وصل وفد "إسرائيلي" إلى العاصمة السودانية الخرطوم الأربعاء، وكانت طائرة خاصة تضم وفد "إسرائيلي" أقلعت من مطار بن غوريون قرب "تل أبيب"وهبطت الطائرة قبل أن تصل الخرطوم في شرم الشيخ في سيناء فيما وصف بـ "توقف دبلوماسي" من أجل الحصول على مسار تحليقها، ومن هناك واصلت طريقها إلى الخرطوم.

وكشفت وسائل إعلام يوم أمس الأول عن وصول وفد من الضباط المصريين إلى "إسرائيل" لعقد اجتماعات مع نظرائهم "الإسرائيليين"لإجراء مناقشات حول إعادة إعمار قطاع غزة، وعملية التسوية، وقضية الأسرى والمفقودين.

 وكذلك نقلت وسائل إعلام  منها الجزيرة أن طائرة اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر الخاصة "بي فور-آر إم إيه" (P4-RMA)  حطّت في مطار بن غوريون بعد توقف دبلوماسي في قبرص، وفق صورتين لشركة "فلايت رادار" (FlightRadar)  المتخصصة في متابعة حركة الطيران العالمية وأن هذه الزيارة هي الثانية خلال أقل من 3 أشهر.

تأتي هذه الأخبار المتتالية لتظهر حجم التعاون الأمني بين كيان يهود والأنظمة المطبعة وكيف أنه يتعاون مع عملاء أمريكا في المنطقة ومنهم عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس السيادي العسكري الحاكم في السودان لمساعدته في مواجهة الاحتجاجات التي تجتاح السودان احتجاجاً على المجلس العسكري ورئيسه عراب التطبيع، وأيضاً التعاون الوثيق مع اللواء المتقاعد خليفة حفتر رجل أمريكا في ليبيا وأحد دعاة التطبيع ودعمه أمنياً وعسكرياً لتقوية نفوذه في ليبيا، وكذلك حالة التعاون الأمني الكبير مع عميل أمريكا عبد الفتاح السيسي والتباحث معه حول ملفات عدة منها ملف غزة.

لقد جعل الحكام العملاء من كيان يهود قبلة لهم يغدون إليه ويروحون ويستقبلون وفوده الأمنية والسياسية طلباً في مساعدة تعينهم على قمع الشعوب والفتك بها وسفك دمائها وإجهاض ثوراتها مقابل مزيد من التطبيع المستقبلي مع كيان يهود، في استعانة حاقدة بألد أعداء الأمة على الشعوب المسلمة مقابل نفوذ وكراسي معوجة لخدمة الغرب وتنفيذ سياساته الاستعمارية السالبة للسيادة والناهبة للثروات!

إن هذه الأخبار المتتابعة عن استعانة حكام بلاد المسلمين بكيان يهود والتعاون معه لقمع الشعوب ولمزيد من التطبيع وحفظ أمنه تظهر أن أولئك الحكام قد اختاروا خندق كيان يهود في مواجهة الأمة وتطلعاتها للانعتاق من الغرب وعملائه والتخلص من حالة الفقر والذل والهوان التي أحاطت بها من كل جانب، وتظهر أن أسمى غايات الحكام هي المحافظة على عروشهم وأنظمتهم القمعية، وأن قضية فلسطين لا تعنيهم لا من قريب ولا من بعيد، بل إنها باتت ورقة للمساومة واستجلاب الدعم الأمني والعسكري من كيان يهود!

إن قضية فلسطين، كبقية قضايا الأمة، قضية ضائعة في ظل حكام التطبيع والعمالة لأمريكا والغرب، وإن الحل للشعوب المسلمة ولقضية فلسطين لا يكون إلا بإسقاط تلك الأنظمة وتسليم الحكم فيها لقيادة مخلصة واعية تقيم دولة الخلافة الراشدة التي تطبق الإسلام وتقضي على الغرب ونفوذه وتحشد الجيوش والأمة لاقتلاع كيان يهود من جذوره وتحرير الأرض المباركة من شروره.

20-1-2022