بسم الله الرحمن الرحيم

الخلافةُ هي سبيلُ وَحدةِ الأمةِ وتحريرِ أرضِها ومقدَّساتِها

 وبها نتصدَّى للكافرينَ والمُطبِّعينَ والخائنين

تمرُّ علينا في شهرِ رجبٍ لهذا العامِ، ألفٍ وأربعِمئةٍ وثلاثةٍ وأربعينَ للهجرةِ، الذكرى الأولى بعدَ المائةِ لهدمِ دولةِ الخلافةِ الإسلامية، والمسلمونَ عامَّةً وأهلُ فِلَسطِينَ خاصَّةً لا يزالونَ يتقلَّبُونَ على الجمرِ مِنْ آثارِ ضياعِ الخليفةِ الجُنَّة، الذي يُقاتلُ مِنْ ورائِهِ ويُتَّقى بهِ، فلقدْ هُجِّرُوا مِنْ أرضِهم بعدَ أنِ اغتُصبتْ، وها هُم يُقتَّلُونَ صباحَ مساءَ أمامَ الشاشات، ويُروِّعُهُمُ المستوطنونَ في الأحياءِ والبلدات، ويستبيحونَ المسجدَ الأقصى ليُقِيموا طقوسَهم فيهِ، وحصارٌ جائرٌ على أهلِ غزة، كلُّ ذلكَ تحتَ سمعِ وبصرِ السلطةِ التي اعترفتْ بكِيانِ يهود، وبتواطُؤِ حكَّامِ المسلمينَ الأنذال؛ الذين باتوا يتسابقونَ نحوَ التَّنسيقِ والتطبيعِ والخيانةِ بشكلٍ سافرٍ مفضوحٍ، بعدَ أن كانَ خَفِيًّا مستورًا، دونَ خوفٍ مِنَ اللهِ ولا حياءٍ مِنْ عبادِهِ.

أيها المسلمون:، ستُوحِّدُ الأمةَ وتُزيلُ الحدودَ الاستعماريةَ، وستُعيدُ قضيةَ فلسطينَ إلى أصلِها، قضيةً للأمةِ كُلِّها لا قضيةً فصائليةً أو محصورةً بساكِنِيها، وستُعلِنُ النفيرَ العامَّ وتُحيي جهادَ الأمةِ الإسلاميةِ لنشرِ الإسلامِ، وتُسيِّرُ الجيوشَ لتحريرِ أرضِ الأسراءِ والمعراجِ وتطهيرِ المسجدِ الأقصى ونُصرَةِ غزةَ وأهلِها،

أيها المسلمون:إنَّ الأنظمةَ القائمةَ في بلادِ المسلمينَ هي أدواتٌ للمستعمرينَ، وهي عَقَبَةٌ أمامَ استعادةِ الأمةِ سلطانَها المسلوب، وعَقَبَةٌ أمامَ تحريرِ فِلَسطِينَ، وهذهِ الأنظمةُ تحاولُ تجميلَ سياسَتِها المرتبطةِ بالقُوى الاستعماريةِ الكُبرى، وغَسْلَ ما لوَّثَ يَدَيْها مِنْ دماءِ المسلمينَ والأبرياءِ عبرَ التَّغَنِّي بفِلَسطِينَ ودَعمِ أهلِها بالمالِ السياسيِ المُلوَّث، وكأنَّه يُغنِي شيئًا عنْ تحريكِ الجيوشِ الـمُجَيَّشَةِ، والفِرَقِ المـُدَرَّبة، والسِّلاحِ المـُكَدَّسِ، وفوقَ ذلكَ نَجِدُ جيوشَها وأَذرُعَها تقاتلُ في بلادٍ شتَّى، قريبةٍ وبعيدةٍ، وفلسطينُ أبعدُ مَا تكونُ عن ناظِرَيْها! بل يُوجِبُ السيرَ معَ تيارِ الأمةِ الطبيعيِّ الرافضِ لهذهِ الأنظمةِ العميلةِ ولأفعالِها في كُلِّ بلادِ المسلمينَ، والنُّهوضَ بقوَّةٍ لمحاسبةِ الحكامِ العملاءِ والإنكارِ عليهم ورفضِ مشاريعِهم الخيانيَّةِ، كحَلِّ الدَّولتَينِ الذي يُخَادِعُونَكم بهِ مِنْ أجلِ تثبيتِ كِيانِ يهود، وتمكينِهِ مِنْ توسيعِ مستوطناتِهِ، وفرضِ ما يُريدُ على الأرض، فالواجبُ عليكم هو العملُ على إزالَتِهم، وإقامةُ الخلافةِ على أنقاضِ عروشِهم، قالَ تعالى: ﴿وَلَا ‌تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ﴾.

يا أهلَ الأرضِ المباركة: عسى اللهُ أنْ يُكرِمَنَا جميعاً بنَصرِهِ المُؤَزَّرِ، خلافةً راشدةً على مِنهاجِ النبوة، فيدخلَ المسلمونَ الأرضَ المقدسةَ كما دخلُوها أوَّلَ مَرَّةٍ، مُحَرِّرينَ أعزاءَ رافِعِيْ رُؤُوسِهِم، ويقطعوا دابرَ الكافرينَ والمُحتلِّينَ، وإنَّا نرى ذلكَ رَأْيَ العَينِ قريباً بإذنِ اللهِ تعالى، فلقدْ آنَ لدينِنِا أنْ يظهر، ولرايةِ رسولِنَا صلى الله عليه وسلم أن تُرفَع.

﴿وَيَقُولُونَ ‌مَتَى ‌هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا﴾

 

حزب التحرير

الأرض المباركة فلسطين

24رجب 1443هـ

25/2/2022م