عقد حملة الدعوة في بيت حنينا يوم الجمعة الموافق 9-4-2010م درسا بعنوان "المبادرة إلى الالتزام بالشرع" ألقاه الأستاذ همام (أبو طلحة) حيث تحدث الأستاذ في درسه عن معنى المبادرة إلى الالتزام بالشرع، وما أهميتها في حياتنا وسيرنا في الدعوة؟ حيث عرّف معنى المبادرة إلى الالتزام بالشرع بأنها: المسارعة إلى طاعة أمر الله تعالى والانتهاء عما نهى عنه. وهي تختلف عن مجرد الطاعة، فالمبادر يكون قلبه وعقله مشغولين بأمر العمل، مندفعا إليه بحماسة وهمة عالية، لا يُثنيه عن إنجازه شيء. وتكلم عن أهمية المبادرة حيث قال هي طريقة السير إلى الجنة، وهي الكيفية التي على المؤمن أن يتصف بها خلال التزامه بالشرع وطلبه المغفرة من خالقه، هذا على الصعيد الفردي. وأما على صعيد العمل الجماعي، فإن للمبادرة أهمية لا يمكن التغافل عنها لبلوغ الهدف وتحقيق الغاية، فإن العمل الجماعي تكتنفه خلال سيره صعوبات ومعوقات تحتاج من العاملين للتغيير عزائمَ وهممًا لو شاءت قلع الجبال لأزالتها. وبدون المبادرة والحماس في العمل الجماعي يبقى العمل جامدًا لا يرتقي ولا يتقدم لبلوغ الهدف، وقد يؤدي ذلك في النهاية إلى التهاون والتخاذل، ثم اليأس والقنوط والعياذ بالله. مع ضرب بعض الأمثلة من سيرة الصحابة رضوان الله عليهم.
وتكلم أيضا الأستاذ عن الأمور المُعينة على مثل هذه المبادرة والحماس في العمل للإسلام وابتغاء رضوان الله؟
ومن الأمور المعينة على المبادرة للالتزام بالشرع:
1)      عدم التفكير في الخسائر، قال تعالى: {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} (البقرة:268).
2)      اعلم أن الخير والفلاح في ما أمر به الشرع، وإن رأيت خلاف ذلك، فإن هذا خيرُ معينٍ لك على المبادرة إلى الالتزام.
3)      تذكر الجنة، وتذكر أن نوال الدرجات فيها لا يكون إلا بالمسارعة في الخير.
4)      تذكر قدرة الله تعالى، وأنه أمهلك ولم يُهملك، وتذكر النار ولفحتها، ولا تتأخر بالمبادرة عل الله تعالى ينجيك منها.
5)      تذكّر ذنبك، وتقصيرك مع الله، وبادر حالا للتكفير عن هذه الذنوب بالتوبة وأعمال الخير، فإن الحسنات يُذهبن السيئات.
6)      لا تكتف بمجال واحد من أعمال الخير، وخض بنفسك في كل عمل يرضي الله تعالى، وإن لم يكن لديك فيه خبرة أو تجربة، فالتجديد في أعمال الخير منشط للنفس ومُذهب للسآمة.
7)      اغتنم أوقات نشاطك وفراغك، واعلم أن الدهر قد يدور فلا تجد في جسدك قوة أو في نفسك عزيمة أو في وقتك فراغا للعبادة، فبادر إلى الطاعة من الآن.
هذا مما يعين على المبادرة إلى الالتزام بالشرع، وهكذا كان المبادرون من الصحابة رضوان الله عليهم، الذين استحقوا نصر الله في الدنيا ووُعدوا في الآخرة الحسنى، فاللهم اجعلنا مثلهم واحشرنا معهم، اللهم اجمعنا بهم في جنات النعيم، إخوانا على سرر متقابلين. وصل اللهم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين
11-4-2010م

 للإستماع