حزب التحرير يحتشد في رام الله رفضا للصفقات والمؤامرات ويدعو لنصرة القدس وتحرير فلسطين

بمشاركة الآلاف، نظم حزب التحرير في فلسطين اليوم السبت 12-5-2018 وقفة حاشدة وسط مدينة رام الله نصرة للقدس تحت شعار "القدس تنادي الأمة وجيوشها لتحريرها وانقاذها من صفقات المتآمرين".

ورفع المشاركون الرايات والألوية والشعارات التي دعت لرفض صفقة القرن وحل الدولتين وحل الدولة الواحدة، ودعت إلى تحرك جيوش الأمة لتستعيد دورها التاريخي والبطولي فتكون وريثة جيش عمر وصلاح الدين وقطز.ومما ردده المشاركون من شعارات وهتافات "لا صفقات ولا خيانات بدنا جيوش ودبابات"، "يا أمريكا حلي عنا بيت المقدس كله النا"، "بدنا جيوش المسلمين هي تحرر فلسطين".

وألقى المهندس باهر صالح، عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في الأرض المباركة فلسطين، كلمة في الحشود أكد فيها على مكانة فلسطين في تاريخ الأمة، وما بذله الخلفاء وقادة الأمة في سبيل فتحها وتحريرها والدفاع عنها، ومشدداً على أن "فلسطين ليست مشروعا استثماريا، ولا حقل تجارب سياسية، وهي ليست مرتقا ولا سلما لأقزام يعتلونه ليعدوا بين الحكام وأصحاب القرار. بل فلسطين بلد عزيز إسلامي ذو مكانة عقدية وسياسية عميقة متجذرة في ثقافة الأمة ووجدانها."

واعتبر صالح أن الغرب يدرك أهمية فلسطين لذلك ما فتئ يسعى لتصفيتها، ومؤكداً أن حل الدولة الواحدة وحل الدولتين وصفقة القرن والمبادرة العربية وقرارات الأمم المتحدة كلها مساعٍ غربية لتصفية قضية فلسطين، وأن الأنظمة ووسائل إعلامها تتجنب ذكر الحل الوحيد والأصيل لقضية فلسطين وهو تحريرها كاملة.

وأكد صالح أن "حل قضية فلسطين حل أصيل، وهو ليس مستوردا من العم سام ولا من ترامب، ولا من مجلس الأمن أو هيئة الأمم، بل مستمد من دين الأمة وحضارتها. فلسطين أرض إسلامية وحلها أن تحرر كاملة من رجس يهود، وهذه مهمة جيوش الأمة التي يجب أن تتحرك لإنجازها، ولتزيل عروش الحكام الذين يحمون يهود ويقفون سدا منيعا أمام الأمة وجحافلها، ولتنصب خليفة يقودها في ساحات النصر والتمكين ونشر الدين."

ودعا صالح أهل فلسطين إلى أن يقفوا في وجه المتآمرين المجرمين الساعين لتصفية قضية فلسطين وفق مرجعيات باطلة وأسس استعمارية، وأن يعلو الأصوات لنداء جيوش الأمة وجحافلها لتتحرك لتحرير فلسطين، معتبرا هذا الخطاب هو الوحيد الذي يرعب كيان يهود وأولياءهم الحكام، وهو الكفيل بإعادة الأمور إلى سياق التحرير الحقيقي، وهو الحل الشرعي والعملي لفلسطين.

12-5-2018

https://youtu.be/QIcw1Ynduhg

{gallery}2018/5/ram-waq{/gallery}

 

وفيما يلي نص الكلمة التي ألقيت في الوقفة

بسم الله الرحمن الرحيم

"القدس تنادي الأمة وجيوشها لتحريرها وانقاذها من صفقات المتآمرين"

الحمد لله رب العالمين ولي المؤمنين وناصرهم وخصيم الكافرين وهازمهم، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وسيد الخلق والمرسلين، محمد بن عبد الله، وعلى آلِهِ ومَنْ سارَ على دربِهِ بإحسانٍ وإتقانٍ إلى يومِ الدين، وبعد:

أيها الحشد الكريم:

إنّ لفلسطين شأنا عظيما في الإسلام، شأناً ابتدأ بنزول قوله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}، فتعاقبت الأجيال والخلفاء على حفظ قدر فلسطين والتضحية من أجلها؛ فهذا الفاروق عمر يقدم بنفسه من المدينة المنورة بالحجاز متجشما مشاق السفر لاستلام مفاتيح القدس حفظا لقدر هذه البلاد المباركة، وهذا صلاح الدين حرّم على نفسه الضحك وبيت المقدس أسيرا، فجمع الجموع وأمضى السنين من أجل أن يحرره من الصليبين وقد فعل، وهذا السلطان عبد الحميد عد عمل المبضع في جسده أهون عليه من التفريط بفلسطين ليهود، وقد منع اليهود من أن يكون لهم موطئ قدم في فلسطين طيلة حياته، وتلك قوافل الشهداء وآلاف الجيوش والجرحى ممن قضوا على أعتاب وأسوار المسجد الأقصى المبارك دفاعا وتحريرا.

نعم، فلسطين ليست مشروعا استثماريا، ولا حقل تجارب سياسية، وهي ليست مرتقا ولا سلما لأقزام يعتلونه ليعدوا بين الحكام وأصحاب القرار. بل فلسطين بلد عزيز إسلامي ذو مكانة عقدية وسياسية عميقة متجذرة في ثقافة الأمة ووجدانها.

إن الغرب يدرك هذا الأمر ويعيه جيدا، لذلك ما فتئ يكيد المكائد ويعد الخطط من أجل تصفية قضيتها بعد أن زرع جرثومة يهود في خاصرة الأمة الإسلامية، فلسطين، فابتدر بحل الدولة الواحدة، مشروع بريطانيا القديم صاحبة الخبث والمكر ووعد بلفور اللعين، الذي يصبح بموجبه السلطان ليهود أعداء الله على كامل فلسطين، إلى حل الدولتين، مشروع أمريكا العدو اللئيم، الذي يمنح كيان يهود ثلاثة أرباع فلسطين مقابل دويلة هزيلة حارسة لكيان يهود على أقل من ربع مساحة فلسطين، بلا مقومات دولة أو سلطان. وحرص الغرب على تسويق مشاريعه تلك من خلال أدواته ورجالاته وأبواقه في بلاد المسلمين، تارة بغطاء دولي أو أممي وتارة أخرى بغطاء إقليمي أو عربي تحت شعار مبادرة السلام العربية ومشاريع السلام والتطبيع واتفاقيات العار والتفريط، وكلها لا تخرج عن رؤية الغرب وخططه، وأصبح إعلام الحكام وأبواقهم يتغنون ويدندنون بتلك المشاريع والرؤى ليل نهار وكأنها من بنات أفكارهم ومخططاتهم، دون أن يأتوا على ذكر الحل الأصيل لقضية فلسطين مجرد ذكر أو بتلميح، بل ويتعمدون التعمية على دعاة الحل الأصيل وحملته، ويفرضون طوقا إعلاميا فولاذيا على كل من يصدع به أو يدعو له.

نعم، إنّ حل قضية فلسطين حل أصيل، وهو ليس مستوردا من العم سام ولا من ترامب، ولا من مجلس الأمن أو هيئة الأمم، بل مستمد من دين الأمة وحضارتها. فلسطين أرض إسلامية وحلها أن تحرر كاملة من رجس يهود، وهذه مهمة جيوش الأمة التي يجب أن تتحرك لإنجازها، ولتزيل عروش الحكام الذين يحمون يهود ويقفون سدا منيعا أمام الأمة وجحافلها، ولتنصب خليفة يقودها في ساحات النصر والتمكين ونشر الدين. وأي حل بعيدا عن هذا الحل الأصيل هو تضييع لقضية فلسطين وتفريط بها. فلا المفاوضات ولا السلام والاتفاقيات ولا المسرحيات الشعبية يمكن أن تحرر شبرا من أرض فلسطين، بل تحررها جيوش الأمة ورجالها.

ولذلك فإنه من الواجب على كل المخلصين وأهل فلسطين أن يقوموا بأمرين:

أولا: أن يقفوا في وجه المتآمرين المجرمين الساعين لتصفية قضية فلسطين وفق مرجعيات باطلة وأسس استعمارية، وأن يعلوا الصوت عاليا في وجه كل الداعين إلى التفريط بفلسطين تحت شعارات السلام وحل الدولتين والقدس الشرقية وصفقة القرن. فمن ينادي بدولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران هو ينادي بالتفريط بفلسطين وتسليمها، ومن يفرق بين القدس الغربية والقدس الشرقية هو يريد خيانة القدس وفلسطين، ومن يتبجح برفض صفقة القرن في حين ينادي بمبادرة السلام العربية والمفاوضات هو متآمر على فلسطين مثل ترامب أو أشد. فهؤلاء كلهم يجب أن يرفع أهل فلسطين صوتهم في وجههم عاليا رفضا لمؤامراتهم وإبطالا لخطط أسيادهم المستعمرين.

ثانيا: يجب أن تعلو الأصوات لنداء جيوش الأمة وجحافلها لتتحرك لتحرير فلسطين، فهذا الخطاب الوحيد الذي يرعب كيان يهود وأولياءهم الحكام، وهو الكفيل بإعادة الأمور إلى سياق التحرير الحقيقي، وهو الحل الشرعي والعملي لفلسطين لكي تتخلص من الاحتلال وتنصر الأقصى الحزين. فما من سبيل إلى تحرير فلسطين وخلع الاحتلال من جذوره من الأرض المباركة فلسطين إلا بقوة جيوش الأمة وجهادها.

فتحرير فلسطين لا يكون إلا بالجيوش، وفلسطين هي قضية الأمة الإسلامية كلها، فهي ليست قضية عربية ولا قضية منظمة متآمرة ولا سلطة هزيلة، بل قضية ملياري مسلم وعشرات الملايين من الجيوش المتأهبة والمتعطشة للاستنفار وتحرير فلسطين.

فالجيوش هم أهل فلسطين وعزوتها، ونحوهم يجب أن تتوجه الأنظار وتوجه النداءات، وهم أحياء لا أموات مثل الحكام المجرمين، وهم محبون لفلسطين لا أعداء لها مثل أمريكا وأوروبا ومجلس الأمن وهيئة الأمم، وهم عزيز عليهم فلسطين ومسجدها المبارك لا مفرطين بها مثل المتصدرين للقضية يساومون ويتفاوضون ويتقاسمون فلسطين وكأنها كعكة أولاد صغار.

إن أي تراخ في العمل الجاد باتجاه هذا الحل يعني مزيدا من إطالة عمر دولة يهود ومزيدا من غطرستهم على أهل فلسطين، وإمعانا في تدنيسهم للمسجد الأقصى المبارك، وإيغالا في مشاريع التفريط والخيانة.

لذلك جئنا اليوم، لنرفع الصوت من هنا، ننادي جيوش الأمة وضباطها ليتحركوا لتحرير فلسطين والمسجد الأقصى المبارك. جئنا هنا لنحذر الناس من مكائد المستعمرين وعملائهم الذين يريدون تحويل فلسطين إلى صفقة أو تجارة قابلة للتفاوض والتقسيم والتنازل في حين يذرفون الدموع الكاذبة على فلسطين.

فإما أن تتحرك جيوش الأمة لتحرير فلسطين أو نقيم الخلافة التي توحد المسلمين وتزيل الحكام الطواغيت وتحرك جيوش المسلمين لتحرير فلسطين، هذان هما خيارا فلسطين ولا ثالث لهما.

وندعو الله أن يسدد كلمتنا وأن يثبت قلوبنا على الحق وأن نبقى شوكة في حلوق الظالمين وصخرة أمام مكائد الكافرين، حتى نُقيمَ صَرْحَ الخلافةِ الراشدةِ على منهاجِ النبوة. ونبايِعَ خليفةً يحكُمُنا بكتابِ اللهِ وسنّةِ نبيِّهِ صلى الله عليه وسلم. ولِيَقُودَنا إلى دروبِ العزةِ والنّصرِ والتحرير. فتعودَ فلسطين درة تاج المسلمين وعقر دار الإسلام، وما ذلكَ على اللهِ بعزيز.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.