كتيب: دخول المجتمع

كتيب: دخول المجتمع

 

شهر محرم سنة 1377هـ – تموز (يوليو) 1958

(طبعة معتمدة)
(نسخة محدثة بتاريخ 2018/04/03م)

تحميل الكتاب

تحميل الكتاب

               اقرأ في هذا الكتاب

 

 

البداية

ولأجل تصور محاولة الحزب لطرق باب المجتمع حتى يفتح له أو يفتحه، وإدراك حقيقة السير في المجتمع من أجل تغيير الأفكار الأساسية المتحكمة فيه، والأفكار العرضية الطاغية عليه وتحويل المشاعر السائدة فيه، لا بد من إدراك معنى المجتمع كما عرفه الحزب والوعي على واقع المجتمع في المنطقة التي اتخذها الحزب مجالًا له، إدراكًا ووعيًا تفصيليًا للكليات والجزئيات.

أما المجتمع فقد عرفه الحزب بأنه أناس وأفكار ومشاعر وأنظمة. وهذا التعريف عام، وهو نتيجة لدراسة واقع المجتمع من حيث هو مجتمع ولكن على اعتبار أن المجتمع الذي نريده هو مجتمع معين متميز عن غيره من المجتمعات. وبيان هذه الدراسة تفصيليًا: إن شخصًا مع شخص مع شخص يشكلون جماعة، فإذا وجدت بينهم علاقة دائمة صاروا مجتمعا بغض النظر عن كثرة عددهم أو قلته.

والذي أوجد هذه العلاقة بينهم هو المصلحة التي اندفع كل منهم للحصول عليها سواء أكانت هذه المصلحة جلب منفعة أو دفع مضرة. والذي يدفع الشخص للحصول على هذه المصلحة هو الطاقة الحيوية الموجودة في الإنسان تدفعه لإشباع غرائزه وحاجاته العضوية، فتحصل من هذه الطاقة مشاعر تكون هي الدافع المباشر. إلا أن هذا الدافع يكون في الحيوان سائرًا بالطاقة الحيوية والتجارب التي أجراها هو أو غيره. أما الإنسان فإنه يندفع للإشباع على الكيفية التي تمليها عليه مفاهيمه. فهذه المفاهيم تعين له نوع المشاعر التي تدفع، وكيفية السير. وبحسب هذه المفاهيم وتلك المشاعر ينظم مصالحه، فتوجد العلاقة بينه وبين غيره على أساس ما يحمل من أفكار ومشاعر وما يطبق من نظام. وعليه فالذي يجعل الجماعة من الناس مجتمعاً هو العلاقات التي تقوم بينهم. وعلى هذا فإن الدخول في المجتمع لا يعني إلا التعرض للعلاقات القائمة بين الناس في المجتمع.

الخاتمة

إلا أن الحزب في صحفه ونشراته ومناقشاته لا يحمل أي رأي يخالف الرأي الذي تبناه مطلقًا ولكنه يجوز أن ينشر آراء لم يسبق أن تبناها كنماذج للفهم الفقهي أو التشريعي ولكن غير منسوبة لمن صدرت عنه بل يكتفى بدليلها. هذا من حيث الآراء التي يقوم الحزب بنشرها، أما إذا نشر رأي إسلامي، عن غير طريق الحزب وكان هذا الرأي يخالف رأي الحزب فإنه يكتفي بمناقشته إن كانت هناك ضرورة لمناقشته وإلا أهمله. وبذلك كله يحول الحزب بين المجتمع وبين الميوعة التي تخشى أن تحصل فيه. وتظل المعركة دائرة بين الإسلام وبين الكفر حتى يهزم الكفر وينتصر الإسلام.

التعريف

يتناول كتيب دخول المجتمع كيف أن الحزب قد اجتاز فترة محاولة المخاطبة بنجاح عظيم، واستطاع أن يجعل الأمة في مجموعها، والأوساط السياسية في جملتها تحس به كحزب سياسي عقائدي، واستطاع أن ينتزع التقدير لأفكاره وأن يجعل لها وزنًا يحسب حسابه. وقد وصل الآن في سيره في طريق محاولة الانطلاق إلى باب المجتمع. وأخذ يحاول طرقه حتى يفتح له أو يفتحه، ليتمكن من الدخول فيه.

وهو الآن يدرس مباشرة ما وراء الباب من أرتجة ومزالج، ومن عليه من بوابين وحراس حتى يتمكن من فتح الباب ومن الدخول فيه دخولًا قويًا يمكنه من الثبات والسير.