التاريخ الهجري      27 من ربيع الثاني 1434                                                  رقم الإصدار:        1434 هـ /29

التاريخ الميلادي    2013/03/09م                                                                                    

بيان صحفي

مليون لاجئ سوري معظمهم نساء وأطفال والعالم لا يزال متفرجا

أعلنت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين أن عدد اللاجئين السوريين المسجلين لديها تخطى حاجز المليون لاجئ في دول الجوار، وذلك في فترة مبكرة للغاية عما كان متوقعا، مما يزيد من الضغط على الدول المجاورة التي تجد صعوبة في إعالتهم.

يستمر تدفق اللاجئين السوريين من نساء وأطفال وشيوخ، أصحاء ومرضى، حوامل ومرضعات إلى الأردن ولبنان وتركيا والعراق ومصر وغيرها، وقد ارتفع العدد بشكل كبير منذ بداية العام ليصل إلى مليون. وأشارت التقارير إلى أن نصفهم من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 عاما، وأن من بين كل خمسة لاجئين طفلاً يقل عمره عن خمسة أعوام، ومن السخرية المرَّة أن رقم مليون سجلته امرأة وأم لطفلين، وأنهم جميعا يعانون صدمات نفسية وليس لديهم ممتلكات، وفقدوا أفراداً من عائلاتهم، وها هم يئولون إلى مخيمات بائسة مهينة يعتمدون فيها على سخاء البلدان المضيفة، واستجابة الوكالات الإنسانية والدعم المالي من جانب الحكومات والأفراد.

أيتها المسلمات: إن ثورة الشام ليست مجرد أرقام وإحصائيات لعدد الشهداء والجرحى واللاجئين، وليست قضية إنسانية نهتم فيها بإيواء اللاجئين وإطعامهم وطلب المعونة لهم من الحكومات والمنظمات الدولية، بل هي قضية مصيرية لأناس أعلنوها ثورة لله. هي صراع للإيمان مع الكفر يظهر في الهتافات والمسيرات التي تقول قائدنا إلى الأبد سيدنا محمد، هي اختيار لشرع الله يظهر في المطالبة بدولة إسلامية وليست مدنية ولا ديمقراطية، ثورة أقضَّت مضاجع الكفار فأصبحوا يحاولون وبشتى الوسائل سرقتها وحرفها والتآمر عليها، وما إعلان بريطانيا مؤخرا أنها على استعداد لمد معارضي الأسد بالمساعدات والدبابات إلا مثال على هذا، وهذا مرفوض قطعا فهي ثورة لله ولا يجب تلويثها بالاستعانة بالكفار. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تَسْتَضِيئُوا بِنَارِ الْمُشْرِكِينَ".

إن نساء الشام وأطفالها يعانون الأمرّين في مخيمات اللاجئين، من عوز وذل ومهانة وتحرش ومرض، وتشير التقارير أيضا إلى ارتفاع نسبة الولادة المبكرة بسبب سوء الأحوال النفسية والغذائية، والخوف الذي يعانين منه بسبب استمرار عمليات التهجير والفرار من البلد. وبدل أن تحرك الأنظمة المجرمة في البلاد الإسلامية، ولو جزءا من جيوشها للقضاء على الطاغية ووضع حد لإراقة الدماء الطاهرة ولانتهاك أعراض حرائر الشام ولتوقف معاناتهن، فإنهم  يشاركون في المؤامرة بل ويتذمرون من التأثير السلبي من تدفق اللاجئين على اقتصادهم.

فيا أهل القوة والمنعة كم تريدون أن يصبح عدد اللاجئين حتى تشعروا بعظم المأساة وهولها!! أخواتكم وأبناؤكم يستصرخونكم ويستنصرونكم لتنقذوهم من جحيم الطاغية. قال تعالى: ((وإنِ اسْتَنْصَروُكُمْ فِي الدّين فَعَلَيْكُمْ النَّصْـر)). فارتفعوا إلى حجم مسؤولياتكم في حمايتهم والذود عنهم والتخلص من هذا النظام المجرم وإقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية التي ستقتص منه وتعيد العدل وتوفر الأمن والأمان.

د. نسرين نواز

عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

للمزيد من التفاصيل