عقدت كتلة الوعي (الإطار الطلابي لحزب التحرير) في جامعة بيرزيت، اليوم الأربعاء 30/11/2011 محاضرة فكرية علمية في قاعة كمال ناصر تحت عنوان: "كيف نحدث ثورة علمية وصناعية في العالم الإسلامي ومنه العربي". تحدث فيها عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين، المهندس باهر صالح عن حاجة الأمة الماسة اليوم إلى إحداث ثورة علمية وصناعية للتخلص من التخلف والتبعية للغرب، وأكد على أنّ ما يجب أن يدفع المسلمين إلى التفكير بضرورة إحداث ثورة علمية وصناعية هو بالدرجة الأولى المبدأ الإسلامي الذي يوجب على المسلمين السعي لتكون الأمة الإسلامية رائدة العالم، وناشرة الهدى والرحمة إلى البشرية أجمع، موضحا أنّ حمل الدعوة ونشر الإسلام إلى العالم أجمع يقتضي من الأمة الإسلامية بالإضافة إلى الوعي على العقيدة الإسلامية والأحكام الشرعية والأحداث السياسية، يقتضي أن تكون الأمة الإسلامية أمة رائدة في التقدم التكنولوجي والعلمي والصناعي وأن تكون السباقة في الاختراعات والاكتشافات.

وأوضح صالح بأنّ التقدم المادي والذي هو نتيجة للثورة الصناعية والعلمية هو ثمرة للنهضة الفكرية التي يجب أن تسبقه، وأنّ الأمة الناهضة هي التي تملك طريقة تفكير منتجة وأفكارا تبدع في استعمالها في الحياة فتحقق بذلك كل القيم سواء كانت روحية أو مادية أو إنسانية.

 

ورأى صالح أنّ قرار إحداث ثورة صناعية وعلمية ليس قرارا مهنيا علميا صناعيا، بل هو قرار سياسي مبدئي بالدرجة الأولى، مؤكدا على أنّ الأمة الإسلامية لديها الإمكانيات اللازمة لإحداث الثورة، وهي الإرادة والمواد الخام والأدمغة والمال، وأنّه لا يلزمها في الوقت الحالي سوى القيادة المخلصة الواعية والتي ستوجد حال قيام الخلافة القادمة.

وشدد صالح على أنّ التصنيع الحقيقي معناه الثورة على النفوذ الأجنبي، وأنّ الدول هي التي يقع على عاتقها إحداث الثورة وليس الأفراد، وعلى الدولة الإسلامية القادمة أن تسقط من حساباتها الجدوى الاقتصادية، لأن المسألة ليست ربح وخسارة، بل قضية مصيرية يجب أن تحققها الدولة لتحقق ذاتها وسيادتها وسيادة الإسلام على العالم أجمع.

وبحسب صالح فإنّ الثورة الصناعية يجب أن تبنى على إيجاد صناعة الآلات أولا (الصناعة الثقيلة)، ومنها توجد باقي الصناعات، ثم بعد توفر الآلات من صناعة البلاد تؤخذ هذه الآلات وتصنع باقي المصانع. وأنّ الصناعة يجب أن تقوم على أساس عسكري حربي، فتكون الصناعة العسكرية الحربية هي الهدف الأساس من التصنيع الثقيل فضلا عن القطاعات الصناعية الأخرى، إذ بدون الصناعة العسكرية الحربية تكون الدولة حتى وإن تقدمت في القطاعات الصناعية الأخرى غير مؤثرة في المجال الدولي والسياسة العالمية.

وحول موضوع الاستفادة مما وصلت إليه الأمم الأخرى من تقدم وعلوم، قال صالح بأنّ العلم تراكمي، وأنّ البشرية كلها استفادت مما سبقها وكان للمسلمين دور فيما وصل إليه الغرب حديثا، وأنّه يمكن للمسلمين الاستفادة مما وصل إليه الغرب من علوم، مع التمييز بين العلوم التي لا ضير في الاستفادة منها وبين الثقافات التي هي خاصة بكل أمة ودين ولا يجوز للمسلمين أخذها أو تبنيها كأفكار الحريات والديمقراطية والعلمانية.

وفي ختام المحاضرة أجاب المهندس باهر صالح عن الأسئلة التي وجهها له الحضور.

30/11/2011