التاريخ الهجري   27 من شوال 1433                                                           رقم الإصدار:1433هـ/23

      التاريخ الميلادي   2012/09/14م

 

واخليفتاه: أوغاد أمريكا يتطاولون على رسول الله صلى الله عليه وسلم

وحكام المسلمين لا يجرؤون حتى على قطع العلاقات مع راعية أولئك الأوغاد!

 

هكذا وبكل سهولة يتطاول أرذل خلق الله، وأبهت قوم على خير من طلعت عليه الشمس، نبي هذه الأمة، رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم!، فيشترك نفر قبطي في أمريكا، منبوذ حتى من الأقباط أنفسهم، مع القس الأمريكي الحاقد على الإسلام ونبيه وأهله "تيري جونز"، مجرمِ حرقِ نسخٍ من القرآن الكريم في نيسان الماضي...، اشتركوا وبتمويلٍ من مئة مانح يهودي وغيرهم من الحاقدين، وبرعاية قانونية من نظام أمريكا جزار المسلمين في العراق وأفغانستان، اشترك كل هؤلاء في إنتاج فيلم سينمائي إجرامي طافح بالافتراءات والتعدي والتطاول على النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم ( كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا).

أيها المسلمون:

ليست هذه هي المرة الأولى التي يتطاول فيها أعداء الإسلام من الأوروبيين والأمريكان على مقدسات المسلمين، بل إن دول الكفر قاطبة لا توفر فرصة في التعدي والاعتداء على هذه الأمة ومقدساتها، إنها من حقدها على الإسلام وبغضها لله ولرسوله ولحملة رسالته تفتح الباب، بل المنابر، تحت مسميات متعددة، وبشكل قانوني معلن ومخفي، للحاقدين على الإسلام للتعدي عليه وعلى كل ما له علاقة به. إنهم في حرب حقيقية مستمرة ضد رب العالمين، ضد القرآن الكريم، ضد العقيدة الإسلامية، ضد نبي هذه الأمة صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم. ( إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ).

إنهم العدو فاحذروهم... فها هم يحتلون البلاد ، ويسفكون الدماء الطاهرة الزكية، وينهبون الثروات، ويشعلون الفتن والفرقة بين المسلمين لإضعافهم والتمكن منهم، ويتعدون على حبيبنا خير البرية صلى الله عليه وآله وسلم، ويحرقون نسخاً من كتاب الله، القرآن الكريم، وصدق الله القوي العزيز حيث قال فيهم: ( قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ ‏مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ )، وكذلك قال العلي القدير: ( يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ )، ومن أصدق من الله حديثا؟!.

أيها المسلمون:

ما كان يمكن أن يحلَّ بالمسلمين ما هم فيه من مصائب وهوان... وما كان لأعداء الله أن يتطاولوا على نبي هذه الأمة صلى الله عليه وآله وسلم لو كانت هناك دولة خلافة ، فدولة الخلافة هي الحامية لبيضة الإسلام والمسلمين، هي الدرع الواقي والحصن الحصين... وكأن التاريخ يعيد نفسه ولكن بطريقة أخرى، فقد حدث في أواخر القرن التاسع عشر 1890م أن قدم الكاتب الفرنسي "ماركي دي بوريز" مسرحية لتعرض على مسرح الكوميدي فرانسيز، وقد كان فيها شيء من إساءة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأرسل خليفة المسلمين عبد الحميد إلى فرنسا بمنع عرض المسرحية، ليس فقط على مسرح فرانسيز، بل على كل المسارح الموجودة في فرنسا، فاستجابت فرنسا واتخذت قراراً بذلك، وأرسلت للسلطان رسالة جاء فيها: "نحن على ثقة بأن هذا القرار الذي اتخذناه تلبية لرغبات حضرة السلطان سيعزز بيننا العلاقات القلبية..."، ولما حاول كاتب المسرحية أن يعرضها في إنجلترا وبدأ الإعداد بعرض المسرحية على مسرح اللسيوم الشهير علم السلطان فأرسل بمنعها، فمُنعت، واعتذرت بريطانيا التي كانت عظمى آنذاك عن الإعدادات التي تمت لعرض المسرحية... حتى قبل عرضها!

أيها المسلمون:

إن الرائد لا يكذب أهله، وإن حزب التحرير يحذركم وينذركم:

إن الغرب يعلنها حرباً صليبية مراراً وتكراراً وعند كل فرصة، حرباً على الإسلام وأهله، فكونوا من أنصار هذا الدين ونبيه وأمته، واعلموا أن هذا الأمر لا يصلح إلا بما صلح به أوله، خلافة راشدة على منهاج النبوة، فاعملوا مع حزب التحرير لإقامة الخلافة التي ستُنسي كل من يحاول الاعتداء على هذه الأمة أو أي من مقدساتها وساوس الشيطان...

أما إن تقاعستم عن إيجاد الخليفة الذي يُتقى به ويقاتل من ورائه، فإن هذا التطاول على الإسلام ومقدسات المسلمين سيستمر في طريق طويل، تهتز مشاعركم تجاهه ساعات أو أياماً، ثم يذهب الاهتزاز، ويعود الهدوء... ومن ثم يستأنف أعداء الله ورسوله عداونهم على الإسلام والمسلمين، فاعتبروا يا أولي الأبصار!

(إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ)

 

عثمان بخاش

مدير المكتب الإعلامي المركزي

 لحزب التحرير

 للمزيد من التفاصيل