عقد شباب حزب التحرير في النصيرات محاضرة بعنوان: "تضحيات الأمة .. إلى أين؟"، وذلك في قاعة بلدية النصيرات وسط قطاع غزة.

وقد ركز المحاضر على أهمية التضحيات في حياة المسلمين واستشهد بتضحيات الرسول صلى الله عليه وسلم في طريقه لإقامة الدولة الإسلامية الأولى، وبيّن كيف أن التضحيات يجب أن تُوجه نحو الأهداف السامية وأن تكون ممتزجة بالوعي وبالالتزام بأحكام الإسلام حتى لا تضيع هدرًا أو يقطف ثمارها أعداء الأمة.

ثم ذكر المحاضر أمثلة من تضحيات المسلمين بعد هدم الخلافة، مثل إعلان "الشريف!" حسين الحرب على دولة الخلافة بمعونة بريطانيا، وكانت خسائر المسلمين 2,921,844 قتيل و 400,000 جريح، وكيف كانت بريطانيا تمنّيه بدولة عربية كبرى على أنقاض الخلافة ثم لفظته وقسمت البلاد الإسلامية...

ومثل تضحيات أهل فلسطين في انتفاضة عام 1987م، 1550 شهيد و 70 ألف جريح و 100 ألف معتقل، وكيف استغلت منظمة التحرير هذه التضحيات ووقعت اتفاقية أوسلو المشئومة..

ومثل تضحيات أهل الجزائر وكيف قدموا مليوناً ونصف مليون شهيد ثم لم تكن نتائج هذه التضحيات تصب في الغاية وهي التحرر من الاستعمار، فكان أن أعلن شارل ديغول عبر التلفزيون استقلال الجزائر وميلاد دولة جمهورية علمانية بمباركة فرنسية، مع بقاء النفوذ الاستعماري الفرنسي فيها...

ثم أتى على تضحيات المسلمين في بلاد الثورات، وكيف أن المستعمرين استطاعوا تجيير الأمور لصالحهم حتى الآن، فاستبدلوا عميلاً بعميل، وظالماً بظالم، وبقي نظام الكفر هو الحاكم، ثم أتى المحاضر على ذكر تضحيات أهل الشام وثباتهم ورفضهم للمذلة وكيف أن هذه التضحيات يجب أن تقود إلى خلافة على منهاج النبوة ترضي ربنا وتعز أمتنا.

واعتبر أن الوعي والتزام الشرع خير سلاح فعال في محاربة الكفار ومخططاتهم في التضليل وتعمد إخفاء بعض الأمور لئلا يهتدي الناس إلى الحقيقة، وأن الخطر الحقيقي هو السذج وسطحيو التفكير والمتواطئون مع الكافر ضد أمتهم، وهذا ما يجعل النتائج كارثية على أمة الإسلام والمسلمين.

ثم ذكر أن النصوص توجب بوضوح الاقتداء والتقيد بطريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم بحمل الدعوة لا نحيد عنها قِيْدَ شعرة، ولا نبتعد عنها تحقيقا لمصلحة ولا تهربا من شدة أو بطش ولا نتركها بحجة اختلاف العصر وتطور الحياة فهي الطريق القويم، والمحجة البيضاء، ولهذا فإن سيرة الرسول وكيفية حمله للدعوة هي الواجبة الإتباع، وهي المقياس لمعرفة الطريق القويم على هدى وبينة.{قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} ، وقال تعالى مخاطبا المؤمنين: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا} ، كما قال أيضا: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ} ، وقال: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}.

وفي نهاية المحاضرة كان المجال مفتوحًا للأسئلة والمداخلات التي كانت كلها تبين حرص المسلمين على الإسلام وحبهم لنصرة الإسلام والمسلمين.

 

16-4-2013م