الأربعاء، 06 جمادى الآخرة 1439هـ21/02/2018                        م                        رقم الإصدار: ب/ص- 05/1439

بيان صحفي

مبادرة عباس الجديدة القديمة... مبادرة استسلام وخنوع

وتعلُّقٌ بحبال الأمم المتحدة والدول الاستعمارية التي أوجدت ورَعَتْ كيان يهود

عرض رئيس السلطة محمود عباس مساء الثلاثاء 20/2/2018 أمام مجلس الأمن الدولي خطة للسلام قوامها عقد مؤتمر دولي يهدف لاستئناف المفاوضات من أجل إحياء حل الدولتين؛ حل يشرّع احتلال كيان يهود لمعظم الأرض المباركة ويجعل الدولة الفلسطينية "العتيدة" منزوعة السلاح، حاميةً لكيان يهود وجسرا للتطبيع معه، في ظل تدويل للقدس واستقدام احتلال إضافي لفلسطين تحت مسمى القوات الدولية والطرف الثالث...

ورغم اعتراف عباس وأزلامه أن الأمم المتحدة ومجلس أمنها فشلا في تحقيق "السلام" وتطبيق القرارات الدولية ذات الصلة إلا أنّهم ما زالوا يتشبثون بهذه المنظمة الاستعمارية وبأمريكا والدول الغربية، ورغم رعايتهم لكيان يهود فقد رضوا بهم وسيطا وحكما، وما زال عباس يتعلق بحبال قرارات المنظمة الدولية الجائرة، بل هو يراها "قمة الهرم، أعلى نقطة يلجأ إليها العالم، وبعدكم ليس إلا سدرة المنتهى"!! ﴿كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا﴾.

فهل صناعة الأحداث وإطلاق المبادرات يكون عبر التمسك بقرارات لا تلقى احتراما حتى عند من شرّعها؟! وإذا كان المؤمن لا يلدغ من جحر واحد مرتين، فإلى متى سيبقى عباس يطالب بتطبيق قرارات الأمم المتحدة بعد أن عجزت، بل تآمرت هذه المنظمة على عدم تطبيق 705 قرارات صادرة عن الجمعية العامة و86 قرارا صادرا عن مجلس الأمن بحق فلسطين؟! فكم مرة يجب أن يُلدغ عباس وسلطته ومنظمته حتى يتعظوا ويعتبروا، وإلى متى سيستمرون في ممارسة الخداع والتضليل؟!

إنّ منظمة التحرير وسلطتها ورئيسها الذين يزعمون رفض قرار ترامب القاضي بالاعتراف بالقدس عاصمة لكيان يهود، هم شركاء في الجريمة بل هم أصحاب السبق فيها، فهم "المناضلون" من أجل حل الدولتين الخياني، وهم من فرّقوا بين غربي القدس وشرقيها، وهم بادّعائهم تمثيل أهل فلسطين اعترفوا بشرعية كيان يهود المحتل وحقه في الوجود! وكل ما يحصل الآن هو ثمرة لشجرة خبيثة غرسوا جذورها في الرِّجس بأيديهم، بل ها هو عباس يكمل مسيرة التفريط والتآمر على فلسطين إذ يريد تدويلا للقدس وقوات دولية في فلسطين ليضيف احتلالا جديدا لفلسطين فوق احتلال يهود لها، ويصر على استبعاد العمق الإسلامي لقضية فلسطين إذ جعل حقنا فيها مرجعه إلى الكنعانيين، لا إلى حكم الله فيها!!

لقد آن للأمة الإسلامية أن توقف عبث المنظمة وسلطتها وجميع حكام المسلمين بفلسطين، وأن تعلن إعلانا صريحاً واضحاً أن فلسطين هي أرض إسلامية وأن حلها مرهون بها لا بأحد سواها، وأنها ستتولى زمام أمرها بإزالة الأنظمة العميلة التي كبّلتها لعقود، وتقيم خلافتها الراشدة على منهاج النبوة، وحينها ستُنصر بالرعب وسيولي يهود والمستعمرون الدُّبُر، وسيندم كل من فرّط بالأرض والعرض والمقدسات ولات ساعة مندم...

﴿وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هُوَ قُلْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ قَرِيبًا﴾

المكتب الإعلامي لحزب التحرير في الأرض المباركة فلسطين