بسم الله الرحمن الرحيم

لا التدخل العسكري الروسي ولا الأمريكي سيحول دون إسقاط طاغية الشام

وإقامة حكم الله في أرضه

في أجواء انهزام السفاح بشار أسد وتآكل قدرة جيشه على حماية نظامه، ووصول التهديد العسكري إلى مناطق طائفته، وقيام التململ الشديد فيها، وفي أجواء عدم فاعلية التدخل الإيراني لإنقاذه، وبالتالي فشل أمريكا من تكوين نواة قوة لها من المقاتلين في الداخل، ومن ثم ظهور تخوف حقيقي من سقوط مفاجئ لهذا النظام عبَّر عنه أوباما... في هذه الأجواء برز مؤخراً موقف روسي تهديدي بالتدخل العسكري المباشر بالسلاح النوعي المتطور الذي لا يستطيع استخدامه إلا الخبراء الروس، وفي أجواء إعلامية تخويفية تهويلية أول ما خرج شررها عن أمريكا تعلن بالصوت والصورة، وتعقبها التصريحات والتحليلات عن هذا التدخل، وذلك في خطوة ترمي من ورائها كل من أمريكا وروسيا أن تصيب المسلمين بالإحباط وتدفعهم دفعاً للسير في خطة الحل الأمريكي القائم على تنفيذ مقررات جنيف، والتي أول ما تبدأ بمرحلة انتقالية، وهذا ما ينتشر الحديث حوله الآن، من قبول أمريكا أن يكون السفاح بشار جزءاً منها.

إن هذه الصورة التزييفية الهوليودية لا تحمل سوى المزيد من الفشل الأمريكي عن طريق فشل عميلها المجرم في حسم الأوضاع لمصلحتها، فمتى كانت روسيا منقطعة عن إمداد النظام السوري بمختلف أنواع الأسلحة التي يقتل بها المسلمين؟!. نعم، يوجد أمر واحد مستجد، وهو أنه لم يعد عند الأسد جنود بما يكفي ليبقى في الحكم، وهو ما صرح به في خطابه الأخير، ومعنى هذا وشك هزيمته، وبالتالي هزيمة أمريكا، فجاءت هذه الخطوة، في حقيقة الأمر للتعويض عنه لإنقاذه، ولكن أمريكا التي مردت على النفاق، وخاصة في سوريا، أرادت أن تقلب الحقائق رأساً على عقب، ومن هنا قلنا عن هذه الخطوة بأنها هوليودية تزييفية. فالأسد، فشل بالرغم من كل هذا الدعم الأمريكي المفتوح له، وبخاصة من إيران التي سخَّرت له، وما تزال، إمكاناتها الضخمة، وزودته بالمال والخبراء والمخابرات والضباط من جيشها وحرسها الثوري، وأمدته بالمرتزقة والميليشيات الطائفية من لبنان إلى العراق إلى اليمن إلى أفغانستان؛ لذلك جاءت هذه الخطوة من ضمن خطة طوارئ لإنقاذه وكانت تعكس حالة فشل أمريكي.

إنه إذا كانت السياسة الأمريكية زمن بوش تتصف بالإجرام تجاه المسلمين، فإن هذه السياسة تتصف مع أوباما، إضافة إلى الإجرام، بالمكر والمراوغة واللعب على الحبال حتى على الروس أنفسهم، فإن روسيا تسير بالمخطط الأمريكي، وليس لها خط سير آخر. ومواقفها هي عين ما تريده أمريكا: تحويل بوصلة الصراع إلى محاربة الإسلام تحت ذريعة محاربة الإرهاب، والحل على أساس مقررات جنيف. وهذا التدخل الروسي باركته الخارجية الأمريكية بالقول: "إن الولايات المتحدة ترحب بأي إسهامات روسية لمواجهة تنظيم داعش". وأوضح دبلوماسيون أوروبيون لوكالة (آكي) الإيطالية أن "هذا الحراك الروسي جاء نتيجة تفويض أمريكي".

أيها المسلمون الصابرون الصادقون في سوريا الشام: إننا نشعر جميعاً بمعية الله وحفظه لنا، فالمكر الأمريكي جعله الله القوي القدير يحيق بأهله، والإجرام المرِّوع بحق أهالينا أصابهم كما أصابنا، ولكن قتلانا في الجنة إن شاء الله تعالى وقتلاهم في النار، قال جلَّ من قائل: ﴿وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا﴾. وهذه الثورة التي قدمت أغلى ما تملك لا يكافئها إلا أن تحظى برضا الله سبحانه بأن يثيبها بإقامة الخلافة الراشدة التي بشر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم أنها تكون على منهاج النبوة، وإنه لشرف عظيم من الله أن تقوم في الشام قبل غيرها، وأن تكون الشام عقر دارها. قال الصادق المصدوق عن آخر الزمان، بعد هذا الحكم الجبري الذي نتلظَّى فيه: «ثم تكون خلافة على منهاج النبوة» أي راشدة. وقال : «عقر دار الإسلام في الشام».

 06 من ذي الحجة 1436

الموافق 2015/09/20م

حزب التحرير

 ولاية سوريا

للمزيد من التفاصيل