التاريخ الهجري   19 من ذي الحجة 1432

التاريخ الميلادي   2011/11/15م

رقم الإصدار:أفغ.12-1432

بيان صحفي

اللويا جيرغا لا تستطيع استعمال الشورى أداة لجعل الحرام حلالاً

"مترجم"

خلال عشرة أعوام من الديمقراطية المثخنة بالدماء عقدت عدة لويا جيرغات تحت شعار حكم الشعب ولكن الدافع الوحيد لها هو إعطاء الشرعية لاحتلال القوات الأمريكية وقوات الناتو لا غير. وفي الأربعاء القادم ستعقد مرة أخرى لإعطاء الصلاحية الكاملة للكفار من خلال الاتفاقية الإستراتيجية حيث سيعرض مشروع قرار من هذا القبيل على اللويا جيرغا. وإزاء ذلك على الشعب في أفغانستان أن يلتفت إلى النقاط التالية بناء على السياسة الإسلامية:

1. الجيرغا هي عرف أفغاني بدأ تاريخياً في زمن كانيشكا، ما يدل على أنه ليس نابعاً من الإسلام بل هو استمرار لعرف جاهلي.

 2. لا يجوز مقارنة الجيرغا بالشورى لأن حكم الشورى محصور في أخذ الرأي فيما تمارس الجيرغا من سياسات وتتخذ قرارات مبنية على غير ما أنزل الله. فدور الجيرغا تحت مظلة الاستعمار كان يتمثل في البحث عن طرق لعقد سلام مع المحتلين وإعطاء شرعية للاحتلال. أما حكم الشورى في الإسلام فيقتضي وجود كيان استشاري يقدم النصيحة للخليفة والخليفة يتخذ قرارات تبعاً لما أنزل الله.

 3. لا أحد يملك تغيير حكم الله، ولا يجوز أن يعتمد رأي الأغلبية لإدخال تعديلات على الشرع. ولكن اللويا جيرغا تستخدم الشورى أداة من أجل جعل الحلال حراماً والحرام حلالاً، فهي اللويا جيرغا ذاتها التي فضلت الحكم والقانون حسب النموذج الأمريكي وساعدت المحتل ليحكم قبضته على أفغانستان وهي تحاول الآن إضفاء الشرعية على اتفاقية إستراتيجية مع الصليبيين ذاتهم.

4. مما يدعو للسخرية أن بعض الجماعات الإسلامية ترى أنه ينبغي استعمال اللويا جيرغا كمنبر لمنع انعقاد الاتفاقية الاستراتيجية، وذلك بالتصويت داخل اللويا جيرغا ضد الاتفاقية الاستراتيجية. ولكنهم لم ينتبهوا إلى أن اللويا جيرغا نفسها مؤسسة غير إسلامية. لقد نسي هؤلاء الإخوة أن المشاركة في مؤسسة لا تحتكم لما أنزل الله حرام أيضاً. أليس من الصواب البقاء بعيداً عنها والكفاح في سبيل إيجاد رأي عام ضدها ببيان حقيقتها وكونها مؤسسة جاهلية؟

 

5. في السنوات العشر الماضية ثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن السفارات الأجنبية ومن خلال اللويا جيرغا وتحت شعار "اختيار الشعب" أثرت على نحو قوي على مجريات الأمور عن طريق تقديم الرشاوى وغيرها. ونتيجة لذلك يتم تدمير الشعب الأفغاني يومياً، فعاداتنا الإسلامية، وأمهاتنا وأخواتنا وأولادنا وبناتنا يواجهون نقمة هذه القوات المتوحشة. ولا يقتصر الأمر على ذلك بل هم يمتصون ثرواتنا ويدخلون الأفكار غير الإسلامية بطرق متعددة في مجتمعنا.

6. لا يجوز مطلقاً عقد اتفاقية سلام أو اتفاقية إستراتيجية مع المعتدي. فالقرآن ينطق بوضوح: "ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلاً" وكذلك تحرم الاستعانة بالكفار وجيوشهم حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تستضيئوا بنار المشركين" والنار كناية عن الحرب. وفوق ذلك فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا فإنا لا نستعين بمشرك" وقال أيضاً: "أنا بريء من كل مسلم قاتل مع مشرك"، فكل هذه الأحاديث من النبي صلى الله عليه وسلم تدل على أن إقرار أية معاهدة دائمة كاتفاقية إستراتيجية مع الكفار حرام قطعاً. ولذلك فإنه يحرم القيام بالجيرغا أو التشاور حول أمر حُرمتُه بيّنة.

7. لقد أعطانا الله منهجاً كاملاً للحياة وهو الإسلام وبين لنا أدلة التشريع التي تستنبط منها الأحكام وهي الكتاب والسنة والإجماع والقياس، وليس رأي الأغلبية. يقول الله سبحانه: "ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمؤمنين".\

أيها الشعب المجاهد في أفغانستان، إنكم لن تنعموا أبداً بالسلام والرفاه بناء على الخطط الشريرة للأمريكان والناتو. ومثل هذه اللويا جيرغا وسائر المشاريع الأمريكية لن تعطي الشرعية للاتفاقية الإستراتيجية المحرمة. إن مسلمي أفغانستان وسائر المسلمين في العالم يستطيعون حل مشاكلهم فقط من خلال تطبيق الإسلام كاملاً وهذا لا يكون إلا بإعادة الدولة الإسلامية الموحدة "الخلافة" التي ستطبق الإسلام في الداخل وتحمله للعالم بالدعوة والجهاد وتحرر الأقطار الإسلامية المحتلة كلها.

 المكتب الإعلامي لحزب التحرير

أفغانستان

للمزيد من التفاصيل