تعليق صحفي

اجتماع عبد الله ونتنياهو حلقة من سلسلة التآمر الطويلة على قضية فلسطين وأهلها

قال بيان صادر عن الديوان الملكي إن الملك عبد الله التقى نتنياهو الذي قام بزيارة قصيرة للأردن ومما ذكر في البيان أن الملك عبد الله شدد على أن "مكانة القدس كبيرة عند المسلمين والمسيحيين كما هي بالنسبة لليهود، وهي مفتاح السلام في المنطقة ووجوب تسوية ملف القدس ضمن قضايا الوضع النهائي على أساس حل الدولتين وأن الأردن مستمر في القيام بدوره التاريخي في حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة المقدسة، من منطلق الوصاية الهاشمية عليها".

 إن استقبال هذا المجرم الذي تقطر يداه دماً من دماء أهل فلسطين هو جريمة نكراء فكيف إن كان هذا اللقاء بغرض استكمال حلقات التآمر على قضية فلسطين والعمل على تصفيتها لصالح يهود! فإن الجريمة أعظم! لقد جاءت الزيارة بشكل سري ومفاجئ وبالتزامن مع اقتراب الجولة المزمعة لكل من كبير مستشاري ترامب جاريد كوشنر ومبعوث السلام إلى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات إلى كيان يهود ودول عربية للتمهيد لما يسمى بصفقة القرن في ظل الحديث عن اقتراب إعلان الولايات المتحدة عن تفاصيلها.

وتطرق اجتماع الملك عبد الله مع المجرم نتنياهو بحسب البيان الصادر عن الديوان الملكي إلى عدة نقاط منها الدعوة إلى الإبقاء على الوصاية الهاشمية على المسجد الأقصى، تلك الوصاية التي باتت مهددة في ظل الحديث عن التغيرات القادمة للمنطقة حيث تمثل هذه الوصاية أهمية كبيرة للنظام الأردني فهي تشكل مدخل قوي للتأثير في حل القضية خدمة لسيدته بريطانيا وسياستها وأيضا للإبقاء عليها كعمادة شكلية للنظام الهاشمي وكفزاعة لأي تحرك ضد النظام وشماعة لإلقاء الأزمات السياسية والاقتصادية عليها، خاصة في ظل تردي الأوضاع السياسية والاقتصادية في الأردن والاحتجاجات الأخيرة بذريعة أن كل ما يعصف بالأردن من أزمات هو بسب تمسكه بتلك الوصاية وعدم التنازل عنها!.

وقال بيان لمكتب نتنياهو إنه "جدد التأكيد على التزام إسرائيل بالحفاظ على الوضع الراهن في المواقع المقدسة بالقدس" أي الإبقاء على الوصاية الهاشمية بما يوحي بأن تنسيقا في المواقف قد حصل. وتم الاتفاق أيضاً على دراسة رفع القيود على الصادرات التجارية مع الضفة الغربية لتعزيز حركة التبادل التجاري والاستثماري بين السوقين الأردني والفلسطيني بشكل يدعم الاقتصاد الأردني المتردي.

وأكد الملك عبد الله خلال الاجتماع على ضرورة حل قضية فلسطين ضمن مبادرة السلام العربية وقرارات مجلس الأمن أي المشروع الأمريكي بنسخته القديمة (إقامة دولة فلسطينية على الأراضي المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية مقابل التنازل عن 80% من الأرض المباركة ليهود) في ظل الحديث عن  تعديلات لذلك المشروع من قبل الإدارة الأمريكية، وكذلك طرح بدائل لحل ملف القدس من خلال جعلها تحت إشراف دولي وقوات احتلال دولية بحجة أن القدس مقدسة للديانات الثلاث والمطالبة بتأجيل ملف القدس إلى مفاوضات الحل النهائي بشكل يسرع عملية السلام ويسهم في تقدمها.

إن النظام الأردني المجرم لا يهمه القدس ولا المسجد الأقصى ولا كل فلسطين وإنما يهمه تنفيذ أجندة سيدته بريطانيا والمحافظة على العرش الهاشمي الخادم لها وما يقوم به من تشويش على المشاريع الأمريكية والتصريح برفض صفقة القرن هو من باب اختلاف البرامج السياسية بين الدول الكبرى والتنافس الاستعماري بينها وليس من باب الحرص على قضية فلسطين والمسجد الأقصى فمن يريد المحافظة على الأرض والمقدسات يحرك الجيوش لتحريرها وتطهيرها لا أن يجتمع مع من يحتلها ويسفك دماء أهلها ليل نهار!

19-6-2018