لقد قامت سلطة حماس بمنع ندوة فكرية سياسية لحزب التحرير بعنوان: "العمل السياسي الإسلامي .. أسسٌ وضوابط"، والتي كان من المقرر عقدها بعد عصر يوم الإثنين 18/10/2010م في مركز رشاد الشوا الثقافي بمدينة غزة، فتكون بذلك قد منعت عملاً دعوياً فرضه رب العالمين ولا يحتاج لإذن من أحد، فيما يبدو أنه نهج لإرضاء الذات وإشباع رغبة ممارسة النفوذ كيفما اتفق، لأنه حسب قانون السلطة للاجتماعات في الأماكن المغلقة كالمراكز الثقافية ومثيلاتها، فإنها لا تحتاج إلى أي إشعار لا كتابي ولا لفظي، وهذا حق لا يجوز المساس به.
 
 وبناءً عليه فقد تم إبرام عقد الاستئجار مع مركز رشاد الشوا التابع لبلدية غزة- الجهة الرسمية المخولة قانوناً بالإشراف على المركزـ بتاريخ 6/10/2010م أي قبل أحد عشر يومًا، إلا أننا فوجئنا بقرار منع الندوة يوم الأحد 17/10، وبعد مراجعات عضو مكتبنا الإعلامي مع الجهات المختصة لسبب المنع، طلبوا أن يقدم الحزب إشعارًا مكتوباً ولم يكتفوا بحضوره الشخصي، وعندما واجههم عضو المكتب بالقانون مطبوعًا ووضعه بين أيديهم رفضوا الالتزام به، وقالوا هناك أمر واقع بغض النظر عن القانون!.
 
 وهكذا تصر سلطة حماس على رهن العمل السياسي الذي فرضه الله وكفله قانونها، بموافقتها أو عدم موافقتها، مما يعد فرض "خاوات سياسية" على الأحزاب والتنظيمات الإسلامية، وحرمانها من ممارسة الأعمال إلا تحت وصايتها، مقتربة بذلك من واقع قوانين الطوارئ في أنظمة الحكم الجبري في بلاد المسلمين، ومقتربة أكثر من سلطة رام الله التي تحارب حزب التحرير حتى في المساجد.
====================
 
وإننا آثرنا أن نضع بين أيديكم ملخصاً لكلمتي الندوة، حتى يعلم الظلمة أننا قادرون بحول الله وقوته أن نوصل دعوتنا للمسلمين، فالعاقل لا يعدم الوسيلة:
 
 
ملخص الكلمة الأولى: 
العمل السياسي الإسلامي... أسس وضوابط
 
•        يجب الرجوع إلى الشرع في أية قضية تشغل بال المسلم.. وهذا الرجوع هو الذي يقيد الجماعة بما يريده الله وحده وليس بما يفرضه الواقع والظروف أو تمليه المصلحة.
•        الواقع المعاش أن دساتير الدول التي تحكم المسلمين اليوم غير قائمة على أساس الكتاب والسنة، ... وهذا يستوجب من الدعاة التغيير وليس الإصلاح، ...كما قال الشاعر العربي:
لا تقطعن ذنب الأفعى وترسلها             إن كنت شهماً فأتبع رأسها الذنبا.
•        ليس مقبولاً أن يخرج الإنسان من المسجد فجراً بعد قيام ليلة طويلة قائماً وراكعاً وساجداً، ثم ينادي بأفكار وقرارات جاهلية (حكم الشعب أو الشرعية الدولية).
•        لا يجوز لحملة الدعوة إيهام الكافرين بأنهم على الحق، أو على جزء من الحق.
•        إن الإسلام دين عالمي في عقيدته ونظامه، ... فلا تُحجِّم الجماعة عملها بحجم البلد الذي تعمل فيه...
•        تجنب المداهنة في الخطاب السياسي والحرص على صدق اللهجة، وعدم الركون إلى الظالمين الذين يسوسون الناس بغير ما أنزل الله، ونبذ منهج علماء السلاطين القائم على القدح في بعض الحركات الإسلامية التي تدخل في صراعات مع الأنظمة التي تحكم بغير ما أنزل الله.
•        توثيق العلاقة بالمؤثرين في الأمة ووضعهم أمام مسؤولياتهم ليتحركوا فهم مسلمون وعليهم واجبات شرعية.
•        لا بد من مخاطبة الجيوش، وعدم القبول ببقائها على الحياد.
               وإن الخير الذي أحببناه لأنفسنا أحببناه لغيرنا، ونسأل الله أن تقع نصيحتنا هذه كالغيث الذي به يحيى الله النفوس، وعلى الله قصد السبيل.
 ===================
 
ملخص الكلمة الثانية:
السياسة الشرعية والسياسة الواقعية
           في هذه العجالة نريد أن ندلل على بعض مظاهر السياسة الشرعية والتي من خلالها يظهر بطلان و فساد السياسة الواقعية:
•        المسلم يستهدف العالم بأسره، والإسلام لا يعترف بالوطنيات ولا بالقوميات وبالتالي لا يعترف بالدول القطرية.
•        لا يجوز للمسلمين أن يضعوا قضاياهم -كقضية فلسطين مثلاً- بيد الدول الكافرة كأمريكا أو بريطانيا أو فرنسا أو روسيا لتحلها لهم.
•        إن أمريكا هي العدو الأول للأمة... رغم ذلك تجد الحركات السياسية الواقعية- سواءٌ الإسلامية منها أم العلمانية- تنتظر موقفاً منصفاً من أمريكا،... فليتوقف نهج التقارب والتماهي مع المشروع الأمريكي القاضي بدولة فلسطينية هزيلة مجاورة لدولة يهود، هذا المشروع الذي لا يمت للإسلام بشيء ، والمسلمون منه براء.
•        إن الحزب السياسي الذي يتخذ من الإسلام مبدأً له، لا يقبل التعايش مع الأنظمة الموجودة حالياً، أما الأحزاب الأخرى- إلا ما ندر منها - فإنها دخلت في لعبة الديمقراطية والتعددية، وهي قد دخلت عن رضا واختيار في بيت طاعة الحكام، والتزمت بتثبيته عندما التزمت بالدستور والميثاق.
•        يحرم شرعاً الصلح مع كيان يهود، لأنه اغتصب الأرض المباركة، والصلح معه ولو على شبر واحد هو تنازل عن أرضٍ إسلامية، ورغم ذلك نجد لسان حال الحركات السياسة الواقعية يقول: مشروعنا السياسي دولة في حدود 67.
•        إن الأمة الإسلامية، حينما تدرك أن طريقة الإسلام في السياسة هي أحكام شرعية مبنية على الوحي... وأن السياسة الواقعية تجسد الفرقة، و تكرس التبعية واغتصاب بلاد المسلمين، ... يعمل المسلمون لقضيةٍ واحدة هي إقامة دولة الخلافة الراشدة، ... وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيباً.
 انتهى ملخص الكلمتين
 ====================
 
فماذا يضر سلطة حماس أن يستمر حملة الدعوة في تبليغ أمر ربهم بعقد ندوتهم؟ أم أنه نهج جديد ضد حزب التحرير تنتهجه سلطة حماس بدأ يوم منعت مهرجان الخلافة في غزة بتاريخ 13-7-2010م وهاجمت شباب الحزب بوحشية واعتقلت وأصابت رغم استيفاء كافة الإجراءات "القانونية"؟
 
إننا ندعو سلطة حماس مرة أخرى إلى إعادة النظر جديًا في التعامل مع حملة الدعوة، والتوقف عن إتباع نهج سلطة رام الله المتواطئ مع خطط الكفار في منع العمل الإسلامي بحجج لا يقبلها الشرع أو حتى الوضع (القانون).
 
 إن حزب التحرير يؤكد للسلطة بجناحيها أنه متمسك بحقه في العمل السياسي الإسلامي ويرفض الوصاية، وأنه لن يتوقف عن هذا العمل لو وضعوا الشمس في يمينه أو وضعوا القيد والرصاص في جسده ، وإن حزب التحرير قد امتدت جذوره عميقًا في أنحاء العالم الإسلامي وتجذرت دعوة الخلافة بحيث لا يمكن لظالم أن يمنع وصولها إلى غايتها بإذن الله تعالى. (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ)
 
   10 من ذي القعدة 1431هـ         
    18/10/2010                                                                                                     حزب التحرير - فلسطين

{jcomments on}