الثلاثاء، 4 من ربيع الآخر 1435هـ                     4/2/2014م                 رقم الإصدار: ص/ب ن- 168/014

 

بيان صحفي

رئيس السلطة عباس يؤكد على تنازله عن معظم فلسطين لليهود في كيانٍ أمنُه محفوظ

ويحقق للناتو والغرب بقيادة أمريكا أطماعهم التي لم يحققوها في الحروب الصليبية

 

أكد محمود عباس رئيس السلطة المتآمرة في مقابلة له مع صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية نشرت أول أمس 2/2/2014، على أنه اقترح على وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، نشر قوة من حلف شمال الأطلسي بقيادة أمريكية في أراضي الدولة الفلسطينية المستقبلية، وأن هذه القوة من حلف الناتو ستبقى لمدة طويلة وسيكون بإمكانها الانتشار في كل مكان يريدونه وعلى جميع المعابر الحدودية وكذلك داخل القدس وأكد عباس على أن دولته الموهومة ستكون بلا جيش منزوعة السلاح ولن تمتلك إلا قوة شرطية بحيث تتولى القوة الدولية مهمة منع تهريب الأسلحة ومواجهة الأعمال الإرهابية التي تخافها "إسرائيل".

لقد كرر عباس في مقابلته الوقحة هذه ما كان قد قاله بالصوت والصورة مع تلفزيون الصحيفة اليهودية "يديعوت أحرنوت"، وهو بتصريحاته هذه يؤكد على الدور الخياني التآمري لمنظمة التحرير ووليدتها السلطة الذليلة، هذا الدور الذي تحدث عنه حزب التحرير عند إنشاء منظمة التحرير، ونحن نعيد التأكيد على أن المنظمة ووليدتها السلطة لا تمثلان أهل فلسطين ولا تمثلان أحداً من المسلمين ونؤكد على ما يلي:

إن عباس بتصريحاته هذه يحقق أطماع الغرب الذي خاض الحروب الصليبية البشعة ضد المسلمين ونصارى الشرق من أجل السيطرة على القدس وما حولها، أليست قوات حلف النيتو بقيادة أمريكا هي امتدادًا للجيوش الصليبية التي حاربت المسلمين في القدس وما حولها قرابة 200 عام، وقد قاومهم المسلمون حتى هزموهم وطردوهم على أعقابهم خاسئين؟!، أيعقل بعد هذا أن يخرج من بيننا من يدعي أنه من أهل فلسطين فيعطي الغرب الصليبي الحاقد ما عجز عن أخذه في الحروب الصليبية، مقابل أموال سياسية ملوثة سموها زوراً وبهتاناً "أموال المانحين".

وبتصريحاته هذه يحقق أيضا وعد بلفور الصليبي الذي أعطت بموجبه بريطانيا عام 1917 معظم فلسطين لليهود، أليس الاعتراف بشرعية كيان الاحتلال فيما احتل عام 1948 والحفاظ على أمنه هو تطبيقًا لوعد بلفور المشئوم؟.

إن أمريكا والغرب حذروا قادة الاحتلال بأن كيانهم في خطر وأنهم أمام فرصة تاريخية للحفاظ على دولتهم إذا قبلوا الرؤية الأمريكية للسلام، فأمريكا والدول الغربية يدركون أن الأمة تتحفز لاستعادة سلطانها وإزالة حكام الضرار العملاء الذين حافظوا على حدود الاحتلال، وأن الأمة ستقيم الخلافة التي ستحرك جيوشها لتحرير فلسطين كاملة وتقضي على كيان الاحتلال، لذلك يسعون لتوقيع اتفاقية سلام شاملة تحفظ أمن اليهود وتستجلب القوات الدولية الأمريكية والغربية إلى القدس وعلى الحدود الأردنية ومعظم المناطق الحدودية حتى تمنع جيوش التحرير من تحرير فلسطين.

فعباس ومَنْ خلفه لا يريدون فقط الحفاظ على دولة الاحتلال اليهودي بل يحاولون منع تحريرها مستقبلاً إلا من خلال محاربة دول العالم أجمع وسقوط ملايين الشهداء.

فيا أهل فلسطين أتسكتون على بيع فلسطين لليهود وللصليبيين، أترضون أن تصبحوا تحت وطأة احتلال يهودي واحتلال دولي يذيقكم ويلات القتل وانتهاك الحرمات والأعراض، ويشردكم ويذلّكم على حواجزه تماما كما حصل في العراق وأفغانستان، أم أنكم ستنكرون وتمنعون؟.

ألا فاعلموا أن الساكت عن الحق شيطان أخرس، وأن جميع وسائل الإعلام والتنظيمات والفصائل والمنظمات والجمعيات الأهلية أمام امتحان جليّ واضح، فهي إما أن تقف في صف أمتها وقضاياها فتنكر وتستنكر وتقف في وجه أمريكا والغرب والسلطة وتمنع جلب الاحتلال الدولي وتمنع التنازل عن معظم فلسطين لليهود، وتنادي بدلا من ذلك باستجلاب جيوش التحرير، وإما أنها تسكت فتكون في صف أعداء الأمة تعينهم على احتلالهم أرض الإسراء والمعراج وحينها سينال جميع الساكتين خزيٌ في الدنيا وعذابٌ شديد في الآخرة لو كانوا يعقلون.

أما نحن في حزب التحرير ومعنا أهل فلسطين المخلصون وأتقياء الأمة الإسلامية كافة مصممون على إيقاف بيع فلسطين بل مصممون على المضي قدما نصل الليل بالنهار حتى نقيم الخلافة التي يخشاها يهود والغرب، الخلافة التي تحرك جيوش الأمة المتعطشة لإنهاء الاحتلال اليهودي وقلع النفوذ الأمريكي والغربي والروسي من بلاد العالم الإسلامي كافة، وحينها يفرح المؤمنون بنصر الله.

 

﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين