تعليق صحفي

تجزئة قضية فلسطين إلى ملفات هو تضييع لها وطريق لتصفيتها

 

بعد إعلان ترامب المشؤوم حول القدس، تصاعد الحديث عن إلغاء عمل الأونروا وتخفيض المساعدات الأمريكية لها وضرورة وضع سقف زمني لعملها وإيجاد حل "انساني" لقضية اللاجئين، في مسعى أمريكي واضح لتصفية قضية فلسطين وإنهاء بنودها بنداً بنداً تمهيداً لفرض صفقة القرن التي تعدها أمريكا.

فقد صرح المبعوث الأميركي لعملية السلام جيسون غريبنبلات أن واشنطن تريد أن تنهي عمل «وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين»، إذ «لا يُعقل أن تظل الوكالة تعمل إلى أبد الدهر، يجب أن نضع تاريخاً محدداً لعملها»، معتبراً أن الأجيال الجديدة من اللاجئين ليست لاجئة لأنها ولدت في أرض جديدة.

في حين رفضت السلطة هذه التصريحات واعتبرتها محاولة أمريكية للتفاوض على حق اللاجئين الفلسطينيين عبر اعادة تعريف من هو اللاجئ الفلسطيني، وأكدت على تمسكها بالقرارات الدولية ذات الصلة.

إن النظر إلى قضية فلسطين والدعوة لحلها عبر معالجة نتائج احتلالها دون تحريرها، هو نهج وحل فاشل مهما كان شكله أو مضمونه علاوة على عدم شرعيته، وهو تماما كعلاج أعراض المرض دون المرض نفسه؛

فالقدس واللاجئون والحدود والاستيطان هي أعراض لاحتلال فلسطين والحديث عن إيجاد حلول لهذه الملفات دون تحرير فلسطين هو إقرار باحتلالها وتضييع لها وخيانة لله ولرسوله وللمؤمنين.

لذا فإن حل الدولتين، الذي تطالب به المنظمة وعصابة الحكام، وحل الدولة الواحدة والحل الإقليمي أو صفقة القرن التي تروج لها أمريكا، كلها حلول لتثبيت الاحتلال وتصفية قضية فلسطين مهما اختلف اللاعبون وتصارعوا فيما بينهم على شكل هذه التصفية.

إن الحل الشرعي والوحيد لقضية فلسطين هو تحريرها واقتلاع كيان يهود المحتل منها نهائيا، وبغير ذلك ستبقى قضية فلسطين تسير من منحدر إلى أشد منه، فالواجب على كل مخلص أن يُبقي البوصلة باتجاه تحرير فلسطين وتحفيز جيوش الأمة لتزحف نحو الأرض المباركة فتحررها وتطهر الأقصى من رجس المحتلين فتعيد سيرة الفاروق وصلاح الدين.

 

6/2/2018م