LogoHT3

الجمعة، 18 ربيع الأول 1444هـ                                                       14/10/2022م                                                            رقم الإصدار: ب /ص – 1444 / 04

بيان صحفي

إعلان الجزائر... تثبيتٌ لقوائم سلطة متآكلة وتعلُّقٌ بالوهم وسعيٌ لإحياء منظمة يجب دفنها


بينما تشتد هجمة كيان يهود على أهل الأرض المباركة فلسطين قتلاً وحصاراً وتنكيلاً، وبينما تعيث قطعان مستوطنيه فساداً واعتداءً على الناس، وقد ازدادت اقتحاماتهم للأقصى كثافة ووقاحة، وبينما يجابه أهل فلسطين وأبناؤهم كيان يهود بكل صلابة وبطولة، وجرأة وشجاعة، تجتمع الفصائل في الجزائر تحت رعاية النظام الجزائري للتوقيع على اتفاق مصالحة جديد تحت اسم "إعلان الجزائر"!


إن ما تم الاتفاق والتوقيع عليه في الجزائر لم يكن من جانب الفصائل إلا استمراراً في إدارة العبث، والنهج السقيم الذي آل بقضية فلسطين وأهلها إلى العنت والضياع والتردي، وذلك أن أهل فلسطين لا يقيمون وزنا للمشهد الممل أو المتكرر الآنف الذكر، ومن ذلك أن اتفاق المصالحة المذكور لم يكن في فحواه وبنوده أكثر من محاولات لإعادة تثبيت قوائم السلطة المتآكلة التي انبثقت عن اتفاق أوسلو، وإحياءٍ لأجسام ميتة كالمجلس الوطني، ومنظمة التحرير التي لم تكن في نشأتها وسيرتها ومالها ووجودها إلا وبالاً على فلسطين وقضيتها وعنواناً للتنازل والانبطاح والخيانة، وهي التي بادّعائها حصرية الحق في تمثيل أهل فلسطين، قد سلختهم عن أمتهم ورمت بالقضية في جُحر المجرمين المستعمرين من القوى الكبرى!


إن الانقسام الذي يجري الحديث حوله هو في واقعه أقرب إلى انقسام الفصائل عن أهل فلسطين مما هو انقسام الفصائل عن بعضها، ذلك أن أهل فلسطين موحدون تجاه النظرة إلى عدوهم، وهم موحدون في موقفهم من رفض التنازل عن فلسطين، ومن الخيانة والتنسيق مع كيان يهود، وهم موحدون في حبهم للأبطال من أبنائهم ولشهدائهم وأمهاتهم ولأقصاهم، وموحدون في النظرة إلى سخافة الوهم المسمى مجتمعا دوليا وقوانين دولية، وخاصة أن هذه الفصائل المجتمعة لا يجمعها إلا رغبتها في إعادة ترتيب مواقعها وفق مصالحها، وانضوائها تحت إطار السلطة والمنظمة ضمن دورها الخياني وإطارها المرسوم ومهمتها التي حددتها لها القوى الكبرى الاستعمارية.


وأخيرا فإن الله عز وجل يقول: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلَا تَفَرَّقُوا﴾، وإن الكلام عن عبثية اتفاقيات تقوم على إحياء مؤسسات يجب دفنها ودفن حقبتها، لا يعني أن البديل يجب أن يكون استمرار صراع وقوده أهل فلسطين وأبناؤهم، فإن من البديهي أن كل المسلم على المسلم حرام؛ دمه، وماله، وعرضه، وقطع رحمه، والفرقة معه، بل يعني أن الاعتصام يجب أن يكون بحبل الله وشرعه ونظرته للقضايا، وأن تتوحد النظرة على حلال الله وحرامه وما يقتضيه حبل الله والإسلام من نظرة وحلول، ومنها نبذ كل خيانة وتنازل، وكل لجوء إلى القوانين الدولية التي وضعها أكابر المجرمين من الدول الكبرى لتثبيت كيان يهود كما هو حل الدولتين الأمريكي، ومنها التوجه إلى الأمة متجاوزين أنظمتها العميلة المتآمرة - ومنها النظام الجزائري - والتي لا همّ لها إلا تصفية قضية فلسطين، ومخاطبة قوى الأمة وجيوشها لتحميلهم واجب تحرير فلسطين وأهلها وأقصاها، بوصفه واجبا شرعيا في أعناق المسلمين جميعا، بدل الدوران في العجز والتردي كما هو حال السلطة والفصائل، فنداء الحق للأمة واستنهاضها أولى وأجدى وأدعى لنصر الله من نداء الباطل وأوهامه وقوانينه الدولية. وإن ألف مصالحة وألف اتفاق لا يغير حال أهل فلسطين وقضيتهم حتى تتغير النظرة والمفهوم وتعاد على أساس الإسلام، ﴿إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾. وإن التردي سيبقى قائما ما لم يتم السير على صراط الله المستقيم، ﴿وأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾.

المكتب الإعلامي لحزب التحرير في الأرض المباركة – فلسطين