نشرت المحللة الاستخباراتية مادلين كرون التي تعمل في "مدونة مكافحة الإرهاب" مقالا في 14-6-2010 في صحيفة "هفبوست بوليتكس" الاليكترونية تحت عنوان، حزب التحرير أمريكا يستخدم الإعلام الاجتماعي وهي تعني – "فيس بوك" و "تويتر".....الخ – للترويج لمؤتمره " بزوغ نظام عالمي".
وقالت أنّ حزب التحرير، الذي وصفته بالإسلامي المتطرف في أمريكا، سيُنظم مؤتمراً في شيكاغو بتاريخ 11/7 من أجل عمل زوبعة دعائية حول فضائل الدولة الإسلامية التي ستحكم بالإسلام المتشدد. وأنّ الحزب أطلق حملة إعلامية اجتماعية على شبكة الانترنت من أجل الترويج لهذا الحدث، معتبرة ذلك مثالاً على قدرة المتطرفين على نشر وعرض أيدلوجيتهم على الجماهير.
وأضافت الكاتبة بأنّ الحزب نظم مؤتمراً مشابهاً في العام الماضي خارج مدينة شيكاغو، وأنّ حملته الإعلامية للمؤتمر هذه السنة أكثر انتشاراً، وبناء على ذلك يتوقع الحزب حضوراً اكبر، فقد حجز صالة مساحتها 11000 قدم مربع في فندق شيكاغو ماريوت.
وأكدت على أنّ حزب التحرير في أمريكا جزء من التنظيم العالمي للحزب، والذي يعمل لبناء دولة إسلامية (الخلافة) في العالم الإسلامي. وفي حال قيام الدولة وبناء الجيش، ينوي الحزب نشر الإسلام في جميع باقي أنحاء العالم. وأنّ حزب التحرير يؤيد أعمال العنف ضد القوات الغربية في العالم الإسلامي، ويؤيد استئصال "إسرائيل"، لكنه لغاية الآن لا يستخدم العنف كطريقة للوصول إلى غايته.
وقالت أنّ هناك جزءاً أساسياً من إستراتيجية حزب التحرير في أمريكا وهي غرس الشعور بالغربة لدى المسلمين الأمريكيين، من أجل ثنيهم عن الانتماء لأمريكا وإفهامهم بأنهم جزء من الأمة الإسلامية. وأن الحزب في أمريكا يطلب من المسلمين بأن لا يذهبوا إلى الانتخابات، وأن لا يتأثروا بثقافة الكفار مع أن الحزب يسعى للانخراط اجتماعيا على شبكة الانترنت من أجل أن يحصل على الدعم.
وبينت الكاتبة، أنّ الإعلام الاجتماعي قد اشتهر أكثر من أي وقت مضى. فلم تعد الشبكة الاليكترونية عبارة عن مجموعة من اللوحات الإعلامية الجامدة التي يستخدمها المشهورون أو الشركات دون أن تسمح بالحوار. كما بينت كيف أنّ هذا النوع من الإعلام يعتبر طريقة للتعرف على الآخرين، وهو بالغ الأهمية لما له من تأثير على الدعاية السياسية وحملات التسويق.
وقالت: في 5/6 أطلق حزب التحرير- أمريكا حملته الدعائية لمؤتمره " بزوغ نظام عالمي" عن طريق فيديو على "اليو تيوب". يبشر الفيديو "ببزوغ عصر جديد" مع ظهور "خلافة في الأفق". حتى أنّه لم يفتها أن تتحدث عن الموسيقى المصاحبة للصورة التي استُخدمت في الدعاية ومدى تأثيرها على الجماهير، حتى أنّها ذكرت التقنية التي استعملت لعمل ذلك. وأضافت، بالتزامن مع إصدار الفيديو، فتح الحزب صفحة "فيس بوك" للترويج إلى المؤتمر، وهناك أكثر من 2000 من المؤيدين على الصفحة لغاية الآن، ويطلب من المسلمين أن يغيروا نظرتهم السياسية على صفحة "الفيس بوك" إلى "الخلافة الإسلامية"، ليكون ذلك دليلاً على دعمهم لأهداف الحزب في أمريكا.
وختمت الكاتبة قائلة: خلال العام المنصرم شاهدنا تطرف مواطنين أمريكيين إلى درجة تلبسهم بأعمال إرهابية. إلا أنّ حزب التحرير لم يكن مرتبطا بأي من هذه الأعمال، لكن أهدافه وأيدلوجيته تتفق مع العديد من المنظمات الإرهابية الإسلامية. إنّ الحزب يصور الولايات المتحدة وحلفاءها على أنهم شياطين، ويسعى لجعل المسلمين الأمريكيين يشعرون بالسخط تجاه بلدهم، ولا يشجب الأعمال الإرهابية بشكل تام، بل يضع اللوم على المجتمع الضحية الذي جلب العنف لنفسه.
وأضافت قائلة: الكيفية التي يصل فيها حزبٌ متطرفٌ إلى جماهيره تفسر كيف يبرز التطرف. ففي الوقت الذي ينشر فيه حزب التحرير في أمريكا دعوته لمؤتمره، فإنّه في نفس الوقت يكشف لجماهير جديدة عن أيدلوجيته وهدفه المتمثل في عزل المسلمين الأمريكيين عن باقي المجتمع الأمريكي. إنّ فكرة عزل المسلمين والسخط على أمريكا هي الخطوة الأولى على طريق التطرف، وهو نفس المسار الذي قد يؤدي في النهاية إلى الإرهاب.
انتهت الترجمة
كل من يتابع ردود أفعال السياسيين والمثقفين، والاستخبارات الغربية على نشاطات الحزب يلاحظ أنّهم يدركون ويعلمون علم اليقين أنّ الحزب لا يقوم بأية أعمال إرهابية، ولكنهم في الوقت ذاته يشعرون بخطر الحزب من خلال جديته في تقصد الوصول إلى الحكم والعمل على إيجاد الخلافة. ويغتاظون من تفاني الحزب في نشر فكرته والدعوة لها بكل الأساليب والوسائل المتاحة.
فيدفعهم حقدهم على الحزب وعدم قدرتهم على التوصل إلى طريقة لإيقاف الحزب، في ظل ما يدّعونه من الديمقراطية وحرية الرأي، يدفعهم ذلك إلى التخبط وتلفيق التهم له من مثل صلة الحزب بالإرهاب وأنه يشكل قاعدة لنشر التطرف. فصدق الله القائل }قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ }.
16-6-2010