انتهت الحرب بين إيران وكيان يهود، وجرائم يهود في غزة لم تتوقّف خلالها وحتى الساعة، وقامت أمريكا بحركة استعراضية قالت عنها إنها دمّرت القدرة النووية الإيرانية، وكانت تلك الحركة بعد اجتماع وزير الخارجية الإيراني بوزراء ما يسمى (الترويكا) الأوروبية الذين كانوا أعضاء في مباحثات الملف النووي الإيراني قبل انسحاب أمريكا من تلك المفاوضات في ولاية ترامب الأولى، وأدت إيران حركة استعراضية إذ قامت بتوجيه عدد من الصواريخ إلى قاعدة العديد الأمريكية في قطر، وكانت قد أبلغت أمريكا بها، كما صرّح ترامب نفسه بذلك، وخلال تلك الأحداث توالت الإدانات والاستنكارات من حكام المسلمين لانتهاك كيان يهود وأمريكا سيادة إيران، وانتهاك إيران سيادة قطر، مع أنّ من هؤلاء الحكام هم من سمح لطائرات يهود وطائرات أمريكا بالمرور في أجوائهم لضرب إيران، ومنهم من اعترض الصواريخ والمسيرات الإيرانية المتوجّهة إلى كيان يهود!
وبعد انتهاء تلك الأحداث التي هي أشبه بالمسرحية كما وصفها محللون، وكانت مكشوفة لأكثر المتابعين حتى من الناس العاديين؛ بعد ذلك رفع ترامب عقيرته متبجّحاً بما حقَّق بخصوص الملف النووي الإيراني، ومتباهياً بقدرته على إيقاف الحرب بين كيان يهود وإيران، وتلاه نتنياهو متعالياً ناعقاً بمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، ومتباهياً بانتصاره عليها.
أما إيران، وغيرها من بلاد المسلمين فحكامها لا يعنيهم كل ذلك بشيء، بل يعنيهم شيء آخر!
فحكام إيران الذين تغافلوا عن الاستعداد للحرب، وظهر كأنهم تفاجأوا باعتداء كيان يهود، رغم التصعيد السابق، ورغم التهديدات المستمرة بمهاجمة كيان يهود لإيران، لم يعدّوا للأمر عُدّته، وأتاحوا المجال لطائرات كيان يهود للسيطرة على سماء إيران، تفعل ما تشاء، تقتل وتدمر كما يحلو لها، وبعد كل ضربة يقومون بتفعيل الدفاعات الجوية، ألا ساء ما يفعلون! ثم يقبلون بإيقاف الحرب رغم أنّهم قد اعتُدي عليهم، وها هم أولاء أمام تبجحّات ترامب ونتنياهو لا ينبسون ببنت شفة، ولا تثور فيهم نخوة الرجال.
وأمّا بقية حكام بلاد المسلمين فحالهم على ما هو عليه من الخيانة والتآمر على شعوبهم، والسماح لأعداء الأمة وأعداء شعوبهم أن يصولوا ويجولوا في بلادهم، يدمّرون ويقتلون ويفعلون ما يشاؤون، وكانوا قد سمحوا لكيان يهود أن يدمّر غزة ويرتكب الإبادات الجماعية، ويشرّد ويجوّع، وأقصى ما يصدر منهم هو إدانة أو استنكار، وأمثلهم طريقة من يريد رفع الأمر للجهات الدولية المتآمرة على المسلمين، ألا بئس ما يصنعون!
ألا يملك أولئك الحكام شيئاً من الرجولة؟! أليس لديهم شيء من النخوة والعزة والكرامة؟! أليس في قاموسهم سوى الإدانة والاستنكار؟ أليس في قاموسهم «لَا يُصَلِّيَنَّ أَحَدٌ الْعَصْرَ إِلَّا فِي بَنِي قُرَيْظَة»؟ أليس في قاموسهم (من هارون الرشيد إلى نقفور كلب الروم)؟ أليس في قاموسهم نخوة المعتصم؟ أليس في قاموسهم شجاعة صلاح الدين وبطولته؟ أليس في قاموسهم حزم عبد الحميد؟
أيها المسلمون: هؤلاء حكامكم قد بانوا على حقيقتهم وانكشفوا، وتبيّن لكم أنهم على مصالح أعدائكم وليس على مصالحكم، بل هم مستعدون لتقديمكم قرابين لأعدائكم حفاظاً على كراسيّهم المعوجّة قوائمها، وقد فعلوا ذلك كثيراً، وغزة خير دليل، وها هي ذي إيران ماثلة أمام أعينكم، وقد سبقتها الصومال والعراق واليمن وليبيا وسوريا، وكما يقول المثل (الحبل على الجرّار)، فماذا أنتم فاعلون، وحتّام تظلون ساكتين عليهم؟!
لقد آن الأوان أن تتخذوا قراركم، وتقولوا كلمتكم، وتخلعوا هؤلاء الحكام العملاء، وتعملوا مع حزب التحرير، الرائد الذي لا يَكذبكم، المالك لمشروع نهضتكم الحقيقي، لتستعيدوا كرامتكم وعزتكم، وتعودوا سادة الدنيا، وحملة مشاعل الهداية إلى الناس كافة.

المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

27/06/2025