بسم الله الرحمن الرحيم

أيها المسلمون في سوريا: انتخابات الائتلاف الوطني الجديدة تخفي وراءها أهدافاً خطرة ومميتة:

السير بالحل السياسي الأمريكي بحسب مؤتمر جنيف2، و"تدمير" أصحاب "مشروع إقامة دولة الخلافة"، فهل يرضى الله ورسوله والمؤمنون بذلك؟!

 

منذ توسيعه وضم علمانيين وديموقراطيين إليه بحسب الأجندة الأمريكية منذ أواخر أيار الماضي، واصل الائتلاف الوطني الفاشل مهمته، وذلك بعقد اجتماع له في إسطنبول لمدة يومين قابلين للتمديد، وذلك يوم الخميس في 4/7/2013م لانتخاب رئيس جديد وقيادة جديدة، ورئيس حكومة مؤقتة جديد بدل غسان هيتو؛ ليتم بعدها بحث مسألة تشكيل حكومة مؤقتة وإعادة تحديد الموقف السياسي من الحلول السياسية المطروحة، أي جنيف2. وقد تمخضت انتخاباته الهزلية في 6/7 عن ولادة رئيسه الجديد أحمد عاصي جربا من كتلة كيلو الديموقراطية العلمانية، وانتخاب 3 نواب له، وانتخاب الأمين العام...

 

إن هذا الائتلاف قد تمت توسعتُه واستُكملت تشكيلتُه وانتُخبت رئاستُه ليستطيع اتخاذ القرار بالحوار مع الطرف الآخر من النظام من أجل تسويق الحل الأمريكي بحسب جنيف2. وقد أعطيت قيادته للعلمانيين من أتباع كيلو ليجعله بعيداً عن أي حل إسلامي يعبر عن إرادة أهله المسلمين الذين أعلنوا أنهم يريدون إقامة دولة الخلافة الإسلامية والحكم بالإسلام. وسيشكل هذا الائتلاف أجهزته السياسية والعسكرية بالشكل الذي ينال به الرضى الغربي وخاصة أمريكا حتى يحصل منهم على السلاح، لا ليقضي على النظام السوري العلماني ويجتـثَّه من جذوره ويقتصَّ من مجرميه، بل من أجل إيجاد نوع من التوازن العسكري مع النظام السوري المجرم على طاولة المفاوضات، ويبدو أن ذلك سيكون عبر إعطاء المجلس العسكري بعض الانتصارات الشكلية الدعائية التي لم يستطع الثوار تحقيقها؛ وذلك من أجل الاتفاق بينهما على نظام علماني آخر، وبشار آخر، ونظام أمني مجرم آخر.

 

إن التعديلات التي أدخلت على الائتلاف منذ أكثر من شهر وهذه الانتخابات الأخيرة تخفي وراءها أهدافاً خطرة على الثورة، ونخص منها هدفين اثنين، أولهما: السير بالحل السياسي الأمريكي بحسب مؤتمر جنيف2 كما ذكرنا. وهذا مطلوب أن تقوم به الهيئة السياسية للائتلاف برئاسة جربا. وثانيهما: "تدمير" الإسلاميين الذين يحملون مشروعهم للحل الإسلامي المتمثل بإقامة دولة الخلافة، وذلك بحسب ما نصت عليه قرارات دول الشر الثماني. وهذا مطلوب أن يقوم به المجلس العسكري برئاسة سليم إدريس بالاشتراك مع بعض القوى العسكرية المتواطئة معه؛ وذلك من خلال عملية قذرة يشترك فيها النظام السوري المجرم؛ إذ يسمح لهذا الائتلاف العسكري أن يحقق بعض الانتصارات ليلتفَّ حوله الناس بعد أن ينفضوا من حول الثوار المخلصين الذين لم يستطيعوا أن يحققوا لهم النصر، ومن ثم العمل على "تدميرهم" بحجة أنهم متطرفون لا يسيرون مع الحل الأمريكي المرسوم.

 

أيها المسلمون الصادقون الصابرون في سوريا الشام عقر دار الإسلام: إن الائتلاف قد تمادى كثيراً في الارتماء في أحضان دول الغرب وتلبية أوامره في توسعته وتسمية رئيسه وتحديد أهدافه. ويجب إعلان الموقف الشرعي الصريح منه؛ فهو مجلس عميل ومرتهن الإرادة، ومطلوب منه أن يأخذ الثورة إلى القبول بمفاوضة النظام السوري المجرم، وأن يمثلها في المفاوضات، وأن تكون قراراته ملزمة للثورة. ثم إن أعضاءه منفصلون واقعياً عن الداخل بكل مآسيه، ومنشغلون بالكراسي التي يجلسون عليها، وكذلك التي سيجلسون عليها، وتعودوا على فتح سماعة تلفوناتهم لسماع أوامر السفراء والأمراء، وتعودوا على الإقامة في الفنادق المرفهة جداً. وهم في المقابل يغلقون أبوابهم في وجه الثوار المقاتلين القادمين من حمص الذين أرادوا إيصال مطالبهم للائتلاف، لكن لم يسمح لهم بذلك. إن هذا الائتلاف هو على شاكلة المجالس النيابية والوزارية الموجودة في أنظمة الحكم العميلة الخائنة التي تحكم المسلمين، والتي يجب الثورة عليها.

 

أيها المسلمون المؤمنون الذين يحبون الله ورسوله، ويوالون المؤمنين من دون الكافرين: إن أكبر معضلة تواجه الثورة ويجب حلها هو أن يكون قرارها بيدها لا بيد أعدائها وأعداء دينها. وأن تكون هي على الجبهة تقدم الغالي والثمين في النفس والأهل والمال، ثم من يدَّعي أنه يمثلها يعيش في جنبات الفنادق المرفهة يتنعم بأطايب طعامها ووثير فراشها، وفي مأمن في نفسه وأهله وماله. ثم أن يكون توجهها إسلامياً وتحتسب الأجر عند الله بينما من يفرض عليهم أنهم ممثلوها هم علمانيون معادون لتوجهها مرتبطون بأجندات غربية ماكرة عدوة للإسلام وتهاجمه ليل نهار واصفة إياه بالإرهاب... لذلك يجب عليها أن تحزم أمرها بأن تعلن أن هذه الثورة إسلامية، وأنها تستمد عونها من الله وحده، وهي تسير على خطى رسولها قائدها، وتوالي المؤمنين دون غيرهم. وبناء عليه، فإن عليها أن تعلن من غير تأخير موقفها الصريح والجريء من أن الائتلاف لا يمثلها، بل هو يمثل من أوجده، ويرسم له أهدافه. فكما ثار الناس بكل إيمان وصدق وقوة ضد النظام الوحشي اللاإنساني، فعليهم الوقوف بقوة في وجه هؤلاء العابثين من أعضاء الائتلاف الذين يريدون العبث بهذه الثورة وتضييعها لمصلحتهم ومصلحة أعداء الله تعالى من الكفار الغربيين، فهؤلاء أخطر على الثورة من نظام الأسد الوحشي، ومهمتهم الآن هي نقل السلطة إلى يد أمريكا الأخرى، وتسعى لأن تكون هي البديل المعتمد لدى الغرب عن الأسد، وأول شروط قبول ذلك عند هذا الغرب اللعين هو أن يكون عميلاً له، فهل ترضون بذلك؟! بل هل يرضى الله سبحانه وتعالى ورسوله والمؤمنون بذلك؟!. قال تعالى: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَن تَجْعَلُواْ لِلّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُّبِينًا )) وقال تعالى: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ )) وقال تعالى: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ] إلى أن قال [وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ )) وقال تعالى: (( وَالَّذينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ)).

 

اللهم اهدنا صراطك المستقيم، صراط الذين أنعمتَ عليهم، غير المغضوب عليهم ولا الضالين. اللهم إنا نبرَأُ من حَوْلنا وطَوْلنا وقوتنا إلى حَوْلك وطَوْلك وقوتك وحدك. اللهم لا تَكِلْنا إلى أنفسنا طَرْفَة عين. اللهم كن معنا ولا تكن علينا، وآثرنا ولا تؤثر علينا، وانصرنا ولا تنصر علينا. اللهم وأكرمنا ولا تُهِنَّا، وأَعطنا ولا تحرمنا، وأَرضِنا وارضَ عنا، اللهم اجعلنا ممن تحيي وتنصر وتنشر بهم دينك، اللهم آمين، اللهم آمين، اللهم آمين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

 

 

29     من شـعبان 1434                                                                                    حزب التحرير

    الموافق 2013/07/08م                                                                                  ولاية سوريا