قال رئيس وزراء كيان يهود بنيامين نتنياهو إن "الفلسطينيين يجب أن يكونوا جزءاً من اتفاقية التطبيع مع السعودية"، وأوضح
نتنياهو في مقابلة مع قناة فوكس نيوز "أن الفلسطينيين يجب أن يكونوا جزءاً من اتفاقية التطبيع مع السعودية، ولكن يجب ألا
يكون لهم حق النقض (الفيتو) على العملية، إنهم لا يريدون دولة إلى جانب (إسرائيل)، بل دولة بدلاً من (إسرائيل) - سأفكر
في السبل التي يمكنهم من خلالها الاستفادة من العملية دون تعريض احتياجاتنا الأمنية للخطر".
وأضاف: "دون التقليل من العقبات التي لا تزال قائمة على طريق التوصل لاتفاق تطبيع مع السعودية، ولكن عندما يكون
هناك ثلاثة قادة - بايدن وابن سلمان وأنا - يريدون تحقيق نتائج، فإن ذلك يزيد من فرص نجاحنا في القيام بذلك". (وكالة معا،
2023/09/23)

يظهر من هذه التصريحات مدى النشوة التي يشعر بها نتنياهو على ضوء لقائه الأخير بالرئيس الأمريكي بايدن على هامش
اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك وحديثهما حول التطبيع مع النظام السعودي، وكذلك تصريحات ولي
العهد السعودي محمد بن سلمان الإيجابية حول التطبيع بالتزامن مع لقاء نتنياهو وبايدن، فقد أدرك نتنياهو من تلك المواقف أنه
رغم طبيعة الحكومة القومية التوراتية التي يقودها والتي لا تحظى برضا الإدارة الأمريكية إلا أن هذا لم يمنع بايدن لدوافع
انتخابية خاصة به وبحزبه الديمقراطي من الدفع باتجاه توقيع الاتفاقية التي إن حصلت سوف تحسب إنجازاً سياسياً لنتنياهو
وائتلافه المزعج لبايدن وإدارته، وكذلك أدرك نتنياهو تخلي النظام السعودي عن المبادرة العربية للسلام التي كانت تشترط
التطبيع مقابل دولة فلسطينية على المحتل عام 1967م، وطبعاً ذلك امتثالاً منه لرغبة أمريكا بعقد الاتفاقية، وهذا الواقع هو ما
عبر عنه نتنياهو بتصريحاته.
وللتوضيح أكثر فقد كان التطبيع يستلزم تنازلاً مفصلياً من أحد الطرفين؛ فإما أن يقبل كيان يهود بالامتثال لمشروع الدولتين
والتخلي عن المشروع التوراتي التوسعي الذي يشمل مناطق 67، أو أن يقبل النظام السعودي بالتنازل عن التطبيع المشروط
بدولة على المحتل عام 1967 وأن يترك لكيان يهود آلية جعل أهل فلسطين جزءاً من هذا التطبيع الذي لا يشمل دولة، وهذا
ما هو حاصل وهو ما عبر عنه نتنياهو بقوله "سأفكر في السبل التي يمكنهم من خلالها الاستفادة من العملية دون تعريض
احتياجاتنا الأمنية للخطر"، وهذا يظهر مدى تبجحه وشعوره بأن مصير أهل فلسطين السياسي بات بيده وبشكل كامل بعد أن
مكنته منظمة التحرير والأنظمة العميلة من معظمه بحروب التسليم واتفاقيات الخيانة، والتفريط بدءاً بكامب ديفيد مروراً
بأوسلو ووادي عربة.
إن هذه الخيانة التي يرتكبها النظام السعودي سوف تضاف إلى سجلهم المتآمر على فلسطين وأهلها منذ عقود، ولكنه ربما
يمثل الفرصة الذهبية لكيان يهود لتنفيذ مخططاته النهائية ضدهم خاصة في ظل الظروف الحالية وما يحصل في المسجد
الأقصى ومدن الضفة الغربية، وهذه الخيانة لا تغطى ببرنامج نووي سلمي أو حتى حربي ولا بمكاسب اقتصادية المستفيد
الأكبر منها كيان يهود، ولا ببعض الفتات الذي سيلقى لأهل فلسطين. وسكوت أهل نجد والحجاز على هذه الخيانات العلنية
مصيبة كبرى، والواجب عليهم أن يتحركوا بكل مكوناتهم العسكرية والمدنية لإسقاط النظام العميل لأمريكا والحامي لكيان
يهود والتحرك الفوري لتحرير فلسطين بجزء من السلاح المكدس في المخازن والذي يكفي لفتح قارات بأكملها دون الحاجة
لسلاح نووي.
26-9-2023