بحضور جمع غفير من المصلين عقد حملة الدعوة في بلدة العيسوية محاضرة بعنوان: "غزوة بدر الكبرى: من يعيد لرمضان أمجاده" بعد صلاة العصر من يوم السبت الثامن عشر من رمضان في مسجد الأربعين في وسط البلدة.
سبق الندوة تلاوة آيات من الذكر الحكيم، ثم قدم الشيخ وليد بمقدمة للمحاضرة تناول فيها الوقائع التي سبقت حصول غزوة بدر. ثم تحدث المحاضر الأستاذ أبو العز مبتدئاً بسؤال: هل كان المسلمون يجاهدون في رمضان وهم صائمون؟ وأجاب بالنفي! حيث كان المسلمون يفطرون ويتقوون بذلك على الجهاد، أي أن الأولوية كانت لرفع راية الإسلام ونشر دعوته، حتى أن المسلمين خرجوا لاعتراض القافلة يوم الإثنين الثامن من رمضان من السنة الثانية من الهجرة، وحصلت المعركة يوم السابع عشر، ثم لبثوا عدة أيام في طريق العودة إلى المدينة، وكان صيام رمضان قد فرض في شعبان من العام نفسه، وبذلك يكون المسلمون البدريون قد قدموا عبادة الجهاد على عبادة الصيام في رمضانهم الأول، حيث أفطروا معظم أيامه.
ثم تناول المحاضر موقف الأنصار رضي الله عنهم قبل المعركة، وتأكيدهم الوفاء ببيعتهم على الجهاد مع الرسول الكريم. وأكد على أن كل مسلم لا بد أن يأتي اليوم الذي يُمتحن فيه إيمانه وصدقه ووفاؤه بعهده مع الله عز وجل.
تحدث بعد ذلك عن الوعد بإحدى الطائفتين، وكيف أن الصحابة ودّوا لو أنهم يأخذون القافلة "غير ذات الشوكة". ولكن الله تعالى أراد شيئاً آخر "وَيُرِيدُ اللّهُ أَن يُحِقَّ الحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ"، أي أن الله تعالى أراد اشتداد الصراع واحتدامه لكي يرفع كلمة الإسلام ويلفت أنظار العرب إليها.
وأخيراً استعرض المحاضر خطة الرسول الكريم في التركيز على الصراع مع قبيلة قريش، إلى أن تمكن من تحييدها عن طريق صلح الحديبية، وبعدها تفرغ المسلمون للقضاء على اليهود في خيبر وإرسال الرسل إلى الملوك ونشر الإسلام بين قبائل العرب، فلما زحف المسلمون إلى مكة بعد عامين من الحديبية لم تقوَ قريش على مواجهتهم لا من الناحية المادية ولا من الناحية المعنوية، وتم للمسلمين نصر الله والفتح، ودخل الناس في دين الله أفواجاً.
ثم أجاب المحاضر عن أسئلة الحضور.
2-9-2010م