التاريخ الهجري        06 من ربيع الاول 1436                                                                      رقم الإصدار:     1436هـ / 010
التاريخ الميلادي        2014/12/28م

 

بيان صحفي
يا علماء المسلمين:
أرأيتم إرهاب تنظيماتٍ، ولم تروا إرهاب أمريكا وعملائها؟! إن هذا لشيء عجاب!

 

عقدت مؤسسة الوقف الإسلامي في اليوم الثالث من فعاليات مؤتمر الدورة الشرعية الخامسة والعشرين المنعقد في مدينة أيندهوفن الهولندية تحت شعار "الوسطية منهج شرعي وحضاري" خلال الفترة 2-6 ربيع الأول 1436هـ ما أسمته ملتقى "ظاهرة الإرهاب مفهومه ومظهره وأسبابه وسبل الوقاية منه"، حيث كال العلماء المحاضرون اللوم لحال المسلمين اليوم وحملوه المسؤولية في نشوء ما أسموه "ظاهرة الإرهاب" في العالم، وشخصوا المرض وأعطوا العلاج بالالتزام بالأخلاق وبالعودة للإسلام الحنيف الذي يفرض على المسلم أن يكون "حضارياً" في تعامله مع الآخرين، وأن الابتعاد عن العصبية بين القوميات والمذاهب هو محل التكريم الرباني.
إننا إذ نتابع بألم بالغ حال الأمة الإسلامية من وصْفِ الغرب لها بالإرهاب حتى أصبح بنظرهم كل مسلم إرهابياً وكل إرهاب إسلامياً، لنستغرب منكم أيها العلماء وقوفكم إلى الجانب المناوئ لأمتكم بتأييد الخطاب الأمريكي، هذا بدل أن تقفوا وتصطفوا مع أمتكم المكلومة التي تُذبح أمام أعينكم من الوريد إلى الوريد. كم نفتقد رجلاً منكم يقف ويوجه التهم لأمريكا في تأييدها لحصد أرواح إخوتكم في الشام بمئات الألوف، وسكوتها عن المجازر في أرض الكنانة، وعبثها بأمن وثروات ليبيا، وإرهابها لأهل ثورة اليمن، ووقوفها مع تقطيع أوصال إخوتكم مسلمي بورما دون خوف أو وجل... ألم تعلموا أن ركني الصلاح أو الفساد هما الحكام والعلماء؟ أما الحكام فلقد فجعنا بهم دون استثناء فقد ثبتت عمالتهم للغرب بما لا شك فيه، ولكنْ أن نفجع كل يوم بثلة جديدة من علماء الأمة باصطفافهم مع ما يمليه عليهم الغرب الحاقد المعادي للإسلام فإن هذا ليُدمي القلوب ويُدمع العيون!!
إن الإرهاب أيها السادة العلماء لم تبتدعه ثورة الشام ولم يخرج من عباءة الربيع العربي بل هو إرهاب خطط له شياطين البيت الأبيض وأوصله كبيرهم الذي علمهم السحر لعملائه الأجراء الذين يحكموننا في بلادنا الإسلامية كي يمعنوا في سفك الدماء الزكية في أرض الأنبياء، فأصبح همكم للأسف ليس إرهاب بشار وإنما إرهاب ثورة الشام! وليس إرهاب طائرات الأردن والسعودية والإمارات وقطر التي تلقي الحمم على رؤوس الآمنين في الرقة والموصل والتي حصدت أرواح الأطفال والنساء والرجال الذين لا حول لهم ولا قوة، وإنما إرهاب أهل غزة والضفة، وقد عميت العيون عن إرهاب كيان يهود، بل حتى عن إرهاب سلطة عباس ووقوفها ضد شعبها الجريح لإرضاء أمريكا وربيبتها.
وبعد كل هذا نسألكم، أليس غريباً جداً استقبال هولندا والاتحاد الأوروبي لكم ولمؤتمركم برحابة صدر وبحفاوة وحرارة في الوقت الذي يمنعون فيه النازحين السوريين من إقامة الصلاة في مخيمات اللجوء، وتقوم قوى الأمن باعتقال مسلمين في مختلف أنحاء أوروبا وكسر أبواب بيوتهم في منتصف الليل وسحبهم بطريقة مهينة من بين أولادهم وزوجاتهم وزجهم في غياهب السجون أياماً وأسابيع بلا تهم ثابتة بل فقط لأنهم مسلمون يرتادون المساجد وحلقات العلم؟ ثم لا نسمع منكم مجرد كلمة واحدة تستنكر أفعال مضيفيكم؟!!
إن نكبة الأمة بعلمائها لهي أشد عليها من نكبتها بحكامها، لأنها تاقت واشتاقت لعالم رباني يقف وقفة الإمام أحمد والعز بن عبد السلام وتقي الدين النبهاني، هؤلاء الذين شروا أنفسهم ابتغاء مرضاة الله سبحانه ففازوا إن شاء الله...
إن الأمة قد أفاقت واستيقظت وأدركت من هو العدو ومن الصديق، ومن هو الرباني ومن الدنيوي! وهي تتوق إلى عالم قوي تقي كالسلف الصالح، فكونوا أمثالهم، ولا تضيعوا فرصة بين أيديكم، وانحازوا لله ولرسوله ولأمتكم وثوراتها وانبذوا الغرب وعملاءه حكام المسلمين. واصدعوا في وجوههم بكلمة حق ترفعكم لمصاف سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه.


﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ * وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ﴾
 

المكتب الإعلامي المركزي
لحزب التحرير

للمزيد من التفاصيل