التاريخ الهجري     15 من ربيع الثاني 1436                                                                                  رقم الإصدار:  1436هـ / 018 

     التاريخ الميلادي     2015/02/04م

 

بيان صحفي

ثبات أهل الشام شوكة في أعين الغرب الصليبي وأعوانه وأدواته

 

بينما تنفق دول الغرب المعادية لأية تحركات تريد التغيير الجذري وقلع الحكام العملاء وأنظمتهم وقطع يد الكافر المستعمر بشركاته وسفاراته وجواسيسه من بلاد المسلمين... وبينما تنفق تلك الدول لتمنع بزعمها استئناف الحياة الإسلامية بإقامة الخلافة على منهاج النبوة التي بشر بها عبد الله ورسوله ... وبينما يأتي هذا الإنفاق بسخاء غير مسبوق وذلك بإغداق الأموال، سواء بمد نظام بشار بالعملة الصعبة وبالمواد الغذائية وبالمحروقات، أو بمدِّ حزب إيران في لبنان بالأسلحة التي تمكنه من سفك دماء أهل الشام... بينما يتصاعد هذا الإنفاق الخبيث، فإن المخلصين في الشام يقفون بإمكانياتهم المتواضعة صخرةً كأداء في طريق مخططات أمريكا وأذنابها لمنع التغيير الصحيح، وكذلك يقفون في وجه مخططات أمريكا لإغراق المنطقة في سلسلة من حمامات الدم والدمار الممنهج والمقصود سواء في الشام أو في العراق أو في ليبيا أو في اليمن أو في مصر! وسيكون ما تنفقه دول الغرب تلك حسرة عليهم، ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ﴾.

 

لقد اعترفت روسيا وإيران بوجود خبراء ينفذون مخططات الدمار الشامل على المدن والقرى في سوريا، وأظهرت دراسات خبراء ومتخصصين في العراق أن الجيش العراقي يسير الآن فيما يسميه مقاومته للإرهاب بأسلوب المدحلة فيدوس بآلته العسكرية على قرى وأحياء بأكملها ويزيلها من الوجود بشكل مقصود، دون مبرر عسكري أو أخلاقي لعمله هذا سوى أنها أوامر أمريكا التي نفذها المالكي ويسهر على تنفيذها خَلَفُهُ العبادي وشركاؤه، في سعي من أمريكا لتحطيم كل ما من شأنه أن يساعد، بتقديرهم، دولة الخلافة القادمة بإذن الله على القيام والاستمرار والصمود والنهوض. ذلك أن مبدأهم الرأسمالي العفن مقياسه مادي بحت؛ فيظنون أن دولة الإسلام ستقوم على مثل ما قامت دولهم عليه، فأخطأت حساباتُهم وضلَّ هدفهم وخاب فألهم. إن الإسلام لا يقوم إلا على كواهل أهله وبعزائم شبابه الواعي المخلص؛ فإن رسول الله لم يعتمد على وجود بنية تحتية ولا فوقية في بناء دولته في المدينة المنورة، بل اعتمد على الرجال الرجال حملة الفكر الناهض الذين بهم تُقام الدولة وبهممهم تُصنع الآلة سواء الحربية أو الصناعية.

 

لذا نقول للثوار الحقيقيين المخلصين في ثورة الأمة:

 

إن الفكر هو المحرك الأساس للسلاح، وهو الموجه للسلاح الوجهة الصحيحة؛ بهذا هزَمْنا دولة الروم ومزقنا الدولة المجوسية في فارس، وبهذا أقمنا حكماً إسلامياً فذاً دام نحو ثلاثة عشر قرناً، وبالفكر الإسلامي النهضوي وحده سنهزم الشرق والغرب، أما السلاح فهو كما ترون، شرٌ بيد من لا فكر لديه، وهو خيرٌ بيد أصحاب الفكر الصحيح الذين بهم تتحقق الانتصارات بإذن الله، ومعهم تختلج قلوب المسلمين وتُرفع الأيادي المتوضئة بالدعاء إلى الله أن ينصرهم.

 

لقد أوجعت ضربات الثوار المخلصين بإذن الله، في جوبر والزبداني خاصة وفي كل مناطق ريف الشام عامة، أوجعت النظام وأذنابه في الأيام الماضية مما دفع شياطين الإنس والجن أن يجتمعوا باسم مكافحة الإرهاب مجدداً (موفد الاتحاد الأوروبي يلتقي مع الجعفري في بغداد 2015/2/1) لمدِّ يد العون لمجرمي سوريا والعراق للإمعان في القتل والتدمير؛ فلا عجب أن يلقي طاغوت دمشق في الوقت نفسه عشرات البراميل المدمرة على الزبداني ومضايا انتقاماً لمقتل الإرهابيين الحقيقيين في قيادة جيشه بينما يستمر في مسلسل الكيماوي على جوبر الصامدة بصمود أسطوري.

 

أيها الأبطال الميامين المرابطون بصدق على جبهات عزّ الإسلام،

لقد قهرتم عدوكم، وأعييتم الحاقدين على الإسلام وأهله وأحبطتم مشروعهم في إقامة الدولة العلمانية المدنية، فلا تشغلنكم دسائس أعدائكم للإيقاع بينكم، ولا تخدعنكم دعوات ائتلاف أمريكا بإقامة جيش وطني سيكون أداتها الجديدة في تنفيذ مخططاتها في تحطيم مساعيكم للعودة بالبلاد إلى أيام عمر بن عبد العزيز، ناشر البذور للطير على سفوح الجبال، ولا تضيعوا الأمانة حتى لا تضيع حاضنتكم الشعبية التي هي من أهم قواعدكم للنصر المؤزر إن شاء الله، ولا تيأسوا من روح الله، فالخلافة قادمة إن شاء الله وأنف أعداء الإسلام راغم. ﴿إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا وَنَرَاهُ قَرِيبًا﴾.

 

المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

للمزيد من التفاصيل