التاريخ الهجري   07 من صـفر 1433

التاريخ الميلادي   2012/01/01م

رقم الإصدار:ح.ت.س 01

بيان صحفي

الانعتاقُ من هيمنة الغرب الكافر يكون برفع راية العُقاب

لنعود أمةً واحدة في دولةٍ واحدة

أعلن مجلس الوزراء أن اليوم الأحد 01 كانون الثاني/يناير 2012م عطلة رسمية بمناسبة الذكرى الـ 56 للاستقلال، ورفع علم السودان وإنزال علم المستعمر، وأقامت الدولة الاحتفالات والمهرجانات ابتهاجاً بهذه المناسبة.

إن الدول المؤثرة في حلبة الصراع الدولي في منتصف القرن الماضي؛ وبخاصة الاتحاد السوفيتي (سابقاً) وأمريكا هي من روج لفكرة استقلال الشعوب من الاستعمار، تريد بذلك إخراج الاستعمار القديم (بريطانيا وفرنسا) وإحلال الاستعمار الجديد بقيادة أمريكا في أماكن نفوذ الاستعمار القديم، فزيّنوا فكرة الاستقلال بأنها تعني الانعتاق من هيمنة الاستعمار، وكانوا يقصدون الاستعمار العسكري والنفوذ السياسي لتلك الدول، غير أن الانعتاق يجب أن يكون من هيمنة المستعمر العسكرية والاقتصادية والسياسية والفكرية، وهذا ما لم يحدث في بلادنا هذه ولا في غيرها من بلاد المسلمين، والذي حدث هو فقط خروج الجيش البريطاني وبقيت عناصر الهيمنة الأخرى؛ الاقتصادية والسياسية والفكرية؛ وهي أخطر أنواع الاستعمار. لذلك فإن تسمية خروج الجيوش فقط من البلاد استقلالاً إنما هو نوع من التضليل، بل إن الهيمنة العسكرية عادت مرة أخرى بعشرات الآلاف من الجنود في دارفور وجنوب كردفان وأبيي وغيرها، في حين أن جيش الاستعمار الإنجليزي الذي خرج لم يتعدّ تعداده الستة آلاف.

إن فكرة الاستقلال هي فكرة سياسية ماكرة، قصد منها تركيز تقسيم بلاد المسلمين إلى دويلات وطنية هزيلة، عميلة للغرب الكافر المستعمر، وهذا ما تم في1956/01/01م بفصل السودان عن مصر باسم حق تقرير المصير؛ الأمر الذي تكرر مرة أخرى بفصل جنوب السودان عن شماله عام 2011م ولا تزال المؤامرة لتفتيت السودان سائرة على قدم وساق وفق المخطط الغربي.

أيها المسلمون: إن الانعتاق الحقيقي من نفوذ المستعمر ليس باستبدال علم السودان بعلم المستعمر، كما يظن البسطاء من الناس، فكلها أعلام لا تمتّ إلى الأمة الإسلامية ومشروع نهضتها الحضارية بصلة، وهو لا يعني كذلك أن يكون لنا كيان دولة وطنية لا هوية لها تحمل بذور فنائها؛ من جهويات وقبليات توردها موارد الاضمحلال والتقزيم والاصطراع المستمر، بل يكون برفع راية الإسلام؛ راية العُقاب؛ راية رسول الله صلى الله عليه وسلم عالية خفاقة لضرب الحدود الوهمية للدول الوطنية القائمة في بلاد المسلمين، وإعادة لحمتها في دولة مبدئية عالمية واحدة هي دولة الخلافة الراشدة؛ التي تقضي على نفوذ الغرب الكافر الفكري والسياسي والاقتصادي والعسكري، بل وأكثر من ذلك تباشر حمل الإسلام رسالة هدى ونور إلى العالم بالدعوة والجهاد لإخراج الناس من ظلمات الرأسمالية وجورها، إلى نور الإسلام وعدله ورحمته كما فعلت ذلك من قبل.

 ( وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ )

إبراهيم عثمان (أبو خليل)

الناطق الرسمي لحزب التحرير

في ولاية السودان

للمزيد من التفاصيل