بحضور حشد لافت للنظر عقد شباب حزب التحرير في العبيدية محاضرة في مسجد (أبو عبيدة) بعد صلاة المغرب يوم السبت 27/6/2011 م / 25 رجب 1432 هــ بعنوان: "حاجة البشرية إلى الخلافة الإسلامية", ذكر المحاضر في مقدمة محاضرته موقفين من مواقف العزة أيام الخلافة الإسلامية التي نفتقد لمثلها في أيام حكام الجور والظلم الذين يحكمون بغير ما أنزل الله: موقف نصرة رسول الله لخزاعة وموقف نصرة المعتصم لصرخة امرأة مسلمة.
وتمحورت المحاضرة حول محورين: حاجة المسلمين للخلافة وحاجة البشرية جمعاء لها.
فذكر أن المسلمين بحاجة للخلافة ل:
- إقامة أحكام الشرع في المسلمين, ونبذ أحكام الكفر المطبقة عليهم اليوم.
- حمل الإسلام إلى الدنيا كلها بالدعوة والجهاد لإخراج الناس من الظلمات إلى النور.
- توحيد بلاد المسلمين في دولة واحدة وتحت قيادة خليفة واحد وبالتالي إنهاء هذا التمزق والتشتت الذي أوجده الكفار وعملاؤهم في بلاد المسلمين، حيث مزقت بلاد المسلمين إلى أكثر من خمسين دولة هزيلة ومخططات التقسيم تزداد كل يوم.
- إعادة رابطة الأخوة الإسلامية "المسلم أخو المسلم" لتكون رابطا وحيدا بديلا عن الروابط الجاهلية من وطنية وقومية التي مزقت المسلمين اليوم.
- استعادة الأمة لسلطانها المغتصب وامتلاكها لإرادتها وقرارها، وهذا يعني الانعتاق من العبودية والتبعية للغرب الرأسمالي الاستعماري في كافة المجالات السياسية والثقافية والفكرية والاقتصادية والإعلامية والعسكرية.
- تحرير بلاد المسلمين المحتلة مثل العراق وفلسطين وأفغانستان وكشمير وتيمور وغيرها وطرد الجيوش الأجنبية المحتلة التي سفكت الدماء وجلبت الدمار وزرعت الفتنة في بلادنا.
- تحقيق الأمن الغذائي للمسلمين بانتهاج سياسات تهدف إلى تأمين الاكتفاء الذاتي بل أكثر، سواء من حيث المنتجات الزراعية أو الحيوانية أو السمكية أو المائية.
- تحقيق الأمن الصناعي بانتهاج سياسة التصنيع الثقيل للآلات والمصانع والأسلحة وإنهاء مرحلة التبعية والتسول على أبواب الغرب.
- إطلاق طاقات الأمة الشابة الخلّاقة عبر سياسات تعليمية هادفة تفتح المجال أمام الجميع ليكونوا مبدعين ومنتجين لخدمة دينهم وأمتهم وبالتالي إنهاء ظاهرة جموع العاطلين عن العمل ولو كانوا من حملة الشهادات العليا.
- إعادة وضع يد الأمة على ثرواتها العامة لتكون ملكا خالصا لها وبالتالي قطع يد الدول والشركات الغربية التي تنهب ثروات الأمة اليوم وهذا وحده كفيل بقطع دابر الفقر المصطنع في بلاد المسلمين.
- نشر الخير والفضيلة والعدل والمحافظة على دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم وكرامتهم وبالتالي قطع دابر الفتنة والفساد والانحلال الذي يروجه الغرب وعملاؤه في بلاد المسلمين اليوم.
وأما في المحور الثاني فبين أن البشرية تعيش في محنة وشقاء بسبب الخواء الروحي الذي جعل الإنسان يجري وراء الشهوات وإشباع الغرائز وبسبب هيمنة الرأسمالية ودولها وعلى رأسها أمريكا على مقاليد العالم.
ثم بين حاجة البشرية للخلافة ذاكرا:
- إن مجرد إقامة الخلافة، دولة على أساس العقيدة الإسلامية وأحكام الشرع والنجاح في إيجاد المجتمع الإسلامي المطمئن الآمن، المتقدم في كافة مجالات الحياة العلمية والصناعية والعمرانية في ظل القيم الروحية والإنسانية والخلقية هو بحد ذاته رسالة كبيرة الأثر إلى البشرية ستلفت انتباهها وتحثّها على التفكير والاقتداء
- الخلافة ومن خلال حضورها القوي على المسرح العالمي والأممي ستجعل قضية الإيمان والعقيدة والقيم الروحية والخلقية والإنسانية هي القضية المحورية في العالم
وأن الإسلام متمثلا في دولة الخلافة ورجالاتها هم القادرون على إنقاذ البشرية من عبث الرأسمالية وجرائمها ومن قياداتها الفاسدة.
فالخلافة ستعمل على مجابهة أسس النظام الرأسمالي النفعي الاستعماري وزيادة تأليب الرأي العام العالمي عليه، وضرب أفكار الاستعمار والاستعباد والتمييز العنصري وستعمل على إشاعة القيم الروحية والخلقيّة والإنسانية في العالم.
والخلافة ستسعى إلى تحطيم الدول الاستعمارية وعلى رأسها أمريكا من خلال قطع شرايينها التي تمدها بالقوة والمتمثلة في الاستعمار ونهب ثروات الشعوب واحتكار الأسواق.
والخلافة ستسعى إلى إيجاد أسس جديدة في العلاقات الدولية تقوم على قيم تناقض القيم الغربية تتحقق فيها مقولة سيدنا عمر رضي الله عنه "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا".
والخلافة لن تكون أبدا عضوا في الأمم المتحدة وملحقاتها والمنظمات الدولية الأخرى، وستحرّض بقية العالم عليها لهدمها، وإذا كان لا بد من ترتيبات عالمية فلتكن على أسس أخرى فيها العدالة للجميع.
والخلافة بإذن الله ستزاحم الدول العظمى لتنتزع منهم قيادة البشرية لتقودها إلى أرشد أمرها.
ثم ختم بالدعاء
28/6/2011م