بسم الله الرحمن الرحيم
لقد انكسر حاجز الخوف، فانضمّوا إلى نهضات الأمة الإسلامية
مترجم
منذ شهور عدة تتحرك في بعض البلاد الإسلامية مثل تونس ومصر واليمن والبحرين وليبيا وسوريا والجزائر والمغرب وغيرِها تظاهُراتٌ الأمة الإسلامية ضد الحكام الظالمين. وهؤلاء الحكام يتحكـَّمون بالأمة المظلومة منذ عشرين وثلاثين وحتى أربعين سنة بالقوة، ويمتصون دماءها، ويطبقون القوانين الجائرة المفروضة من قبل أسيادهم الكفرة، وينهبون ثرواتها مع أسيادهم، وينتهكون أعراضها وحقوقها العادية الإنسانية، ويُحَقـِّرون دينها ومقدساتها. وخلاصة القول، قد بلغ طغيان فراعنة هذا العصر أوجه وجاوز جميع الحدود. فانكسر كأس الصبر عند الأمة، وخرج الناس إلى الشوارع بحيث لم يستطع أحد ولا شىء أن يصدّها عن طريقها، سواء قوى الأمن ودوائر القوة، أو مكر الدول المستعمرة الغربية وحيلها. إن الأمة المظلومة نسيت الخوف وأتت إلى قرار جازم أنها لا ترجع من الميدان إلى بيتها حتى تسقط الحكام الظالمين. إن قيام الأمة يُنبئ عن انتهاء عمر الحكام الظالمين وزمن الظلم. وقد بشر رسول الله صلى الله عليه وسلم: «... ثُمَّ تَكُونُ مُلْكاً جَبْرِيَّةً، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا». والحكام الظالمون مثل ابن على وحسنى مبارك نـُبـِذوا إلى مساوئ التاريخ واحدا تلو آخر. ولم يـُظهـِر لهم أسيادهم الكفرة أي اهتمام وتركوهم في مصيرهم الأسود! وزملاؤهم في البلاد الإسلامية الذين تسلطوا بالقوة على أعناق الأمة سينتظرهم هذا المصير نفسه آن لهم أيضا أيامهم السوداء. وبإذن الله سبحانه بدأت مرحلة بشرنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثُمَّ تَكُونُ خِـلَافَـةً عَلَى مِنْهَـاجِ النُّـبُـوَّةِ».
إن طاجيكستان وسائر البلاد في آسيا الوسطى جزء من البلاد الإسلامية وإن أهلها جزء من الأمة الإسلامية لاينفصل. وفي هذه البلاد أيضا يجور الحكام المتسلطون على الناس منذ عقود. وقد بلغ هذا الظلم في الآونة الأخيرة إلى درجة لم ترها عين ولم تسمعها أذن. والحكومة المجرمة الطاجيكية برئاسة رئيسها الدكتاتور إمام علي رحمان قد جاوزت الحدود في الظلم والطغيان. لقد انحط مستوى العيش في الناس إلى أسفل مستوى في كل المجالات وعم الفقر جميع الساحات، أصبح الحصول على لقمة العيش همّاً أساسيا للناس، وانـْتـُهك الدين والمقدسات، حتى أصبح القيام بالعبادات العادية والتقاليد الدينية وتـَعَلـُّم الدين والمظاهر الإسلامية مثل اللباس الشرعي واللحية، أصبحت هذه الأمور "جريمة" يـُوْصَم مرتكبوها بـ"الإرهاب" و"التطرف"!
في هذه البلاد تنعم الشريحة الحاكمة فقط على حساب الناس، وكل ما يهم هذه الشريحة هو المحافظة على سيطرتها القلقة والإكثار من ثرواتها وأرصدتها في بنوك أوربا وأميريكا. وهؤلاء المجرمون لا يستنكفون عن أيَّة وسيلة للوصول إلى غايتهم الخبيثة. فأصبحوا عبيداً حقيقيين لأسيادهم الكفرة، فيتسابقون في تنفيذ أوامرهم ومخططاتهم ضد الأمة الإسلامية. لأنهم يحسبون أسيادهم ضماناً لبقاء سلطانهم وثرواتهم. ولكنهم في غفلة من أنه بقيت لسيطرتهم أيام معدودة، وهم يخدعون أنفسهم بخيالات. إذ المسلمون في طاجيكستان قد سئموا من جورهم وامتلأ كأس صبرهم. ووصلت طاقة المعارضة من أهل البلاد إلى درجة الانفجار. إن المجتمع الطاجيكي وإن بدا ساكناً فإن هذا السكون هو السكون الذي يسبق العاصفة، الذى سيسحب الدكتاتور الطاغي وثلته المجرمة إلى الفناء. وبما أن المسلمين في طاجيكستان جزء من الأمة الإسلامية فلن يتخلفوا بإذن الله عن مجرى نهضة الأمة الإسلامية وعودتها إلى قيمها الإسلامية والتى قد بدأت. وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم وحدة هذه الأمة بهذه الكلمات: «مَثَلُ الْـمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ». إن السرور والحزن والأفكار والمشاعر في هذه الأمة واحد. ومجرى النهضة لهذه الأمة التى قد بدأت سيعم اليوم أو غداً جميع أجزائها. وإخواننا وأخواتنا في هذه البلاد لا يرجعون إلى بيوتهم منذ شهور بغض النظر عن أعمال الطاغين واستشهاد الآلاف. ويرتفع في جميع الميادين شعار واحد فقط: "الشعب يريد إسقاط النظام". فلا شك أن طوفان ثورات الأمة سيصل إلى بلادنا المظلومة أيضا!
إن حزب التحرير في طاجيكستان منذ أول يوم بدأ فيه بفضل الله وكرمه نشاطـَه لم يصمت لحظة على حال الأمة وهذا الظلم والاستبداد، جميع المسلمين في البلاد شهداء على ذلك ويعلمونه. وقد قضى ما يزيد عن ثلاثمئة من شبابه مدداً طويلة في سجون الظالمين قبل أن يخرجوا، ويوجد الآن ما يقرب من ثلاثمئة شاب آخر وراء الأسلاك الشائكة لهذا الدكتاتور الطاغي. وبعضهم أعيدَ للسجن مرة أخرى بعد أن قضى فيه من قبل مدداً طويلة، وحتى نساء هذه الثلة المخلصة يواجهن التعذيب الشديد ويسجنَّ مدداً طويلة. وهذه كلها أمثلة واضحة لما نقول.
نحن نثق في أن المسلمين في طاجيكستان يدركون اليوم نشاطات حزب التحرير لتحرير الأمة الإسلامية من ظلم الظالمين واستعمار الدول الكافرة أكثر من كل وقت، فقد ظهر الصبح لذي عينين، وانكشفت سوءات الحكام الظالمين، ومنهم الحكام في طاجيكستان، ووصلت الأمة نسائمُ كونهم أحراراً. وقد حانت الفرصة لمسلمى طاجيكستان لكى يتأثروا بثورات إخوانهم ويعملوا مع حزب التحرير ويشدوا هممهم لإسقاط الأنظمة الفاسدة وإقامة دولة الخلافة الراشدة.
أيها الظالمون! اعلموا وانتبهوا أن أيامكم بقيت معدودة، وينتظركم مصير ابن على تونس ومبارك مصر وقذافي ليبيا! إن الأمة المظلومة ستنتقم منكم بإذن الله نقمة تستحقونها، وعندئذ لن تـَنصركم الثروة ولا المناصب ولا قوى الأمن الخاصة، بل حتى أسيادكم الكفرة سيلفظونكم! اعلموا أن مزبلة التاريخ في انتظاركم. وفضلا عن ذلك، سينتظركم العذاب الأليم عند الله!
أيها المسلمون في طاجيكستان!
إن أبا بكر وعمر وعثمان وعلياً وعمر بن عبد العزيز وخالداً وصلاح الدين والمعتصم، الذين كانت قلوب الأعداء تمتلئ خوفاً من سماع أسمائهم هم من أجدادكم. اعلموا أنكم أحفاد هؤلاء الرجال العظماء. لقد آن الأوان ألا تخافوا ظلم العبد الفاسق وانتهجوا طريق أفضل الجهاد. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَلاَ إِنَّ أَفْضَلَ الْجِهَادِ كَلِمَةُ حَقٍّ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائِرٍ». ولا تخشوا إلا الله سبحانه. يقول تعالى:
{أتخشونهم فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين}
وإنا نخاطب العلماء بخطاب خاص، لأن الله عز وجل يقول:
{إنما يخشى الله من عباده العلماء}
ويقول النبى صلى الله عليه وسلم: «الْعُلَمَاءُ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ»، أي إن العلماء ورثة الأنبياء في قول الحق ومحاسبة الحكام وقيادة الأمة إلى الخير. فالعلماء إذن هم أكثر المسلمين مسؤولية وعبئا عند الله. لذا لهم أجر عظيم. نعم، إن العلماء تكون لهم هذه المنزلة إذا هم عملوا بأوامر الله ورسوله وقادوا الأمة في محاسبة الحكام الظالمين، والخروج على الظلم، وإلا فليسوا مستحقين منزلة العلماء، بل يلاقون الحساب والعذاب الشديدين عند الله. أعاذنا الله من ذلك!
أيها المسلمون، أيها العلماء، ويا أولى الألباب!
إن حزب التحرير يدعوكم إلى أن ترفعوا معه صوت الإنكار ضد الحكام الظالمين والأنظمة الرأسمالية الفاسدة، سواءٌ أكان اسمها ديكتاتورية أم ديمقراطية، فكلها ظالمة، وتصدعوا في المساجد والشوارع بالتكبير والدعاء والمسيرات، وتـُعلنوا تكافلكم مع إخوانكم المسلمين في مصر وتونس واليمن والبحرين وسوريا وليبيا، وأن تـَسْعَوْا كجزء من الأمة الإسلامية لا ينفصل، مع مسلمي البلاد الإسلامية الأخرى لإسقاط الأنظمة الظالمة وإقامة الدولة الإسلامية الواحدة - الخلافة الراشدة، ونصب خليفة عادل يحمى المسلمين ويدافع عنهم. هذا أمر فرضه الله سبحانه عليكم، وتستحقون أجرا عظيما بأدائه. كما يُخلّصكم هذا الأمر من الظلم ويوصلكم إلى سعادة الدنيا والآخرة. فإن لم تفعلوا أصابكم العذاب الأليم لتساهلكم وتفريطكم به. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كَلاّ، وَاللهِ، لَتَأْمُرُنَّ بِالـْمَعْرُوفِ وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ الْـمُنْكَرِ، وَلَتَأْخُذُنَّ عَلَى يِدِ الظَّالِمِ، وَلَتَأْطُرُنَّهُ عَلَى الْحَقِّ أَطْرًا أَوْ تَقْصُرُنَّهُ عَلَى الْحَقِّ قَصْرًا».
إن حزب التحرير يدعوكم إلى هذا الأمر وهو يثق بقرب وعد الله وبشرى النبي صلى الله عليه وسلم.
{وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض}
«ثُمَّ تَكُونُ خِـلَافَـةً عَلَى مِنْهَـاجِ النُّـبُـوَّةِ».
فأجيبوا دعوته، تنالوا سعادة الدنيا والآخرة.
28 من جمادى الثانية 1432
الموافق 2011/05/31م
حزب التحرير
طاجيكستان
للمزيد من التفاصيل