بسم الله الرحمن الرحيم
  الخبر: تناقلت وﺳﺎﺋﻞ الإعلام الدانماركية الأسبوع الماضي خبراُ عن بحث أصدرتة نقابة جنود الجيش الدانماركي، عن تزايد واضح في معدلات الإنتحار في صفوف المحاربين العسكريين بعد عودتهم من الحرب في أفغانستان والعراق. وطبقًاً للأرقام التي تم الكشف عنها فإن 281 جندياً دانماركياً حاولوا الإنتحار بعد العودة من الحرب وقد قام 177 منهم بتكرار المحاولة.
التعليق: لقد تكررت هذه الصورة المزرية لجنود الإحتلال، فقد سبق وأن أجرت الحكومة البريطانية دراسة، شبيهة بالبحث الدانماركي، على جنود بريطانيين عادوا من العراق، أظهرت أنهم يعانون من أمراض نفسية وعقلية شتى. وأوضحت تلك الدراسة, التي أعدتها مؤسسة الرفاهية العسكرية للأمراض العقلية, "كومات سورس", أن أكثر من 1300 جندي من الجنود البريطانيين الذين عادوا من العراق خلال الفترة ما بين كانون الاول 2003 إلى ايلول 2005، يعانون من مشكلات نفسية وعقلية وحالات اكتئاب.
وتؤكد مصادر عدة أن ما يزيد عن 20% من الجنود الأميركيين العائدين من العراق مصابون بعوارض الإجهاد الناجمة عن الصدمة. وكشفت دراسة قام بها أطباء في الجيش الأميركي، أن ما يتراوح بين 15 و20% من القوات الأمريكية المحتلة المتواجدة في العراق يعانون من أمراض نفسية قد تدفعهم إلى الإنتحار، بسبب الحرب المستمرة. وحسب شبكة الأخبار المركزية سي.أن.أن فهناك خمسة من جنود القوات الأميركية يحاولون الانتحار يومياً. اما محطة "سي بي أس" الأمريكية فتقول في تقرير أذاعته في 15 تشرين الثاني 2007، بأن القوات المسلحة الأمريكية بعامة تعاني من "وباء الانتحار"، وأن عدد المنتحرين من الجنود العائدين إلى بيوتهم في عام 2005 بلغ ما يزيد عن 6256 خلال عام واحد، أي بمعدل 120 حالة انتحار أسبوعيا!
إن الإنتحار وحالات الإنهيار العصبي في صفوف جنود الإحتلال وتفاقم وهن جنود الغرب بشكل ملحوظ ما هو إلا نتيجة لثقافة الغرب المادية التي تفتقد القدرة لإعداد أمة لا تهاب القتال، على النقيض من الثقافة الإسلامية التي تجعل الجهاد سبيلاً للفردوس وللتقرب إلى الواحد الأعلى. إن ثقافة الغرب المادية لا توجد جيوشاً تطيق القتال وتبعات الحروب، بل على العكس تجعل الإنتحار مخرجاً لجنود الغرب من مستنقع العراق وأفغانستان، ومنفذاً من عبء لايحتملونة. لذلك فإن الاضطرابات النفسية التي يؤدي بعضها إلى الانتحار في صفوف المحتل إنما تعبر عن أزمة ثقافية بالدرجة الأولى.
يأتي هذا التقهقر والإنهيار في صفوف الإحتلال بالرغم من أن جنوده لا تُوَاجَهُ سوى بمقاومة تمتلك القليل من العدة والعتاد، فما بالكم لو وقف هؤلاء الجنود أمام جيوش الخلافة القادمة قريباً بإذنه تعالى!
 لقد عانى الغرب واجداده الصليبيون من قبل من الجهاد، اثناء سعيهم للسيطرة على بلاد المسلمين، ومن أجل ذلك هاهم اليوم يحاولون تشويه صورة الجهاد والمجاهدين، واصفين الجهاد بالوحشية والمجاهدين بالهمجيين، بغية تنفير المسلمين من الجهاد. لقد فشل الغرب في صرف المسلمين عن الجهاد وانقلب السحر عليه فازداد تمسك المسلمين بفريضة الجهاد واشتد شوقهم لقتال الكافر المحتل، وازداد في نفس الوقت الرعب والخوف في قلوب جنود الغرب وشعوبه الأمر الذي جعل شباب الغرب يعزف عن التطوع في الجيوش للتعويض عن اعداد الجرحى والقتلى في حروبهم الظالمة ضد المسلمين.
وفي الختام لا بد من التساؤل، هل كان لجنود من مثل هؤلاء ذوي النفوس المنهارة أن يحتلوا بلاد أمة تُمجد الجهاد والشهادة لولا تخاذل حكام المسلمين بل وتواطؤهم مع الاحتلال!؟ ولولا انصياع جيوش المسلمين لأوامر قيادات فاجرة عميلة!؟ فإلى متى تبقى جيوش المسلمين مربوطة إلى ثكناتها في حين يستحر القتل في إخوانهم حتى من قبل مَن ضُربت عليهم الذلةُ والمسكنةُ فاصبح لهم على المسلمين صولةٌ وجولة!
 في 24/03/2010م
 شادي فريجة
الممثل الإعلامي لـحزب التحرير- إسكندينافيا
   للمزيد من التفاصيل