أثار عقد حزب التحرير-أمريكا لمؤتمر بعنوان"سقوط الرأسمالية وصعود الإسلام" في شيكاغو موجه من الاحتجاجات على سماح السلطات في أمريكا لعقد المؤتمر، وكان قد تجمهر عشرات من المواطنين في أمريكا أمام فندق "هيلتون أوك لون" الذي عقد فيه المؤتمر، قبل أيام ضمن نشاطات الحزب العالمية لإحياء ذكرى هدم الخلافة، ووجّهوا اتهامات للحزب ملوحين بالعلم الأمريكي، ورافعين لافتات تصف الحزب بالعنصرية وبأنه معادٍ للديمقراطية، وارتفعت هتافاتهم لدى مغادرة مؤيدي الحزب مقر المؤتمر، قائلين: "هذه أمريكا.. إذا لم تعجبكم أمريكا فعودوا إلى بلادكم"، كما نقلت إسلام أون لاين عن وسائل إعلام أمريكية،
منها وكالة أنباء "أمريكا إن أرابيك".
وأوردت وكالات أنباء أمريكية وغربية نقلت الخبر اتهامات وادعاءات حول ارتباطات للحزب بتنظيم القاعدة، وأدرجت العديد من وسائل الإعلام الأمريكية الجهاد ضمن عنوان الخبر، حيث جاء على موقع مراقبة الجهاد
تحت عنوان "جماعة جهادية تجتمع في شيكاغو".
وعنون موقع مراقب الإسلام العسكري
خبره ب"مؤتمر الجهاد لحزب التحرير يعقد في شيكاغو ويستقطب المئات". وكان موقع مراقبة الإسلام
صارخا في تحريضه ضد حزب التحرير أيضا حيث جاء عنوان الخبر لديه "أوقفوا حملة تمويل إرهاب حزب التحرير في شيكاغو".
أما موقع إن بي سي
فكتب، "متظاهرون يتوقعون خطط إرهابية في مؤتمر للمسلمين"، ونقل عن متظاهر تساؤله: "أريد أن أعرف لمن إف بي أي لماذا لا يدرج اسم هذا الحزب ضمن قائمة الإرهاب"
وفي نفس السياق التحريضي ضد حزب التحرير، اعتبرت "أوروبا نيوز"،
في تقريرها بعنوان مسلمون … يعلنون الجهاد في شيكاغو"، أن ما يصدم في التقرير أن غالبية واضعي القانون في أمريكا لا زالوا صامتين أمام أعداء الدستور الأمريكي والقيم الأمريكية.
وشبه موقع المفكر الأمريكي
حزب التحرير بأنه خزان تفكير، وهو وصف يستخدم لمؤسسات التفكير الاستراتيجي في أمريكا، وبأنه جماعة عالمية يفوق مؤيديها المليون منتشرين فيما يزيد عن 40 دولة، وأنه يؤيد العمليات الانتحارية، على حد تعبير الموقع.
ونقلت صحيفة الجروسليم بوست،
عن ريوفن باز مدير مشروع بحثي حول الجماعات الإسلامية في مقابلة أجرتها معه الصحيفة، أن الحزب هو "أول منظمة إسلامية تتبنى سياسة عالمية"، وأن الحزب يعارض الحكومات في العالم الإسلامي. فيما نقلت عن مدير ستراتفور لتحليلات الشرق الأوسط، كمران بوخاري، أن الحزب يختلف عن القاعدة بعدم استخدامه للقوة، وأنه يركز على عقد المؤتمرات وحلقات الدراسة لتشكيل الرأي العام.
تقريرا مصورا حول عقد المؤتمر، ووصفت الحزب في تقريرها بأنه "جماعة إسلامية عنصرية تتعهد بإنشاء إمبراطورية إسلامية عالمية، وترتبط بالقاعدة"، وتابعت على موقعها على الإنترنت الحديث بالقول "حزب التحرير هو شبكة سنية عالمية له ارتباطات بخالد شيخ محمد، العقل المدبر لأحداث 11 سبتمبر، وقائد القاعدة السابق في العراق أبو مصعب الزرقاوي، وقد عمل بشكل حذر في الولايات المتحدة طوال عقود"، وأن الحزب "يخرج الآن من الظلال" في أمريكا على حد وصفها.
واستضافت شبكة "فوكس نيوز" الكاتب وليد فارس، وهو أمريكي من أصل لبناني مرتبط بمنظمات المحافظين الجدد الأمريكية، للتعقيب على المؤتمر، حيث قال: "حزب التحرير واحد من أقدم وأكبر المنظمات التي تلقن الأيديولوجيا المعروفة باسم الجهاد". وأردف فارس، المسئول بمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات اليمينية المحافظة: إن الحزب "بدلا من تدريب أفراد على تنفيذ أعمال إرهابية مثل القاعدة، فإنه يركز على تلقين الشباب بين سن 9 سنوات و18 سنة بحيث يتشربوا الأيديولوجيا التي تدعو إلى تشكيل إمبراطورية -أو خلافة- تحكم وفقا للقانون الإسلامي، وتتسامح مع أي وسيلة لتحقيقها، وفي ذلك الجهاد المسلح". وقال: إن الحزب يشبه "مدرسة متوسطة تعدهم للتجنيد لدى مدارس ثانوية هي القاعدة، ويستطيع المرء أن يشبههم بشباب هتلر، فهي منظمة خطيرة للغاية". واتهم فارس الحزب بأنه يهدف إلى "تجنيد (أفراد) داخل الجالية الإسلامية في أمريكا".
ودعت فوكس نيوز في تقريرها الإدارة الأمريكية إلى ضم الحزب إلى قائمة المنظمات الإرهابية، قائلة: إن "الحزب -رغم هذه التهديدات- ما زال بعيدا عن قائمة مراقبة الإرهاب التابعة لوزارة الخارجية، وما زال حرا في استضافة مؤتمر الخلافة وأي حدث يشبهه".
فيما أكد الدكتور محمد ملكاوي متحدث من حزب التحرير في أمريكا أن الحزب ينتهج "العمل السياسي فقط" لتحقيق ذلك، مؤكدا أن هدف الحزب هو "تأسيس دولة إسلامية للخلافة في العالم الإسلامي".
وحول طبيعة عمل الحزب في أمريكا فقد نقلت إسلام أون لاين أن الحزب، الذي أسسه الشيخ تقي الدين النبهاني في القدس عام 1953، "لا يعمل في الغرب لتغيير نظام الحكومة، لكنه يعمل لحماية الصورة الإيجابية للإسلام أمام المجتمع الغربي، وللدخول في حوار مع المفكرين وصناع السياسات والأكاديميين الغربيين".
وتضمن برنامج المؤتمر الذي حضره المئات من مؤيدي الحزب في أمريكا عددا من المحاضرات عن "مساوئ الرأسمالية" من بينها محاضرتان بعنوان: "الرأسمالية مصيرها الفشل"، و"المعاناة في ظل الرأسمالية"، ثم محاضرتان عن النظام الإسلامي بعنوان: "النظام الاقتصادي الإسلامي.. الازدهار والعدالة"، و"الملكية وتوزيع الثروة في الإسلام"، ثم محاضرتان عن صعود الإسلام بعنوان: "الصعود العالمي للإسلام"، و"دور المسلمين في أمريكا".
30/7/2009