرقتم وتقلبتم في البلاد.
 
(لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ فِي الْبِلادِ مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ)

{jcomments on}