التاريخ الهجري     22 من ربيع الاول 1432
التاريخ الميلادي     2011/02/25م
 
لا للتدخل الاستعماري الغربي في ليبيا!!
 
نقلت الأنباء أمس اتصالات وتصريحات من الساسة الغربيين في أمريكا وأوروبا تلمّح وتصرح باحتمال التدخل المباشر أو غير المباشر في ليبيا، كما لوحظ أن ماكينة الترويج والتسويق الإعلامية الغربية (البروباغندا) بدأت تمهد الأرضية للتدخل الغربي في ليبيا تحت ذرائع شتى؛ منها حماية أوروبا من خطر أفواج اللاجئين من ليبيا أو الحاجة الى ضمان إمدادات النفط أو بحجة إنقاذ الرعايا الغربيين، أو أخيراً بحجة حماية المدنيين في ليبيا.
 
إن التاريخ الإجرامي للدول الاستعمارية والمسودّ بصحائف من دماء وأشلاء ضحاياها في المستعمرات حيثما حلت؛ سابقا في أفريقيا وآسيا ومؤخرا في فلسطين وأفغانستان والعراق، ليشهد بكل وضوح أن هذه الدول لا تعرف في سياساتها أية قيمة إنسانية أو أخلاقية أو روحية، وأن الباعث الوحيد والهدف الوحيد الذي تعرفه هو خدمة مصالحها الاستعمارية مهما تطلبت من سفك للدماء حرباً، أو عبر أساليب التآمر سلماً من خلال السياسات الاقتصادية التي تتبعها في سبيل إشباع نهَم الطبقة الرأسمالية للمزيد من نهب الثروات والموارد الطبيعية في العالم. وقد رأى العالم كيف أن هذه الدول نفسها زوّدت صدام حسين بآلات القتل والدمار حين كان يخدم مصالحها فلم تبالِ بما ارتكبه من جرائم، أما حين اقتضت مصالحها خلقَ منطقة حظرٍ للطيران في شمال العراق قامت بكشف جرائمه لتجعل من شمال العراق مسمار جُحا لاستعماله لاحقاً للانقضاض على العراق في عام 2003. ومع أن أمريكا تضخ سنويا ملياراً ونصف المليار لنظام مبارك القمعي، كما أرسلت إليه السجناء لتعذيبهم ضمن تحقيقات (الـسي آي إيه)، إلا أن أوباما يريد من العالم أن يصدق كذبه المفضوح بأنه يقف إلى جانب حق الشعب المصري بتقرير المصير وينادي باحترام الحريات وحقوق الإنسان، ونسي أو تناسى أن نفاق أمريكا قد فُضح في زنازين غوانتانامو وأبي غريب وباغرام وقانا وغزة وجنين، وليس زملاؤه في باريس ولندن وروما بأفضل حالاً منه، خاصة وكلهم ما زالوا يسترون جرائم نظام سوريا المستمر منذ عام 1970 في حكم سوريا بقبضة ستالينية، لا بل "أسدية" مغلفة بالبعثية فاقت بشاعتها حكم ستالين سيء الذكر.
 
إن حزب التحرير، وقد آلى على نفسه أن يقود الأمة في معركتها لتتحرر من قبضة الاستعمار الغربي، يهمه أن يعلن التالي:
 
- إن أي تدخل أجنبي (غربي أو شرقي) في شؤون المسلمين، في ليبيا أو مصر أو تونس أو سواها، أمر مرفوض بالكلية جملة وتفصيلاً، ولا يمكن بحال تبريرُه أو تسويغه.
 
 
- إن السياسات الاستعمارية لدول الغرب الطامعة في بلادنا أصبحت مفضوحةً وممجوجة ولا تنطلي على أحد من بسطاء الناس، فضلا عن الواعين.
 
- إن على أصحاب الرأي في العالم الغربي أن يعوا خطورة ما يجرهم إليه قادتُه من سياسات استعمارية هي في واقعها استئناف للحملات الصليبية على الأمة الإسلامية، وأن يأخذوا على أيدي السفهاء من حكامهم قبل أن يوردوهم مواطن الهلاك في بلاد المسلمين، كما فعلوا ويفعلون في أفغانستان والعراق وفلسطين.
 
- إننا نهيب بالأمة شرقاً وغرباً، خاصة في ليبيا وتونس ومصر، أن تحذَر كلَّ الحذر من رُسُل الاستعمار، مهما كانت مسمياتهم من سفراء ومبعوثين، وأن تعمل على طردهم ومنع التواصل معهم وكشف عملائهم؛ فإن هؤلاء القوم لا شغل لهم إلا التآمر علينا والحيلولة دون عودتنا وحدةً واحدةً تحت راية واحدة في ظل عدلٍ أسّس له خيرُ الخلق محمدٌ عليه وآله أفضل صلاة وأتم تسليم.
 
- على الأمة الإسلامية أن تدرك أنّ معركتها واحدةٌ في ليبيا ومصر وتونس واليمن والعراق وأفغانستان؛ ألا وهي التحرر من قبضة الاستعمار الغربي، وأدواته المحلية، واستئناف الحياة الإسلامية بإقامة الخلافة التي بشّر بها النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم.
 
{وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ}
 
عثمان بخاش
مدير المكتب الإعلامي المركزي
لحزب التحرير
  للمزيد من التفاصيل