Safadi
كشف تقرير لصحيفة الشرق الأوسط يوم الأربعاء، بأن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يدرس اتخاذ قرارات صعبة، في محاولة للضغط على كيان يهود وأمريكا وأطراف دولية أخرى، لإطلاق عملية سياسية.

وأشار عباس، إلى أن الوضع الحالي لا يمكن السكوت عليه أو تحمله، في ظل غياب الأفق السياسي والحماية الدولية لشعبنا الفلسطيني، وتنصل سلطات الاحتلال من التزاماتها وفق الاتفاقات الموقعة وقرارات الشرعية الدولية، ومواصلة الأعمال أحادية الجانب، وبخاصة في القدس، والاعتداءات المتواصلة على المسجد الأقصى المبارك من مجموعات المتطرفين من المستوطنين وبأعداد كبيرة وأداء الصلوات في باحاته، والسماح لهذه المجموعات المتطرفة برفع أعلام كيان يهود بحماية قواته التي تمنع الفلسطينيين من أداء شعائرهم الدينية بحرية في المسجد الأقصى المبارك وكنيسة القيامة، في انتهاك صارخ للستاتسكو التاريخي.

بدوره، أكد وزير الخارجية الأمريكي، التزام إدارة الرئيس بايدن بحل الدولتين ووقف التوسع الاستيطاني والحفاظ على الوضع القائم ووقف طرد الفلسطينيين من أحياء القدس ووقف الأعمال الأحادية من الجانبين، مؤكداً التزام الإدارة بإعادة فتح القنصلية الأمريكية في القدس، وأن الإدارة الأمريكية سترسل وفداً رفيع المستوى للتحضير لزيارة الرئيس بايدن ومناقشة كل القضايا التي طرحها الرئيس أبو مازن في هذا الاتصال، وإعداد المناخ المناسب لإنجاح زيارة الرئيس بايدن لفلسطين والمنطقة.

وكان قد استقبل عباس أمس في مقر الرئاسة في مدينة رام الله، وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، ومدير المخابرات العامة الأردنية اللواء أحمد حسني، اللذين حملا رسالة العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني.

وجدد الصفدي تأكيده على دعم الأردن الثابت للقضية الفلسطينية ولحقوق الشعب الفلسطيني، وتعليمات العاهل الأردني بمواصلة التنسيق والمشاورات لحشد دولي لمواجهة ممارسات يهود التي تنتهك الوضع التاريخي في الحرم الشريف والتوسع الاستيطاني وجرائم المستوطنين.

تواصل السلطة الفلسطينية القيام بمهامها في تنفيذ الرؤية الأمريكية المتمثلة بحل الدولتين والحفاظ على الوضع القائم أو ما يسمونه "ستاتسكو التاريخي" والذي يتكرر الآن في تصريحاتهم. ويأتي ذلك في سياق حشد الإدارة الأمريكية لأدواتها في بلادنا قبيل زيارة متوقعة للرئيس بايدن للمنطقة، فهذه التصريحات والزيارات ليست بريئة ولا ذاتية، فما يصدر عن السلطة والنظام الأردني يأتي في سياق التحضير للزيارة ومحاولة لإنجاحها بأوامر أمريكية تسخن القضية قبيل وصول سيدهم الأمريكي.

فسيدهم الأمريكي لا يرى حلا لقضية الأرض المباركة إلا في الحفاظ على الوضع القائم "الستاتسكو التاريخي"، وحل الدولتين المقزم وتنفيذ القرارات الدولية التي تقسم الأرض بين أهلها ومغتصبيها قسمة ضيزى وتضمن الشرعية للغاصب وتعترف بوجوده وتثبت أركانه وتعتبر مقاومته إرهابا وتطرفا يجب محاربته والتنسيق الأمني للتعاون في إخماده! وهذا هو جوهر عملية السلام التي تسعى السلطة والأنظمة الحاكمة في بلاد المسلمين لاعادة إطلاقها بأوامر أمريكية صرفة.

إن التقليعة الجديدة والنغمة التي ترددها السلطة والنظام الأردني وغيره من الأنظمة والحركات المرتمية في أحضانها المتمثلة بالحديث عن الحفاظ على الوضع التاريخي "الستاتسكو التاريخي" يعكس السقف المتدني الذي وضعته الإدارة الأمريكية لتحركاتها في المنطقة والهدف من سياستها في ظل استحالة ما يسمى حل الدولتين عبر ما قام به كيان يهود من توسيع مستمر للاستيطان وتكريس لسيادته على القدس ومحاولته الجادة لتهويد المسجد الأقصى وتقسيمه زمانيا ومكانيا، في تصرفات نسفت عمليا حل الدولتين القائم أساسا على إعطاء جل الأرض المباركة لكيان يهود مقابل كيان أمني للسلطة يسمى دولة مهمته حفظ كيان يهود وجلد ظهور أهل فلسطين وإخضاعهم أمنياً وسياسيا واقتصاديا وثقافيا للمحتل والمستعمرين الغربيين.

إن السلطة والأنظمة الحاكمة في بلادنا لا تخرج في تصرفاتها ودندناتها الفارغة عن أوامر أسيادها فيرددون كالببغاوات ما جاء في التعميمات والخطوط العريضة التي تصلهم من موظف من الدرجة الثالثة في وزارة الخارجية الأمريكية، فحديثهم وإجماعهم على المحافظة على الوضع التاريخي هو الأفق الذي رسمته لهم الإدارة الأمريكية والسقف الذي وضعته لتصريحاتهم ومطالباتهم الفارغة المحتوى والمضمون والتي لا تقدم إلا الهواء ممزوجا بتعميمات وزارة الخارجية الأمريكية يخرج من أفواه لا تملك إرادتها في الكلام، وأنى لهذه الأنظمة ولهؤلاء الساسة الذين تتحكم بكلماتهم ومصطلحاتهم عدوة الأمة الإسلامية أمريكا أن يقدموا شيئا لقضية مصيرية للأمة الإسلامية كقضية الأرض المباركة؟! فجل همهم هو تنفيذ الرؤية الأمريكية في إدارة هذه القضية.

إن حل قضية الأرض المباركة لا يكون عبر المحافظة على الستاتسكو التاريخي، الذي يضمن وجود كيان يهود ويؤسس لشرعيته واعتباره جزءاً من المنطقة، فإن ذلك ليس حلا بل هو خيانة وتمكين لكيان يهود وتثبيت لأركانه تحت ذلك المسمى الخبيث.

إن الحل الشرعي لقضية الأرض المباركة يسكن في عقول وقلوب الأمة الإسلامية تحت رموز لا يمكن للإدارة الأمريكية أن تقتلعها من عقولهم وقلوبهم؛ فسورة الإسراء والبطل صلاح الدين ومعركة حطين رموز تقابل الستاتسكو التاريخي ودندنات عملاء أمريكا، فتحرير الأرض المباركة واقتلاع كيان يهود هو الحل الشرعي الذي تسعى له الأمة الإسلامية وتتطلع لتحقيقه ولن تستطيع أمريكا وأذنابها أن يحولوا دون تحقيقه.

آن للأمة الإسلامية وجيوشها وكل القوى الحية فيها أن تفعل ذلك الحل الشرعي وتنهي وجود هذا الكيان الغاصب للأرض المباركة وتقتلعه من جذوره وتخلص الأمة وأهل فلسطين من شروره، وآن للأمة أن تقتلع حكامها الببغاوات وتقيم الخلافة على منهاج النبوة التي تحرر الأرض وتحمل الإسلام رسالة نور ورحمة للعالم.