التاريخ الهجري     26 من رمــضان 1431
التاريخ الميلادي     2010/09/05م
رقم الإصدار: ح.ت.س 47 
بيان صحفي
حرص أمريكا على الاستفتاء وفصل جنوب السودان
عبر الترغيب والترهيب.. يؤكد فداحة المؤامرة
ذكرت صحيفة الشرق الأوسط في عددها (11604) بتاريخ الأحد 26 رمضان 1431هـ الموافق 5 سبتمبر 2010م نقلاً عن الواشنطن بوست أن الرئيس الأمريكي أوباما سيعلن خلال الأسابيع القليلة المقبلة سياسة جديدة (عصا غليظة وجزرة كبيرة) تتمثل في: 1/ إعادة كاملة للعلاقات الدبلوماسية بين السودان وأمريكا. 2/ إعفاء السودان من ديونه الخارجية. 3/ صدور قرار من مجلس الأمن بتأجيل تنفيذ قرار محكمة الجنايات الدولية الخاص باعتقال الرئيس البشير لمدة عام.
هذا فيما يتعلق بالجزرة الكبيرة، أما العصا الغليظة فتتمثل في:
أ/ وضع كبار المسؤولين في حكومة البشير في قائمة الممنوعين من السفر. ب/ تجميد أموال مسؤولي الحكومة في البنوك العالمية. ج/ التشديد على منع القوات المسلحة السودانية من شراء أسلحة.
وأبانت الصحيفة أن هذه السياسية تأتي في غضون قلق واشنطن من السودان، لأن الاستعدادات للاستفتاء تسير في بطء غير عادي، والسؤال الذي يجب أن يجيب عليه الجميع هو، لماذا كل هذا الحرص من الإدارة الأمريكية على الاستفتاء وفصل جنوب السودان؟! ولماذا كل هذا الإغراء والترهيب؟! وهل تفعل أمريكا كل ذلك من أجل سواد عيون أهل السودان أو أهل جنوب السودان؟!
الإجابة واضحة لكل ذي بصر وبصيرة، ولكل عالم بأمور السياسة وألاعيب الغرب الكافر المستعمر تجاه بلاد المسلمين والسودان واحد منها. إنها سياسة الغرب القديمة الحديثة التي تسعى للسيطرة والهيمنة والنفوذ في بلاد ما يسمى بالعالم الثالث، ومنه العالم الإسلامي عبر شد الأطراف ثم بترها ليسهل بلعها وهضمها بعد إضعافها والسيطرة الكاملة على مقدراتها وثرواتها.
إن المطلوب من القوى السياسية بعامة ومن الحكومة بخاصة عدم الالتفات إلى الجزرة الأمريكية أو عصاها، والعودة والتمسك بحبل الله المتين، فإن حبال الغرب أوهن من خيط العنكبوت، فهم لا يستطيعون فعل شيء تجاه من يقف موقف العزة معتمداً على الله، ومستنداً إلى العقيدة الإسلامية. وإنما يستطيعون عندما يتملكنا الخوف، ونبتعد عن مصدر العزة، ونقدم التنازل تلو التنازل. فإن أهل السودان ليسوا كلاباً ضالة تخيفها عصا أمريكا أو أرانب داجنة تتهافت على جزرتها.
أما التخويف بالحرب حيال رفض تقسيم البلاد فإن أمريكا لن تحارب ولن تدعم الذين يحاربون لأنها جربت ذلك أكثر من عشرين عاماً تدعم التمرد دون أن تظفر بنائل، فوصلت إلى قناعة مفادها أن الجنوب لا يمكن فصله بالحرب، ولذلك جاءت بحيلة ما يسمى بالسلام الشامل وما هو بالسلام الشامل، وإنما هو الخراب الشامل والدمار الكامل، فليكن الجميع على قدر المسؤولية في الوقوف ضد المؤامرات الغربية وبخاصة الأمريكية، ومنع تفتيت البلاد، وتشريد العباد برفض كل الوصفات الغربية والأمريكية، والعودة إلى حل مشاكل البلاد عبر فكرة سياسية صادقة في معالجاتها، عادلة في حكمها بين الناس؛ مسلمين وغير مسلمين، وهي الفكرة الإسلامية عبر دولة الخلافة الراشدة، فيكون الفلاح في الدنيا والفوز والنجاة في الآخرة.
إبراهيم عثمان (أبو خليل)
الناطق الرسمي لحزب التحرير
في ولاية السودان
للمزيد من التفاصيل