كتب "رايان مورو" في مجلة " فرونت بيج" بتاريخ 30/6 مقالاً يحذر فيه من المؤتمر الذي ينوي حزب التحرير- أمريكا عقده في 11/7، تحت عنوان "مؤتمر للمتطرفين في شيكاغو". ومن الجدير بالذكر أنّ هذا الكاتب هو مؤسس موقع على شبكة الانترنت يُدعى التهديدات التي تحيط بالعالم، وهو يعمل مستشاراً للأمن القومي لشبكة العمل المسيحي، ومحللاً استخباراتياً في مجال الحرب غير النظامية ومراكز الاستخبارات.
 
يقول الكاتب في مقاله: حزب التحرير، حزبٌ إسلامي متطرف يعمل على توحيد العالم على أساس الشريعة الإسلامية، سيعقد مؤتمره السنوي الثاني في تاريخ 11/7 في فندق الماريوت في مدينة "اوكبروك"، عنوان المؤتمر "بزوغ نظام عالمي، كيف ستشكل الخلافة العالم". وقد اختار الحزب بلد الرئيس اوباما، رئيس العالم الحر ليواصل عمله المناهض للديمقراطية عن طريق استغلال الحرية التي يسعى للتغلب عليها.
 
قالت زينو باران، التي تعمل في معهد هدسون لمجلة فرونتبيج: "يستخدم حزب التحرير لغة الدين لجذب الشباب المسلمين التائهين إلى جانبه ويبذل جهوداً لإضعاف وضعضعة الديمقراطية الأمريكية. وأضافت باران قائلة: إنّ خطورة هذا المؤتمر تكمن في إضفاء الشرعية على حزب التحرير كحزب ذي اتجاه سائد، والسماح له بنشر رسالته المليئة بالكراهية التي تفرق بين المسلمين وغير المسلمين".
 
وأضاف الكاتب بأنّ حزب التحرير وُصف من قبل الدكتور زهدي جسار - القائد الإسلامي المعتدل حسب وصف الكاتب- "للمنتدى الإسلامي الأمريكي للديمقراطية" على أنّه "مصدّر للإرهاب". وأضاف، مع أنّ الحزب يُدين الإرهاب ولا يدعم العنف بشكل علني، إلا أنّ هناك العديد من أعضائه أصبحوا إرهابيين، مثل خالد شيخ محمد وأبو مصعب ألزرقاوي.
 
وزاد الكاتب قائلاً: يمكن أن يكون الحزب لا يتبنى نهج القاعدة، لكن غايتهم واحدة. فالمؤتمر الأول لحزب التحرير في الولايات المتحدة عُقد العام الماضي في شيكاغو، وكان عنوانه "سقوط الرأسمالية وصعود الإسلام"، حضره ما بين 500 إلى 600 شخص، دعا فيه أحد المتكلمين بشكل علني وصريح إلى التخلي عن الدستور الأمريكي واستبدال الأحكام الشريعة به.
 
وأضاف الكاتب قائلا: مع أنّ حزب التحرير أدان هجمات 11/9 مما سبب انتقاد القاعدة له، إلا أنّ هذا لا يجعل اتباعه معتدلين، لأنهم يدعمون الجهاد، ويمدحون الفلسطينيين الذين يقومون بالعمليات الانتحارية ويسمونهم شهداء، ويدعون إلى تدمير إسرائيل، ويدعمون الذين يقاتلون ضدّ الجنود الغربيين في البلاد الإسلامية. وادعى أنّه قد تم العثور على صور لقادة من الحزب يدعمون المقاتلين في كشمير والشيشان، بالإضافة إلى نشرات تدعو المسلمين لقتال قوات التحالف في العراق.
 
وأضاف، حزب التحرير لا يدعم الهجمات الإرهابية على أوروبا بشكل صريح وواضح، لكن مسئوليه الكبار في المملكة المتحدة رفضوا إدانة تفجيرات لندن في سنة 2005. وقال بأنّ أحد مسئولي الحزب في بريطانيا صرّح أنّه: "سيُدين ما حدث في لندن فقط عندما يتعهد القادة الغربيون بإدانة ما فعلوه في الفلوجة وفي أجزاء أخرى من العراق وفي أفغانستان"، وأشار الكاتب إلى كتاب لمسئول سابق في الحزب يقول فيه: "إما أن يتراجع قادة الدول الغربية عن كلامهم أو يُقتلوا". ويدّعي الكاتب أنّه يوجد على صفحة الحزب على "الفيسبوك" رابط يوصل إلى موعظة لأنور العولقي، الذي ينتمي إلى تنظيم القاعدة، والذي يُعتقد أنّ له علاقة بعملية "فورت هود" في تكساس والذي يخطط للقيام بعمليات أخرى.
 
ويقول أيضا أنّ القيود المفروضة على الحزب خارج الولايات المتحدة أقل من القيود داخل أمريكا. فمثلا في اندونيسيا، المكان الذي نظم فيه الحزب مؤتمرات حاشدة، يطالب الحزب الآن عن طريق المسيرات برجم وجلد أشخاص مشهورين يظهرون في أشرطة يمارسون فيها الجنس، ويطالب الحزب بتنظيم شبكة الانترنت لتكون على أساس الإسلام، ويدعو الحزب أهل القوة للإطاحة بجميع الأنظمة الحالية والاستبدال بها دولة تطبق الشريعة الإسلامية، بالإضافة إلى ذلك أشار الكاتب إلى صفحة على "الفيسبوك" للحزب في باكستان تدعو الجيش الباكستاني إلى توجيه الأسلحة النووية باتجاه إسرائيل، والإطاحة بالأنظمة، وتنصيب خليفة لإزالة الدولة اليهودية.
 
قالت "زينو باران" لمجلة "فرونتبيج" أنّ حزب التحرير لا يحتاج إلى دعم على مستوى كبير من أجل الترويج لأيدلوجيته، إنّه لا يحتاج إلى دعم جماهيري، إنّه يهدف إلى الحصول على الدعم من الناس المؤثرين في جالياتهم مثل الأطباء والمهندسين والسياسيين، وأضافت، "هناك الكثير من أفكار حزب التحرير أصبحت مع مرور الوقت أفكاراً إسلامية لها رواجها".
ويقول الكاتب أنّ هناك مخططاً من ثلاث مراحل لحزب التحرير للوصول إلى تطبيق الشريعة، الخطوة الأولى هي إنشاء فرع للحزب في البلد المُستهدف، ثم البدء ببذل جهود من أجل استقطاب أكبر عدد ممكن من المسلمين، وفي حال بناء قاعدة شعبية من المؤيدين، يبدؤون بالمطالبة بتطبيق الشريعة.
 
على النقيض من تنظيم القاعدة، حزب التحرير يتحرك بنجاح ويأخذ بعين الاعتبار نقاط ضعفه.
يقول الكاتب أنّ هناك مجلة للحزب يقول فيها: "لا يمكن القيام بفرض الجهاد من غير وجود آلة عسكرية منظمة، يجب على الدولة الإسلامية تشكيل جيش يكون قادراً على القيام بأعمال هجومية، الجيش هو جزء من كل، وهو ضروري لحمل رسالة الإسلام إلى العالم". ويضيف الكاتب، أنّه في عدد آخر للمجلة يقول الحزب: "يجب على المسلمين توحيد جميع الولايات الإسلامية لتمتد من أوروبا حتى الصين، وحين إذ لنر كيف يمكن للولايات المتحدة أن تتدخل في شؤوننا". ثم يعود الكاتب ليقول أنّ هدف حزب التحرير هو بناء دولة قابلة للتوسع لتصبح أقوى، حتى تستطيع أن تفتح بلدانا أخرى. ثم يستطرد قائلا: بسبب طريقة التفكير الواقعية هذه جاء قرار حزب التحرير عدم الترويج للعنف في الولايات المتحدة وكان كلامه وسلوكه المعتدل في الغرب.
 
وفي النهاية يأتي إلى خلاصة كلامه قائلا: إنّ حزب التحرير حزب مخضرم ومحنك، يسير في مراحل محددة ليحقق هدفه المنشود. إنّ مشاركة ما بين 400 إلى 500 مسلم في مؤتمرهم الأخير يُظهر أنهم يكسبون تأيد الجالية الإسلامية، أما فيما يتعلق بالكسب والتأثير فيبدو أنهم يقومون بعمل أفضل من تنظيم القاعدة، يجب أن يُدرك سكان "الينوي" أنّ مدينتهم شيكاغو تُستخدم كمنبر من قبل متطرفين مسلمين لتحقيق وبشكل فعّال ما لم يستطع أن يحققه تنظيم القاعدة. إنّهم في مقدمة المعركة لجلب أحكام الشريعة إلى الولايات المتحدة.
 
انتهت الترجمة
 
كعادة الاستخبارات في كتاباتهم المليئة بالكذب والتضليل والكراهية يحاول "رايان مورو" أن يوهم من يقرأ المقال أنّ حزب التحرير حزب إرهابي خطير وله ارتباطات مع أناس تعتبرهم أمريكا إرهابيين، ويحاول أن ينفر من الحزب عن طريق تنفيره من بعض الأحكام الشرعية. إنّ ما كتبه مورو وأمثاله خصوصاً عندما يحاولون ربط الحزب بما يسمى بالإرهاب لا أساس له من الصحة، ولا يستند إلى دليل، فلو كان لديهم دليل للاحقوه قضائياً، لكن المقصود من هذا الكذب والتضليل هو محاولة تخويف المسلمين من الحزب ومحاولة منع انعقاد المؤتمر عن طريق إيجاد رأي عام للضغط على الحزب وعلى الفندق الذي سيُعقد فيه المؤتمر، ومن غير المستبعد أن تكون هذه الأعمال بالوكالة عن الحكومة الأمريكية.
 
1/7/2010