تعليق صحفي

تونس ... حكومات عميلة أسلمت ثروات البلاد للمستعمر ثم تريد من الناس دفع الفاتورة

نشرت البي بي سي خبر القبض على أكثر من 200 شخص في تونس مع استمرار الاحتجاجات وسط تصاعد الغضب في الشارع التونسي منذ إعلان الحكومة عن عزمها رفع أسعار البنزين وبعض السلع، وزيادة الضرائب على السيارات والاتصالات الهاتفية والإنترنت والإقامة في الفنادق وبعض المواد الأخرى اعتبارا من الأول من يناير، كانون الثاني، وذلك في إطار إجراءات تقشف اتفقت عليها مع المانحين الأجانب. كما شملت الإجراءات التي تضمنتها ميزانية 2018 خفض واحد في المئة من رواتب الموظفين للمساهمة في سد العجز في تمويل الصناديق الاجتماعية. وتتزامن موجة الاحتجاجات هذه مع الذكرى السابعة للمظاهرات العارمة التي اجتاحت تونس بسبب تفشي الفساد والبطالة وأطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي عام 2011، في مستهل ثورات الربيع العربي.

لا شك أن الاحتجاجات والمظاهرات التي تعج بها تونس مؤشر على حجم المأساة التي أوصلت إليها الحكومات العميلة البلاد، ففي تونس تمكن الغرب الكافر من احتواء باكورة الربيع العربي من خلال حكومات تظاهرت بحبها للإسلام وبمناصرتها للشعب ولمطالبه في بادئ الأمر ثم سرعان ما كشرت عن أنيابها وبانت على حقيقتها بأنها ما اختلفت عن سابقاتها في الولاء للمستعمر وعداء البلاد وأهلها، فواصلت تلك الحكومات الحكم بشرعة الطاغوت والدساتير المستوردة من بلاد العم سام، وحاربت شرع الله وناضلت نضالا شديدا من أجل الحيلولة دون وصول شرع الله إلى سدة الحكم، بل وحاربت دعاته وسعت إلى حظر حزب التحرير بذريعة مخالفته للدستور العلماني أس الداء والبلاء.

ثم تعاقبت الحكومات وتغيرت التحالفات وكلها حافظت على علمانية الدستور وعمالة البلاد للمستعمر الأجنبي، وأسلمت ثروات البلاد إلى المستعمر فأعادت الناس إلى مربع الفقر وضيق الحال، ولم تكن حملة "وين البترول" التي انطلقت في تونس تسائل الحكومات العميلة عن ثروات البلاد إلا إحدى مراحل إحساس الناس بعمالة الحكومات وتفريطها بثروات البلاد، والآن وبعد أن وضعت الحكومات ثروات تونس الزاخرة في حجر المستعمر الأجنبي واتبعت وصفات وإرشادات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي التدميرية والتي ما دخلت بلدا إلا وأفقرته وتركته لاَ يَقْدِرُ عَلَىَ شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ، تريد الآن الحكومات أن تحمل الناس عبء إجراءاتها وعمالتها للمستعمر!!

إنّ حال الأمة لا يصلح إلا بالإسلام، شرع الله ورحمته، ولا يسوس الناس بشرع الله إلا حاكم مخلص راشد يأتي من رحم الأمة وصلبها ويتخذ الحكم بالإسلام قضية مصيرية له، ولن ينال هذا الشرف حكومات وأحزاب ارتمت في أحضان الغرب وترعرعت في كنف الاستعمار وأذنابه، وتمتهن التلون والنفاق على الناس، تموج مع الكفة الراجحة حيث ماجت، بلا خوف من الله وبلا ولاء لدينه.

11/1/2018