في رواية بعنوان: (في بلاد الرجال) للكاتب الليبي هشام مطر، دارت فصولها حول ديكتاتورية نظام القذافي وقمعه لأهل ليبيا، ونحن هنا لا نتعرض للناحية الأدبية في الرواية ولا حتى للناحية الفكرية حيث تم تصوير الديمقراطية على أنها البديل الصالح للديكتاتورية وإنما نبين كيف أن حادثة إعدام عدو الله القذافي لثلة من خيرة شباب حزب التحرير في ليبيا تفرض نفسها فيعلق الكاتب جميل السحلوت مشكوراً على الرواية بكيف أن نظام القذافي أتت به بريطانيا وأنه بعد 9 سنوات من حكمه أقدم على جريمته الفظيعة بإعدام 13 عاملاً للإسلام من شباب حزب التحرير في شهر رمضان المبارك عام 1978م.
وقد كان هؤلاء الشباب من نذروا أنفسهم للدفاع عن دين الله تعالى وتطبيق الإسلام رغم الواقع السيئ الذي يفرض نفسه على تفكير الكثيرين، إلا أنهم حلقوا بفكرهم وبغايتهم إلى العلو الذي ارتضاه الإسلام و..فارتقوا إلى ربهم شهداء بمنزلة سيد الشهداء بإذن الله تعالى، فصاروا وقودًا للحركة وفازوا برضى ربهم الكريم.
يقول الكاتب حسب وكالة معًا: (واذكر ان نظام القذافي اعدم في اواخر عام 1978 اربعة عشر شاباً من شباب حزب التحرير، المعروف عنه انه لا يجيز استعمال العنف او الناحية المادية في دعوته. وسلاحه هو الفكر فقط، ومقارعة الحجة بالحجة. وهذا معلوم عن الحزب للقاصي والداني.
أعدموا المعلمين منهم في مدارسهم امام ابنائهم وطلابهم، حتى يلقوا الرعب في نفوس الناس جميعاً. اعدموهم وسط تصفيق المخابرات واعوانهم، ودموع ذويهم واحزانهم التي لم يستطيعوا الجهر بها.)
وكان المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين قد ذكر بعض التفاصيل عن حادثة إعدام هؤلاء الأبطال ""على هذه الوصلة"" نذكر أسماءهم هنا مرة أخرى تقديرًا بسيطًا لتضحياتهم النبيلة:
1.       ناصر سريس
2.       علي أحمد عوض الله
3.       بديع حسن بدر "من أهل فلسطين"
4.       نمر سالم عيسى
5.       عبد الله حمودة
6.       عبد الله المسلاتي
7.       الكردي
8.       صالح النوال
9.       ابن أخت (صالح النوال)
10.     محمد مهذب حفان
 وقد جرى إعدام هؤلاء في المدارس والجامعات، أمام الأساتذة والتلاميذ، وأمام أهليهم وأولادهم، وقد أنزل أحدهم وفيه بقية من رمق بعد إعدامه، فأعادوا تعليقه ثانية، ثم أنزلوه وربطوه بسيارة فأخذت تجره خلفها، على مشهد من أهله وأولاده، وعلى مشهد من الأساتذة والتلاميذ.
أما الثلاثة الآخرون وهم:
1.       الدكتور ماجد القدسي الدويك "من أهل فلسطين"
2.       محمد بيومي
3.       الفاقوري
 
 فقد قتلوا تعذيباً في المخابرات في طرابلس، قاتل الله الحكام الظلمة وأذنابهم.
وقد ذكر الدكتور فتحي الفاضلي على موقعه قصة إعدام أحد هؤلاء الأبطال وهو محمد مهذب حفاف، لا يملك المرء عند قراءتها إلا أن تنهال دموعه مهما حاول كبتها، فيقول تحت عنوان:شهيد المبادئ:
كان الشهيد قد اصطدم مع الرائد "بشير هوادي" والرائد "عمر المحيشي" عضوي مجلس قيادة الثورة، في الندوة التي عُرفت بـ"ندوة الفكر الثوري" التي عُقدت في مايو 1970م، كما اصطدم ايضا بمعمر. وكانت وجهة نظره في تلك الحوارات اكثر عمقا وموضوعية مما طرحه معمر، ومما طرحه عضوي مجلس قيادة الثورة، بل كانت وجهة نظره تنم على ذكاء وبعد نظر وفهم دقيق للساحة السياسية في ليبيا والعالم الاسلامي. وربما بدأ الحقد والحسد يدبان الى النفوس ضد الشهيد منذ تلك اللحظات.
........
اُعدم شهيدنا بعد عشر سنوات من الترهيب والاعتقال والترغيب، من اجل ان يتخلى عن مبادئه، لكن ايمان وعزم وإرادة الشهيد فاقت طموحات الطغاة وتصوراتهم، فلم يثن العذاب، ولم تثن الاغراءات والتهديدات من عزم "محمد"، ولم تحيده هو وزملائه عن مبادئهم قيد انملة او اقل، فضرب بذلك مثلاً رائعاً على الثبات على القيم والمبادىء التي امن بها وعاش من اجلها، ودفع حياته ثمناً لها.
ويضيف حول مواجهة الشهيد للقذافي :
والشهيد محمد حفاف كان في امكانه الخروج من السجن عندما عرض عليه بيع كرامته، ولكنه اختار طريق الشهداء والصالحين. ولعل بعضكم يذكر ذلك الموقف الذي يسجله التاريخ للشهيد حفاف، يوم ان وقف ناصباً عوده الرقيق، في عزة وكبرياء وشموخ، عندما هدده الطاغية معمر بانه سيبقيه في السجن مدى الحياة، فما كان من الشهيد الا ان ردد قائلا بقوة وصدق وايمان: "ان ذلك في حد ذاته فخر وشرف لي."(1) (وربما كان هذا الموقف هو الذي تحدث عنه الصديق في الفقرة السابقة، والذي تغيرت الاحكام بعده الى الاعدام). وقد كرم الاتحاد العام لطلبة ليبيا الشهيد، فنظم مؤتمره الطلابي الثالث الذي انعقد في ذي القعدة 1403هـ (اغسطس 1983م)، تحت اسم "مؤتمر الشهيد محمد مهذب حفاف.. من اجل غد افضل".
الله أكبر الله أكبر الله أكبر
لقراءة النص كاملاً: اضغط هنا
إن تضحيات الرجال الرجال لم تذهب هدرًا فها هي دعوة الخلافة تهزم كل فكر غير إسلامي وتخترق الحدود والسدود وتبلغ الآفاق وتهابها الملوك وتحاربها الدول الكبرى والصغرى ولم تستطع وقفها وهي مستمرة بإذن الله تعالى حتى تصل إلى هدفها وهي أن تعود الأمة الإسلامية خير أمة وتعود الدولة الإسلامية هي الدولة الأولى في العالم ويظهر الإسلام على العالم كله.
11/5/2010