لبت الحشود الضخمة دعوة حزب التحرير في فلسطين للاحتشاد على دوار المنارة في وسط رام الله، للتنديد بزيارة الرئيس الأمريكي أوباما، ورفعت الحشود الرايات السوداء والألوية البيضاء المكتوب عليها لا إله إلا الله محمد رسول الله، ورفعت الشعارات المنددة بالزيارة والزائر ومما قاله ورفعه المحتشدون "هذي الأمة ما بتنهان ما بتخضع للأمريكان"، "أعلنها ما بنهاب أمريكا أم الإرهاب"، "يا أوباما يا حقود يا حامي دولة يهود"،"يا أوباما ارجع ارجع فلسطين ما تنباع"، فلسطين عليك حرام يا داعم كل الإجرام".

وقد خطب عضو المكتب الإعلامي للحزب في فلسطين الأستاذ علاء أبو صالح في الحشود، منددا بالرئيس الأمريكي وبالسياسة الأمريكية التي وصفها بالمعادية للإسلام والمسلمين ولأهل فلسطين، والمحابية والراعية لدولة الاحتلال.

وقال أبو صالح "إن أمريكا هي أكبر دولة استعمارية ارهابية عدوة للإسلام والمسلمين، فهي من احتلت ودمّرت العراق وأفغانستان وارتكبت فيهما الفظائع والمجازر الوحشية، فقتلت أكثر من نصف مليون طفل عراقي في حصارها الديمقراطي للعراق وضعفيهم أو يزيد من الرجال والشيوخ والنساء في حربها عليهم، وجنودها دنسوا كتاب الله في غوانتنامو وكابول، وهي من تحرّض على المسلمين عبر وصمهم بالإرهاب والتطرف فأوجدت الأجواء المسمومة في العالم، وفتحت الأبواب على مصاريعها للنيل من الإسلام وانتهاك مقدساته والإساءة لقرآنه ونبيه الكريم"،

واعتبر أبو صالح أن أوباما زائر ثقيل الظل "في هذا اليوم يحل على أرض فلسطين ضيف ثقيل الظل بل عدو لئيم، حيث يصل الرئيس الأمريكي باراك أوباما فلسطين ويداه تقطر دماً من دماء إخواننا المسفوحة في العراق وأفغانستان، وإننا في حزب التحرير فلسطين نرفض هذه الزيارة جملة وتفصيلاً، ونرفض تدخل أمريكا في قضايانا وأخص خصوصياتنا، مقدساتنا وبلادنا المباركة".

ورفض أبو صالح تدخل أمريكا في قضية فلسطين لأنها الداعم الأساسي للاحتلال وقال إن أمريكا هي الأب الشرعي لكيان يهود، فهي من رعته منذ نشأته على أرض فلسطين المحتلة وأضفت عليه صفة الشرعية الدولية عبر أداتها الأمم المتحدة المجرمة، وهي من تمدّه بالمال والسلاح وحتى الرجال في عدوانه المستمر على أهل فلسطين، وهي من توفر المظلة الدائمة لكل جرائمه، وهي بذلك العدو الأصيل للمسلمين، وكيان يهود خطيئة من خطاياها وأداتها في عدوانها على أهل فلسطين والمسلمين،

 وأضاف أبو صالح إن وعود أمريكا للفلسطينيين بإقامة دويلة هزيلة على الأراضي المحتلة عام 1967، لا تعدو الحرص على توفير الأمن لكيان يهود المحتل، وما تقدمه من فتات الأموال بزعم دعم الفلسطينيين ليس سوى ذراً للرماد في العيون، وإلا فنحن نُقتل بسلاح أمريكي ونقصف بطائرات أمريكية وتغطى الجرائم والمجازر التي ترتكب بحقنا بمظلة القرارات الأمريكية.

وعاب أبو صالح استقبال أوباما  وطالب أهل فلسطين رفض الزيارة والتنديد بها وبالسياسة الأمريكية وأضاف ما كان لرئيس أكبر دولة استعمارية عدوة للإسلام والمسلمين أن يطأ أرض المسلمين أو مقدساتهم لو كانوا أعزاء يقفون صفاً خلف خليفة جنّة يقاتل من ورائه ويتقى به، ويعلّم أعداء الأمة معاني العزة والكرامة كما فعل الفاروق وهارون الرشيد والمعتصم وعموم خلفاء المسلمين، ولكن الأمة فقدت رمز عزتها فهانت على أعدائها فتحدوها في بلادها بل في عقر الدار.

ووجه أبو صالح رسالة لأوباما قائلا إننا نؤكد لزعيم الكفر في العالم أوباما ولكل من شايعه وناصره أو ارتمى في حضنه وتعلق بحباله المنبتة، أن الأمة اليوم قد تجاوزت خداع ومراوغة وتضليل أمريكا، وأدركت أن لا فرق بين كيان يهود وأمريكا، بل إن أمريكا هي عدوها الأصيل، وها هي الأمة يا أوباما تتحفز للتخلص من ربقة التبعية والأغلال التي ضربت عليها عبر أدواتكم الحكام، وإنها بإذن الله قاب قوسين أو أدنى من إقامة خلافتها واستعادة عزتها وحينها ستحاسبكم وتحاسب كبراءكم وأدواتكم وكل من أجرم بحق الإسلام والمسلمين حساباً عسيراً، ولن تغفر لكم ما اقترفتموه بحقها وبحق إسلامها، وستخلص العالم من شروركم التي ملأت الأرض.


20/3/2013