التاريخ الهجري           27من ربيع الاول 1435

التاريخ الميلادي           2014/01/28م

رقم الإصدار:   03/ 1435هـ

بيان صحفي

روسيا، جنبًا إلى جنب مع العالم أجمع يحاولون مقاومة إقامة دولة الخلافة

(مترجم)

أجرى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بعد مؤتمر "جنيف 2" مقابلة على تلفزيون قناة "إن تي في" قال فيها: "من المهم أن يرافق العملية السياسية توحيد القوى ذات العقل السليم، التي تفكر في وطنها، وليس في إقامة دولة الخلافة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. لتوحيدها ومساعدتها بالعديد من الطرق المختلفة في مكافحة الإرهاب. هذا هو الهدف للمنطقة بأسرها وللعالم أجمع".

وفي 22 كانون الثاني/يناير 2014 قال لافروف: "إذا تمكنت الأطراف في المرحلة الأولى من عملية التفاوض من تأكيد سعيها المشترك إلى إنشاء سوريا بهذا الشكل بالذات، وإلى الحفاظ على تعدديتها الإثنية والطائفية وطابعها العلماني، فأعتقد أن هذا في حد ذاته سيكون إشارة مهمة".

وقال سيرغي لافروف في 14 كانون الأول/ديسمبر 2013 في مقابلة مع قناة "روسيا-24" أن "هناك ظروفاً تفرض على كل الوطنيين السوريين أن يدركوا ما هو الأهم بالنسبة لهم: القتال إلى جانب من يريد تحويل سوريا لتصبح دولة الخلافة أم الاتحاد لإعادة وطنهم إلى صورته التي عرف بها لعدة قرون - وهي دولة علمانية متعددة الطوائف والأعراق يعيش فيها الجميع بشكل مريح". وفي الختام أشار الوزير إلى أن "هذه القضية ستكون بالتأكيد واحدة من القضايا الرئيسية التي ستبحث في مؤتمر جنيف".

كل هذه التصريحات من وزير الخارجية الروسية تشير إلى ما يلي:

1.تدرك روسيا وغيرها من بلدان الغرب أن الوقت قد حان لإجراء تغييرات جيوسياسية عالمية في الشرق الأوسط وعدم إخفاء حقيقة أن هناك إمكانية لإقامة دولة الخلافة في سوريا! إن الغرب وحلفاءه يبذلون قصارى جهدهم لتأخير اليوم الذي يعود فيه عدل الإسلام إلى البلاد الإسلامية والمسلمين وينتهي فيه عصر الكذب والغدر وطغيان الحكام الدمى. إن أعداء الإسلام والمسلمين يفهمون أنه مع إقامة دولة الخلافة، فإنه سيكون للمسلمين أمير واحد يوحد الأمة الإسلامية ويعيد لها مجدها السابق. لهذا السبب، تتشبث روسيا والولايات المتحدة بإنجاح "جنيف 2"، رغبةً منهما في منع إقامة دولة الخلافة، ولذلك فهم يدعمون ما يسمى بالمعارضة العلمانية لتقف في وجه المجاهدين المخلصين، ومن ثم العثور على بديل للسفاح بشار، وبالتالي محاولة الحفاظ على النظام العلماني في سوريا.

2.تظهر تصريحات لافروف أن روسيا في قلق كبير إزاء التغييرات الجيوسياسية التي ستحدث مع إقامة دولة الخلافة، حيث إنها ترتبط مع المخاطر في تجارة النفط والغاز. بالإضافة إلى ذلك، تشعر روسيا بضعفها الأيديولوجي أمام الدولة الإسلامية المرتقبة، لذلك فهي تقود الدعاية المعادية للإسلام من خلال وسائل الإعلام ومن خلال وزارة الخارجية. ويظهر التاريخ أنه نظرا إلى التطبيق الشامل للإسلام فإن الخلافة تنشر المبدأ الإسلامي بنجاح وتصهر الشعوب والثقافات كلها في بوتقة الإسلام، مما يجعل تلك الشعوب أمة إسلامية واحدة. وبالنظر إلى حقيقة أن هناك في روسيا وحدها أكثر من 20 مليون مسلم فإن السلطات الروسية تخشى جديا من الانتشار السريع للإسلام، ليس فقط في الشرق الأوسط بل أيضا بين دول الاتحاد السوفياتي السابق.

3.إن وزير الخارجية الروسي لا يخفي أهدافه ولا يقول أن وزارة الخارجية الروسية ترغب في وقف قتل المدنيين في سوريا، ويذكر صراحة أن الهدف الرئيسي من "جنيف 2" هو توحيد المعارضة العلمانية ونظام بشار لمواجهة أولئك الذين يناضلون من أجل تطبيق الإسلام. وهكذا لا يزال لافروف يدعم القاتل بشار في ذبح الشيوخ والأطفال ويصرح علنا عن الشيء الذي يقلق روسيا أكثر من أي شيء آخر في سوريا وهو إقامة الخلافة الإسلامية.

4.إن وزير الخارجية الروسي على معرفة تامة ببداية المواجهة المسلحة في سوريا، وأن بشار هو الذي بدأ بقتل الشيوخ والأطفال والنساء الذين احتجوا ضد استبداده وطغيانه. إن لافروف يعلم أن الاغتيالات المستمرة للمدنيين قد أدت إلى الدفاع المسلح والنضال ضد نظام بشار الأسد من قبل الشعب السوري أنفسهم وبدعم المجاهدين من دول مختلفة من العالم. ويفهم لافروف أيضا أن الشعب السوري يرغب في تغيير النظام العلماني إلى نظام الخلافة بعد فظائع بشار ونفاق بلدان مثل الولايات المتحدة وروسيا، التي تتحدث عن أن إنقاذ الأرواح ساهم فقط في قتل المدنيين. ولكن على الرغم من كل هذا فإن لافروف يسمي الذين يريدون حماية السوريين والنضال من أجل إقامة الخلافة إرهابيين، في حين أن بشار هو الإرهابي الرئيسي في سوريا الذي يقتل الشيوخ والأطفال والنساء باستخدام الأسلحة الروسية.

كل هذا يبين كيف أن دول الكفر تقلق على مصالحها، وتتحدث نفاقا عن مصالح الشعب السوري وكيف أنه متحد لمقاومة الخلافة القادمة.

إن على لافروف أن يعلم أنه ليس لسوريا تاريخ طويل في تطبيق النظام العلماني، وإنما لها تاريخ طويل في تطبيق الإسلام! إن المسلمين في الشام هم الذين مجدوا هذه الأرض، وليست عائلة الأسد اللعينة، وقريبا إن شاء الله وعلى الرغم من مكائد جميع الأعداء ستعود الشام لتصبح مهد الخلافة الراشدة الثانية.

إن المسلمين في سوريا تتجه أنظارهم إلى دينهم ويرون أن خلاصهم ليس في الإطاحة ببشار فقط، ولكن في تطبيق دينهم. إن المسلمين وهم يتذكرون قول عمر رضي الله عنه: "نحن قوم أعزنا الله بالإسلام"، يعملون على إزالة النظام الرأسمالي وإقامة الإسلام كاملاً. إن المسلمين في الشام لن يقبلوا بنمط الحياة والثقافة المنحطة التي يحاول الغرب الملحد بنظامه العلماني أن يفرضه عليهم. لهذا السبب فإنه لا لافروف ولا كيري يمكنهم تحويل المسلمين في الشام عن مسار النهضة الحقيقة!

يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾.

نحن نشهد اليوم كيف أن روسيا جنباً إلى جنب مع غيرها من الدول الغربية تريد أن تقاوم حقيقة وعد الله سبحانه وتعالى: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾.

وسيكون "جنيف 2" إن شاء الله سبحانه وتعالى، آخر محاولة من الملك الجبري، الذي سيسقط كما بشر رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إِنَّكُمْ فِي النُّبُوَّةِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا عَاضًّا، فَيَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ جَبْرِيَّةً، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ». [رواه الإمام أحمد والطيالسي]. خلافة تعمل في الناس بسنة النبي صلى الله عيله وسلم ، ويلقى الإسلام بجرانه في الأرض، يرضى عنها ساكن السماء وساكن الأرض، ولا تدع السماء من قطر إلا صبّته مدرارا، ولا تدع الأرض من نباتها ولا بركاتها شيئا إلا أخرجته.

يا الله! إننا ندعوك سبحانك يا شديد العقاب! إن الجزار بشار وأعوانه الذين يعاونونه على قتل المسلمين في الشام يستحقون عقابك. اللهم أنزل عليهم يا الله وعلى أصحابه الكوارث في هذه الدنيا. نسألك يا الله، يا مغيث المظلومين، يا حق يا حكيم أن ترد كيد الغرب ومؤامراتهم ضد الثورة المباركة في الشام. نسألك يا الله يا سميع، يا بصير أن تعجل بسقوط الطاغية وإقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية التي تعيد للأمة مجدها السابق! اللهم آمين.

المكتب الإعلامي لحزب التحرير في روسيا

للمزيد من التفاصيل