بسم الله الرحمن الرحيم

السلطة في لبنان تتمادى في طغيانها تجاه رعيتها

ما يبشّر بقرب سقوطها لتجري عليها سنة الله فيمن سبق من طغاة المنطقة

دخلت مجموعة مسلحة ترتدي زيًّا مدنيًّا يوم الجمعة الفائت مدينة عرسال البقاعية وأقدمت على قتل الشاب خالد الحميد أمام منزله وهو متوجه لأداء صلاة الجمعة، حيث أطلقت المجموعة النار عليه (43 طلقة نارية) حتى أجهزت عليه ثم حملت جثته إلى خارج المدينة باتجاه جرود عرسال. ثم قيل لاحقًا إن المجموعة المسلحة تابعة لجهاز مخابرات الجيش.

لم يعد خافياً على أحد أن فريقًا من المسلمين في لبنان وبخاصة أهل النجدة والنخوة منهم أنصار ثورة الشام مستهدفون من حلفاء النظام الأسدي داخل لبنان وخارجه، وبتعبير أدق: هو استهداف خارجي بأدوات محلية. وهذا الاستهداف يتّخذ أشكالاً عدة، من حملات إعلامية مكثفة تصر على تشويه صورتهم وتبرير قمعهم وضربهم، ولا تخلو هذه الحملات المغرضة من دوافع طائفية بغيضة، وليس بعيدا عن ذلك تصريحات وزراء حكومة الممانعة المستمرة لاضطهاد ما يسمى بالنازحين في لبنان ليس لشيء إلا لأنهم من المسلمين. ولا يقتصر هذا الاستهداف على الدعاية المغرضة، بل يشمل أشكالاً أشد حدة وخطورة، من مضايقات أمنية وملاحقات ومحاكمات بل واغتيالات لأفراد ومحاولات اغتيال لبلدات ومدن لا لشيء سوى أنها آوت المستضعفين من أهل الشام ونصرتهم. وحين كان يجد النظام السفاح تلكؤًا من شبيحته في لبنان، كان يتولى الحملات الإعلامية بنفسه وعبر ممثله في الأمم المتحدة، بل كان يلجأ إلى بعض شبيحته المحليين لتنفيذ خطط تفجير إجرامية كبيرة تهدد أمن الناس وتزعزع استقرار البلد. وعلى الرغم من كل الأدلة القاطعة التي تثبت مكر طاغية الشام وكيده بأهل لبنان من المسلمين وغيرهم، فإن السلطة فيه لم تتخذ أي إجراء سياسي أو أمني تجاه هذا النظام المجرم، بل إن أهم مكوِّن في هذه الحكومة الذي يرفع شعار المقاومة ما زال يعلن انحيازه الكامل إلى طاغية الشام عبر الدعم الإعلامي والعسكري.

إن شعور الناس بالعدالة يبدأ من إحساسهم بأن السلطة السياسية تسهر على أمنهم جميعًا، ولا تفرق بين لون ولون ولا منطقة وأخرى، وأن همها حفظ أمن المجتمع وحمايته، ولا يمكن اكتساب الاحترام بالإرهاب والبطش، ولا بإذلال الناس وقمعهم، بل إن نتائج هكذا ممارسات وخيمة، ومن شأنها أن تزرع الأحقاد في النفوس وتفتح الباب على اقتتال الإخوة وأبناء المدينة الواحدة والعائلة الواحدة، إذ معظم عناصر الجيش والأجهزة الأمنية التي تأتمر بأمر السلطة السياسية هم إخوة وأقارب لأهالي عرسال وعكار وطرابلس والضنية... وغيرها من المناطق التي تتهم بجناية التعاطف مع ثورة الشام! ولا يسرّنا أن نرى عناصر من الجيش والأجهزة الأمنية تُستهدف من الناس، سواء أكانوا مسلمين أم غير ذلك، كما لا يسرّنا أن نرى الجيش والأجهزة الأمنية في مواجهة قرى وبلدات بأكملها.

وها هي سفيرة إمبراطورية الشر الأميركية تتصل بقائد الجيش محرضة إياه على ملاحقة من تسمّيهم بقوى التطرف العنفية، لتلتقي الإرادة الأميركية مع إرادة من يدّعون الممانعة في لبنان، لتكون توافقًا جديدًا في لائحة التوافقات الأميركية-الإيرانية، بعد التوافق في حرب الخليج الثانية على ضرب العراق (1990) والتوافق على غزو أفغانستان (2001) والتوافق على غزو العراق (2003) والتوافق على تشكيل حكومة لبنان الأخيرة وعلى سياساتها وبالتحديد خنق ثورة الشام والقضاء عليها وعلى امتداداتها في لبنان وسائر المنطقة. أهذه هي الممانعة؟!

ونحن نقول لهم ما قال ربنا سبحانه وتعالى:

( أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ * سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ* بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ ).

فيا أهل النجدة... يا أنصار ثورة الشام:

كونوا على وعي بما يدبّر لكم، وكونوا يدًا واحدة في مواجهة المؤامرة، واحذروا أن يوضع إخوانكم من عناصر الجيش في مواجهتكم، فتلك فتنة ما بعدها فتنة! واضغطوا على "من يدعي تمثيلكم" في السلطة ليمنع هذا الشر المستطير! وتمثَّلوا قول ربكم عز وجل:

(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ ))

24 من ربيع الاول 1434

الموافق 2013/02/05م

حزب التحرير

ولاية لبنان

للمزيد من التفاصيل