مؤتمر "أصدقاء الشعب السوري"

أمريكا غارقة حتى أذنيها في التآمر على الشعب السوري ودعم السفاح بشار ونظامه الوحشي

ضمن سلسلة الاجتماعات المشبوهة والمؤتمرات المستمرة من أجل القضاء على الثورة السورية، انعقد في 28/2/2013م مؤتمر "أصدقاء الشعب السوري" في روما، وقرر هؤلاء الأصدقاء-الأعداء إنقاذ الشعب السوري بتقديم مساعدات "غير مميتة" من واشنطن، ومعدَّات عسكرية "غير قاتلة" من الاتحاد الأوروبي، وجاء في بيانه الختامي "إن حكومات غربية وعربية تعهدت بتقديم مزيد من الدعم السياسي والمادي لائتلاف المعارضة باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب السوري"، عبروا تلميحاً لا تصريحاً عن "أسفهم لشحن الأسلحة المتواصل إلى النظام من قبل دول أخرى»، في إشارة إلى روسيا التي لا تزال تسلم النظام السوري الوحشي أسلحة وذخائر بحجة أنها خاضعة لاتفاقات قديمة بينهما... قرارات ووعود ينطبق عليها قول الشاعر:

فكان كمن سقى الظمآن آلاً          وكنت كمن تغدَّى في المنام

إن هذا المؤتمر، كغيره من المؤتمرات التي تسعى فيها أمريكا ودول أوروبا الغربية للإمساك بزمام الأحداث في سوريا وتوجيهها باتجاه تأمين مصالحها وتركيز نفوذها، وقد ظهر خلال هذا المؤتمر وقبله مطالبة الائتلاف الوطني الشديدة بتسليح المعارضة، وامتناع أمريكا ومنعها لغيرها من الدول المشاركة من ذلك بحجة الخوف من وقوعها بيد المتطرفين المسلمين. هذا وقد جدد كيري تأكيده أن الولايات المتحدة "مع حل سياسي" وزاد أن "ائتلاف المعارضة يمكن أن ينجح في تحقيق انتقال سلمي" وعرقلت أمريكا في هذا المؤتمر تشكيل حكومة مؤقتة كان من المقرر أن يشكلها الائتلاف في مؤتمر كان سيعقد في اسطنبول الأسبوع القادم عبر تأجيله على سبيل إلغائه، كما ذكر عضو الائتلاف الوطني سمير نشار مرجحاً أن يكون السبب "محاولة أميركية - روسية لفتح حوار بين نظام الأسد والائتلاف، وهذا ستنتج عنه حكومة انتقالية، الأمر الذي يتعارض مع فكرة تشكيل حكومة مؤقتة من قبل الائتلاف". ويذكر أن اجتماعاً عقد في برلين في 26/2 بين كيري ولافروف، وقد وصفت فيكتوريا نولاند الناطقة باسم الخارجية الأمريكية المحادثات بأنها كانت "جدية وعميقة". وناقش الوزيران كيفية تطبيق اتفاق جنيف بهدف الاتفاق على صيغة تسمح بتشكيل حكومة انتقالية. وطالب لافروف المعارضة السورية بتسمية ممثليها للحوار مع النظام. هذا مجمل ما تم التوافق عليه في هذا المؤتمر، وما تم تعطيله، وما تنوي أمريكا، ومعها روسيا، المضيَّ به من تشكيل حكومة انتقالية مشتركة من الائتلاف الوطني والنظام السوري ليتم التوافق بينهما على مستقبل سوريا وليكون ذلك برعاية أمريكية تضمن لها استمرار الإمساك بالحكم بعد عميلها السفاح الأسد.

 

أيها المسلمون الصابرون في سوريا الشام:

إن أمريكا هي أسُّ البلاء في ما يحدث في سوريا، فهل يعقل اللجوء إليها والاستعانة بها في الحل؟!. إن السفاح بشار هو عميلها، وهي تعمل على وصول حاكم عميل لها بديل عنه، فهل تمكنونها من تشكيل حكومة انتقالية يشارك فيها عملاؤها من الائتلاف والنظام السوري الفاجر لتشرف بواسطتها على سنِّ دستور علماني، ومن ثم إنشاء مجلس نواب، ومن ثم انتخاب رئيس جديد للبلاد يكون هو ذلك الحاكم العميل البديل؟!. هي التي تمنع السلاح عنكم بحجة الخوف من وقوعه بيد المسلمين المتطرفين، علماً أن المتطرفين بنظرها هم العاملون لإقامة دولة الخلافة الإسلامية، وتتغاضى في الوقت نفسه عن تسليح النظام السوري الوحشي، وهي التي أوعزت إلى عملائها من حكام المنطقة من مثل إيران وتركيا والعراق ولبنان... لمدِّ السفاح بشار بكل ما يلزمه من إمداد بشري ومالي واستخباراتي وتسليح، فهل يجوز التغاضي عن كل ذلك، ومن ثم الطلب إليها أن تتدخل؟! وهل ستتدخل لمصلحتكم أم لمصلحتها؟!. إن أمريكا هذه هي الخطر الأكبر عليكم، والأخطر من كل ذلك هو ما نراه من تهالك الائتلاف الوطني عليها بزعامة رئيسه معاذ الخطيب الذي سرعان ما يستجيب لإرادة أمريكا كما بدا في أكثر من موقف له.

إن أمريكا هي أكبر عدو لدينكم، وأكبر نصير لـ (إسرائيل)، وهي التي يشهد عليها حاضرها وما ارتكبته من مجازر بحق المسلمين في أفغانستان والعراق أكثر مما يشهد عليها ماضيها. وإنها لتخشى ما تراه فيكم من توجُّه لدينكم وتَحذَر منه، وترى أن السفاح بشار هو خيار أفضل لها من خياركم لدينكم. ثم هل تعلمون أن أمريكا هذه تدرب حالياً مقاتلين من المعارضة لتقتل بهم المقاتلين الإسلاميين الذي يعملون لإقامة دولة الخلافة، والذين تصفهم بالإرهابيين؟ فقد نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» في 28/2 عن مسئولين أميركيين قولهم إن الإدارة أوعزت بتدريب مقاتلين من المعارضة في «قاعدة بالمنطقة» لم تحدد مكانه، ونقلت الصحيفة عن ذات المصادر قولها إن مهمة التدريب الجارية حالياً تمثل أعمق تدخل أمريكي في «الصراع السوري»، رغم أن حجم ونطاق المهمة لم يتضح، كما لم تتضح الدولة التي تستضيف التدريبات. وأضافت الصحيفة أن الولايات المتحدة تتطلع إلى تحجيم قوة الجماعات المتطرفة عن طريق مساعدة ائتلاف المعارضة السورية الذي تدعمه. فإذا ما أضيفت هذه القوة إلى قوات حفظ السلام الدولية التي يطالب بها الإبراهيمي عميل أمريكا مع طلبه إعطاءها صلاحيات قتالية، إلى ما تريده من دور للمجالس العسكرية في خدمة مشروعها لإيجاد الحاكم العميل البديل، كذلك إذا ما أطلقت يد استخباراتها مع استخبارات الدول الأخرى لتوقع فيما بين المقاتلين الإسلاميين، وبينهم وبين ما تستطيع اختراقه في الجيش النظامي الحر الذي سيشكل قوة النظام الجديد؛ فإنه سيتبيَّن للجميع خطة أمريكا للإمساك بسوريا على الصعيدين السياسي والعسكري والأمني.

 

أيها المسلمون المؤمنون في سوريا الخير:

الحذر الحذرَ مما تخططه أمريكا والغرب الكافر لكم. إن التآمر الهائل عليكم لا يحطمه إلا مشروعكم الذي أعلنتم عنه وهو مشروع إقامة الخلافة. إنه المشروع الذي تخشاه فيكم أمريكا ودول أوروبا وعملاؤهما من حكام المنطقة و(إسرائيل) وروسيا والصين... وتعاديكم عليه، وإن ما تخطط له أمريكا من مكر يجب أن يواجهه المقاتلون الإسلاميون بمجموعاتهم المختلفة بالاجتماع من الآن تحت لواء راية الخلافة، راية العقاب، راية رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليكونوا يداً واحدة في مواجهة المؤامرة الدولية عليهم. فمكر الله سبحانه وتعالى هو أكبر من مكر هؤلاء، وهو الغالب على أمره، ووعده بنصر المؤمنين ناجز، قال تعالى: ((أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ * إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ* الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ * وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ * وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ * الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ * فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ * فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ * إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ)).

فكما نصر الله سبحانه وتعالى رسله من قبل، فإنه ينصرنا ما دمنا على طريقتهم في الإيمان بالله وحده، والتوكل عليه وحده، واستمداد العون منه وحده، والالتزام بأمره وحده، والمطالبة بإقامة شرعه والاحتكام إليه وحده. اللهم أرِنا موجبات رحمتك بالمؤمنين، وعجائب قدرتك بالكافرين. اللهم آمين. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

 

رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا

المهندس هشام البابا

للمزيد من التفاصيل